لقاء إسرائيلي قطري مرتقب لاستئناف محادثات إطلاق الرهائن

واشنطن – يتوقع أن يجتمع مدير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد بارنياع، مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في أوروبا نهاية الأسبوع الحالي لبحث استئناف مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، وفق ما أفاد مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" الأميركي.
لم يكشف الموقع أسماء المصادر، مشيرا إلى أن الاجتماع سيكون أول لقاء بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوع.
وتشير عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات إلى أنها مستعدة لاستكشاف صفقة رهائن جديدة، بعدما توقفت الصفقة السابقة عقب رفض حماس إطلاق سراح النساء المتبقيات اللاتي تحتجزهن كرهائن، فيما تقول حماس إن هؤلاء النساء جنديات في جيش الدفاع الإسرائيلي، بحسب الموقع.
وأفاد تقرير سابق لـ"أكسيوس" أن وسطاء من قطر اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين خلال الأيام الماضية لمعرفة التوجهات حول إعادة إطلاق المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن صفقة جديدة.
وتحقق الوسطاء مع فريق التفاوض الإسرائيلي مما إذا كانت إسرائيل ستوافق على صفقة تسمح بالإفراج عن النساء المتبقيات مقابل توقف القتال لأكثر من يوم، بحسب مصادر إسرائيلية.
وقال أحد المصادر إن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يشمل "عناصر إنسانية"، مثل إطلاق سراح كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة، أو إطلاق سراح الرهائن المصابين بجروح خطيرة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، بعد التحرك القطري الأولي قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأعضاء "حكومة الحرب" عدم سفر مدير الموساد إلى قطر.
ولكن بعد "رد فعل" على القرار غيّر نتانياهو مساره وسمح لبارنياع بالتعامل مع القطريين، وأشار مصدر إسرائيلي إلى أن إسرائيل أبدت استعدادها لمناقشة اتفاق جديد يضمن إطلاق سراح النساء المتبقيات.
وقال الموساد في بيان له إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان التقى الخميس مع بارنياع في تل أبيب لمدة ساعتين وناقشا الجهود المبذولة لاستئناف المحادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وقال مسؤول أميركي كبير في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان استكشاف سبل إطلاق سراح الرهائن. وقال إن هناك العديد من الأفكار والمبادرات حول كيفية القيام بذلك ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان أي منها سيحظى بالقبول.
وتقود قطر مفاوضات بين حماس وإسرائيل. ويقيم في الدوحة العديد من قادة حماس.
وأدت تلك المحادثات إلى هدنة استمرت سبعة أيام قبل استئناف الأعمال القتالية. وسمحت الهدنة بإطلاق حماس سراح عشرات الرهائن المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي مطلع ديسمبر، أعادت إسرائيل فريق الموساد من الدوحة بعد بلوغ "طريق مسدود" في المفاوضات الرامية لتجديد الهدنة وتبادل محتجزين مع حركة حماس، وفق ما أعلن مكتب نتانياهو.
وقال المكتب في بيان "بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا وبتوجيه من رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أمر رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، فريقه المتواجد في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".
ورأى أن "منظمة حماس الإرهابية لم تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق الذي شمل الإفراج عن جميع الأطفال والنساء المختطفين وفقا لقائمة تم تحويلها إلى حماس وتمت المصادقة عليها من قبلها".
وشكر رئيس الموساد في البيان مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة ومصر، إضافة الى رئيس الوزراء القطري، على "جهود الوساطة الجبارة" التي أفضت إلى هدنة من سبعة أيام بدأت في 24 نوفمبر، وأتاحت وقف الأعمال القتالية والإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتشهد غزة، السبت، يوما جديدا من التصعيد حيث يتواصل القتال وحرب الشوارع بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما تعصف أزمة إنسانية طاحنة بمئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين بعد تدمير منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
وتجمع المئات من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مساء الجمعة، في تل أبيب، مطالبين حكومة بلادهم بإبرام صفقة جديدة مع الفصائل الفلسطينية لإعادة أسراهم.
وتظاهر أهالي الأسرى أمام مبنى هيئة الأركان في "تل أبيب"، للمطالبة بعقد صفقة مع المقاومة لإعادة الأسرى، وذلك على خلفية إعلان الجيش الإسرائيلي قتله 3 محتجزين إسرائيليين في غزة بالخطأ، صباح الجمعة.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن المتظاهرين رددوا شعار "نريد صفقة الآن"، مطالبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق بعد كارثة قتل الأسرى الثلاثة بالخطأ، وهم: يوتام حاييم، وألون شامريز، وسامر طلالقة، كانوا ضمن المحتجزين في غزة بعد عملية 7 أكتوبر الماضي".
وقال أحد المتظاهرين من أهالي المحتجزين في غزة، "أخي مختطف منذ 70 يوما، وأنا خائف حتى الموت"، بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية. ويعتقد أن 132 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر.
ونقلت الصحيفة عن العائلات التي تطالب بصفقة أخرى لإطلاق سراح المحتجزين، إن “المأساة التي نُشرت الليلة (الجمعة) لا تؤدي إلا إلى زيادة الذعر: الوقت ينفد، والصبر ينفد".
وتابعت العائلات "الجميع مدعوون للحضور والمطالبة بأحبائنا الآن".
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية (خاصة)، فإن أهالي المحتجزين في غزة سيلقون "بيانا خاصا"، في تمام الساعة 12 ظهرا في ساحة متحف تل أبيب، والتي باتت تعرف بـ "ساحة المختطفين".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت "خطأ" 3 من المحتجزين لدى حركة حماس ، أثناء المعارك في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الجيش في بيان ، إن قوة تابعة له "أطلقت النار بالخطأ على رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا، ما أدى إلى مقتلهم".
