لعنة أبطال أوروبا تطارد غوارديولا

توخيل يحجز مكانه بين نخبة المدربين العالميين.
الثلاثاء 2021/06/01
منافسة العمالقة

أهدر الإسباني بيب غوارديولا فرصة جديدة للفوز بأول لقب له بدوري الأبطال منذ أن فاز بلقب البطولة مع برشلونة للمرة الثانية في 2011، إذ يعتبر نهائي السبت هو الأول له منذ عقد. وفي المقابل واصل توماس توخيل مدرب تشيلسي تفوقه على غوارديولا، وذلك عندما هزمه في نهائي الأبطال، في ثالث فوز على التوالي للمدرب الألماني على نظيره خلال فترة قصيرة.

برلين - يحظى المدرب الإسباني بيب غوارديولا دائما بإشادة هائلة بسبب قدراته الخططية ونبوغه على مستوى اختيار طريقة اللعب المناسبة في مباريات الفرق التي يدربها.

ولكن غوارديولا ربما تعرض لبعض الخداع من قبل موهبته الخططية بعدما فشل مجددا في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. وخلال مسيرته في تدريب فريقه الأسبق برشلونة الإسباني، قاد غوارديولا الفريق الكتالوني لتقديم حقبة رائعة معتمدا على أسلوب الـ”تيكي تاكا” .

وكان هذا الأسلوب يعتبر هو الأفضل خططيا في ذلك الوقت، وأثمر فوز الفريق بلقب دوري الأبطال تحت قيادة برشلونة في 2009 و2011.

ولكن ملك الاستراتيجيات والخطط، الذي فرض سيطرته في إسبانيا سابقا، يبدو الآن كسمكة خرجت من الماء على الأقل على المستوى القاري.

واستغرق غوارديولا عشر سنوات بعد فوزه بلقبه الثاني مع برشلونة في دوري الأبطال ليبلغ نهائي البطولة مجددا، ولكن خياراته الخططية هذه المرة بددت آمال مانشستر سيتي في الفوز بلقب البطولة التي لم يسبق للفريق الفوز بها بل إن الفريق خاض النهائي الأول له في دوري الأبطال وخسر أمام تشيلسي الإنجليزي 0-1.

اختيار صعب

فوز مستحق
فوز مستحق

لم يدفع غوارديولا باللاعبين فيرناندينو ورودري في وسط الملعب، وهو ما كان خيارا يثير العديد من التساؤلات ومن الصعب فهمه.

ومن بين 61 مباراة خاضها مانشستر سيتي في هذا الموسم، كان اللاعبان حاضرين في التشكيلة الأساسية للفريق في 59 مباراة. وقال غوارديولا “بذلت قصارى جهدي في اختيار التشكيلة.. اخترت أفضل تشكيلة ممكنة لتحقيق الفوز بالمباراة”.

بعد حقبته مع برشلونة، فشل غوارديولا في إحراز اللقب الأوروبي أيضا مع فريقه السابق بايرن ميونخ على مدار ثلاثة مواسم قضاها مع الفريق قبل الانتقال إلى تدريب مانشستر سيتي.

ويعتبر بايرن تحت قيادة غوارديولا هو الفريق الأكثر هيمنة وسيطرة في تاريخ الدوري الألماني (بوندسليغا)، ولكنه خرج من المربع الذهبي لدوري الأبطال في ثلاثة مواسم متتالية.

توخيل قدم في النهائي الأوروبي أوراق اعتماده في سجل المجد الأوروبي بعدما قهر خطط الإسباني بيب غوارديولا

وقال توماس مولر، الذي لعب تحت قيادة غوارديولا بفريق بايرن، في مقابلة صحفية العام الماضي إن المدرب يميل إلى الإفراط في التفكير في المباريات الكبيرة وغير متأكد ما إذا كان سيغير خططه لتناسب الخصم أو يثق في فلسفته.

وكان بايرن تعاقد مع غوارديولا لمواصلة مسيرة النجاح التي حققها الفريق بقيادة المدرب يوب هاينكس، الذي قاد الفريق إلى الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا).

ولم يكن الحال مختلفا كثيرا بالنسبة إلى مانشستر سيتي وإن أنفق النادي الإنجليزي مالا أكثر كثيرا من بايرن لتدعيم الفريق وتحقيق إنجاز دوري الأبطال.

ومنذ انتقال غوارديولا لتدريب مانشستر سيتي في يوليو 2016، أنفق النادي نحو مليار يورو (1.2 مليار دولار) في سوق الانتقالات، طبقا لما ذكره موقع “ترانسفير ماركت”.

