لقاء الشيخ محمد بن زايد مع مسرور بارزاني مظهر لحراك نشط بشأن تطورات المنطقة وتداعياتها

أبوظبي - بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأحد، مع مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق العلاقات بين الإمارات والعراق عامة والإقليم خاصة.
وقالت وكالة الأبناء الإماراتية “وام” إنّ الجانبين تبادلا “وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك”.
وجاءت زيارة بارزاني إلى أبوظبي ضمن حراك سياسي ودبلوماسي كثيف تشهده المنطقة بسبب الأحداث المتسارعة والتقلّبات العاصفة التي شهدتها بما في ذلك التغيير الكبير الذي حدث في سوريا.
وأصبحت الإمارات وجهة هامّة ومدارا لجزء من ذلك الحراك باعتبارها مثّلت دائما قوّة دفع باتجاه تحقيق الاستقرار في المنطقة والحفاظ على أمن دولها وشعوبها بفعل المواقف المعتدلة لقيادتها وشبكة العلاقات الإقليمية والدولية الثرية والمتنوّعة لتلك القيادة، وأيضا بفعل حيوية الدبلوماسية الإماراتية ونشاطها.
ومن جهة مقابلة مثّلت قيادة إقليم كردستان العراق، وتحديدا قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني القائد الرئيسي لتجربة الحكم الذاتي في الإقليم، جزءا من ذلك الحراك ومُساهِمة أساسية فيه كون العراق ومن ضمنه الإقليم عرضة للتأثر بما يجري في المنطقة وخصوصا في سوريا نظرا للتشابكات السياسية والأمنية والاجتماعية مع ساحتها.
ويمثّل الأكراد جزءا من الشعب السوري وقد وضعتهم الأحداث الدائرة في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن في قلب صراعات تشارك فيها قوى إقليمية في مقدمتها إيران وتركيا.
الإمارات تستطيع بما تحتفظ به من علاقات متطورة مع العراق القيام بأدوار بنّاءة في حلحلة القضايا التي يواجهها الإقليم سواء محليا، أو في علاقته بالسلطات الاتّحادية
وبذلت القيادة الكردية العراقية ممثلة بالمرجع الكردي المخضرم مسعود بارزاني جهودا متسارعة لتوحيد مواقف الأكراد السوريين وتجنيبهم الدخول في صراع مدمّر ضدّ تركيا.
وتم في نطاق تلك الجهود استقبال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في أربيل من قبل الرئيس بارزاني الذي قام قبل ذلك بإيفاد ممثل عنه إلى سوريا لبحث التطورات مع ممثلين لأبناء المكوّن الكردي هناك.
ومثّلت المملكة الأردنية أيضا جزءا من تحركات مسرور بارزاني الذي زارها الأحد حيث التقى الملك عبدالله الثاني بن الحسين وبحث معه “آفاق التعاون بين الأردن وإقليم كردستان وسبل توسيعها في مختلف المجالات.”
وكان مسرور بارزاني قد قام قبل زيارته دولة الإمارات والأردن بزيارة مماثلة إلى تركيا حيث أجرى مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان.
واتّجه جزء من الحراك السياسي لقيادة إقليم كردستان العراق أيضا صوب بغداد وذلك في نطاق جهود معالجة قضايا تتعلّق بالعراق ككل وموقفه من الأحداث الجارية وعلاقاته داخل الإقليم وخارجه، وأخرى تتصل بالعلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية العراقية وما يميّزها خلال الفترة الحالية من خلافات وتجاذبات تتركز بشكل أساسي حول المشاكل الاقتصادية والمالية لاسيما حصة الإقليم من موازنة الدولة ومرتبات موظفيه وإعادة تصدير النفط المنتج في حقوله.
اقرأ أيضا:
وفي هذا الإطار قام رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني مؤخّرا بزيارة إلى بغداد أجرى خلالها لقاءات ومباحثات موسّعة مع كبار المسؤولين في الدولة بسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، وكذلك مع عدد من قادة الأحزاب والقوى الفاعلة.
ويقول مراقبون إنّ الإمارات تستطيع بما تحتفظ به من علاقات متطورة مع العراق والعديد من الفاعلين السياسيين فيه القيام بأدوار بنّاءة في حلحلة القضايا التي يواجهها الإقليم سواء محليا بما في ذلك إعادة تشكيل حكومته في ضوء الانتخابات البرلمانية التي شهدها في أكتوبر الماضي، أو في علاقته بالسلطات الاتّحادية.
وأصبحت الإمارات شريكا في التنمية بالعراق من خلال مساهمتها في المشروع التنموي الضخم الذي سيقام هناك ويتمثّل في طريق التنمية الذي سينجز بالشراكة مع تركيا وقطر ليربط مياه الخليج بجنوب البصرة بالأراضي التركية على أن يمتد عبرها باتّجاه مياه البحر المتوسّط.
وعلّق رئيس حكومة كردستان العراق على زيارته دولة الإمارات. وقال عبر منصة إكس “سررتُ بلقاء أخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي”، مضيفا “أكدنا على مواصلة تعزيز علاقات الصداقة بين إقليم كردستان والإمارات العربية المتحدة وتطوير التعاون والتنسيق الثنائي في مختلف المجالات.”