وأضاف "أثناء مسح ومعاينة منطقة الحادث ثارت شبهة حول هوية قتيلين، ولكن حين تم نقل الجثث للفحص في إسرائيل تبين أنهم ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي "بدء عملية التحقيق في الحادث على الفور"، وعلل ما حدث بأنه "جاء في منطقة قتال شهدت العديد من الحوادث في الأيام الأخيرة".
بدوره، أعلن نتنياهو، في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، الحداد بعد مقتل المحتجزين الثلاثة.
وقال "إنني، مع كل شعب إسرائيل، أحني رأسي بحزن عميق هذه مأساة لا تطاق. ستحزن دولة إسرائيل بكاملها هذا المساء. قلبي مع العائلات الحزينة في أوقاتها الصعبة".
وبحسب تقديرات القناة "12" الإسرائيلية، فإن “الثلاثة استطاعوا الفرار من خاطفيهم، أو تم التخلي عنهم خلال الأيام الأخيرة من أسرهم، والذي كان على ما يبدو في مكان قريب من مكان الحادث".
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن الرهائن الثلاثة الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ في غزة كانوا يرفعون راية بيضاء، وذلك وفقا لتحقيق مبدئي في الواقعة وهو ما سيثير الكثير من الانتقادات لطريقة إدارة القوات الإسرائيلية للحرب في القطاع.
وأضاف المسؤول أن الواقعة حدثت في منطقة قتال عنيف حيث يعمل مقاتلو حماس بالزي المدني ويستخدمون أساليب خداعية مؤكدا أن إطلاق النار على الرهائن كان مخالفا لقواعد الاشتباك الإسرائيلية.
وكان قد تم إطلاق سراح 4 رهائن قبل ذلك، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من إنقاذ رهينة.
كما كان قد جرى انتشال جثث 8 رهائن. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 20 من أولئك الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة، ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
ويأتي القصف الإسرائيلي والعملية الموسعة التي تجريها قواته في غزة، ردا على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واختطاف 240 شخصا إلى القطاع، بحسب السلطات الإسرائيلية.
من جانبها، أعلنت سلطات قطاع غزة، الجمعة، أن 18 ألفا و800 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قتلوا في القصف الإسرائيلي على القطاع منذ اندلاع الحرب.
وبين القتلى الذين تم إحصاؤهم إلى الآن، 8 آلاف طفل و6200 امرأة، بحسب المصدر ذاته. وأصيب 51 ألف شخص منذ بدء الحرب.
وفي ظل القتال البري المكثف في مختلف أنحاء قطاع غزة وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، حذرت الولايات المتحدة من أن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولي بسبب الغارات الجوية "العشوائية" التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
وقال مسؤولون أميركيون إن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، الذي زار إسرائيل يومي الخميس والجمعة، حمل رسالة إلى إسرائيل لتقليص الحملة العسكرية الواسعة والانتقال إلى عمليات أكثر استهدافا ضد قادة حماس.
وأثناء زيارة سوليفان، أكد المسؤولون الإسرائيليون علنا أنهم سيواصلون الحرب حتى يحققوا هدفهم المتمثل في القضاء على حماس، الأمر الذي قد يستغرق شهورا.
ولمحت واشنطن أمس الجمعة إلى وجود خلاف مع إسرائيل بشأن مدى سرعة تقليص الحرب، حيث قال سوليفان إن التوقيت كان موضوع "مناقشة مكثفة" بين الجانبين.
وتصاعدت حدة القتال في الأسبوعين الماضيين منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن إسرائيل تنتصر في الحرب، مشيرا إلى انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل.
لكن بعد ساعات، سمعت صفارات الإنذار في القدس ودوي انفجارات في السماء بسبب ما لا يقل عن ثلاثة اعتراضات من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، القبة الحديدية، للمرة الأولى منذ أسابيع. وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي وصفه بأنه رد على "المجازر الصهيونية ضد المدنيين".
واضطرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم خلال الشهرين الماضيين، الكثير منهم عدة مرات.
وبعد مغادرة سوليفان، قالت إسرائيل إنها ستفتح معبر كرم أبو سالم، وهو الطريق الرئيسي الذي يصل إلى غزة، أمام شحنات المساعدات للمرة الأولى في الحرب مما يسمح بدخول 200 شاحنة يوميا وهو ضعف الطاقة الاستيعابية في رفح.
ودأبت وكالات الإغاثة، التي تحذر من المجاعة والأمراض، على مناشدة إسرائيل تسريع عمليات التسليم من خلال السماح بدخول المساعدات مباشرة إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود مع مصر وإسرائيل وغزة.
وذكر سكان في القطاع أن معارك تدور في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في شمال غزة، وشرقي المغازي بوسط غزة، وفي وسط مدينة خان يونس الرئيسية بالجنوب وكذلك أطرافها الشمالية.
وقال أحمد (45 عاما) وهو كهربائي وأب لستة أطفال في تصريحات لرويترز من ملجأ في منطقة بوسط غزة "تحول قطاع غزة إلى كرة من النار خلال الليل وكنا نسمع دوي انفجارات وطلقات نارية من كل الاتجاهات".
وأضاف "يمكنهم تدمير المنازل والطرق وقتل المدنيين من الجو أو من خلال القصف الأعمى بالدبابات، ولكن عندما يواجهون المقاومة وجها لوجه، فإنهم يخسرون. ليس لدينا ما نخسره بعد كل ما فعلوه بغزة".