والمثير بشكل أكبر أن أغلى لاعب تعاقد معه النادي كان البلجيكي كيفن دي بروين حيث بلغ المقابل المالي للصفقة 76 مليون يورو، ولكن هذا اللاعب نفسه هو من قدم أداء متواضعا في مباراة النهائي الأوروبي أمام تشيلسي، كما خرج اللاعب في وسط المباراة بسبب إصابة في الرأس.

وتسببت الأموال الطائلة التي أنفقها مانشستر سيتي على الانتقالات، في تعرض النادي للإيقاف لمدة عامين من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب خرقه لوائح اللعب المالي النظيف. ومع ذلك، ألغت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) الحكم.

وربما يشعر غوارديولا وفريقه بالرضا بعد فوزهما بلقب الدوري الإنجليزي في موسم تأثر سلبيا بشدة من جائحة كورونا. ولكن إلى متى سيظل المجد المحلي وحده كافيا للفريق؟

مكان بين النخبة

خيبة أمل كبيرة
خيبة أمل كبيرة

خمسة شهور فقط كانت كافية ليحقق المدرب الألماني توماس توخيل، أحد أكثر المدربين الواعدين في عالم كرة القدم، النجاح الذي يطمح إليه أي مدرب وينضم إلى قائمة النخبة بين مدربي العالم.

وتولى توخيل تدريب تشيلسي في يناير الماضي، وترك المدرب الألماني بصمة رائعة مع الفريق توجها بإحراز لقب بطولة دوري أبطال أوروبا بالفوز على مانشستر سيتي 1-0 في نهائي إنجليزي خالص للبطولة.

ولطالما ساد الاعتقاد بأن توخيل (47 عاما) المدرب السابق لماينز وبوروسيا دورتموند الألمانيين وباريس سان جرمان الفرنسي طالب استثنائي في مدرسة المدربين، لكن توليه مهام تشيلسي لإنقاذ الفريق في وسط موسم متعثر ونجاحه في الفوز بدوري أبطال أوروبا أصبح إنجازا توج به مسيرته التدريبية حتى الآن.

وقدم توخيل في النهائي الأوروبي أوراق اعتماده في سجل المجد الأوروبي بعدما قهر خطط الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي.

وحقق توخيل الفوز مع تشيلسي على مانشستر سيتي في ثلاث مباريات متتالية رغم الموسم الرائع لمانشستر سيتي والذي توجه بلقب الدوري الإنجليزي.

غوارديولا وفريقه يشعرون بالرضا بعد فوزهما بلقب الدوري الإنجليزي ولكن إلى متى سيظل المجد المحلي وحده كافيا للفريق؟

وقال توخيل، الذي حل مكان فرانك لامبارد في تدريب تشيلسي في يناير الماضي فقط  “هذا يحدد المستوى بالنسبة إلينا. وبمجرد انتهاء الاحتفالات، استوعبنا جميعًا هذه التجربة. حان الوقت للنمو والتطور والاستفادة منها لتصبح أفضل”.

وأوضح “العديد من اللاعبين الشبان حققوا هذا النجاح الهائل، والآن أصبح الفريق أمام تحد هائل يتمثل في البقاء على تعطشه والتركيز في الإنجاز التالي”.

وأصبح توخيل ثالث مدرب ألماني يفوز بلقب دوري الأبطال في آخر ثلاثة مواسم على التوالي حيث سبقه يورغن كلوب مع ليفربول الإنجليزي في 2019 وهانزي فليك مع بايرن ميونخ الألماني في 2020.

وحقق توخيل مع تشيلسي معجزة سريعا بعدما قاد الفريق للفوز بدوري الأبطال واحتلال المركز الرابع في الدوري الإنجليزي كما قاده إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

ومن المؤكد أن فوز توخيل بلقب دوري الأبطال مع تشيلسي يبدو أفضل مما لو كان قد فاز باللقب مع باريس سان جرمان في الموسم الماضي حيث بلغ النهائي لكنه خسر وقتها أمام بايرن ميونخ.

ونجح توخيل مع تشيلسي في النهائي هذا الموسم من خلال التوظيف الجيد لمواطنه أنطونيو روديغر في مركز قلب الدفاع من ناحية والاستفادة بأكبر قدر ممكن من مواطنه الآخر كاي هافيرتز في الهجوم حيث شكل اللاعب إزعاجا مستمرا لدفاع مانشستر سيتي كما سجل هدف المباراة الوحيد.

23