لعب ودمى صينية تفرض سيطرتها على الأسواق العراقية

شركات صينية تقدم طيفا واسعا من اللعب المتنوعة سواء كانت لأغراض اللهو أو التعليم، فضلا عن اللعب الإلكترونية.
الخميس 2021/08/19
لعب متنوعة بأسعار مناسبة

بغداد – في سوق الشورجة وسط بغداد، والذي يعد من أكبر أسواق الجملة لمختلف أنواع الصناعات والمواد الغذائية والكهربائية واللعب، يمتد سوق اللعب في أحد شوارع هذه المنطقة المترامية الأطراف، حيث تنتشر على جانبيه العشرات من المتاجر المتخصصة في بيع لعب الأطفال بألوانها الجميلة وأشكالها الجذابة وصناعاتها المختلفة، فيما يؤكد أغلب من في السوق من تجار وزبائن أن اللعب الصينية تسيطر على سوق اللعب وتسهم في بث الفرح والسرور في نفوس الأطفال العراقيين.

وقال محمد السامرائي (تاجر وصاحب محل لبيع اللعب بالجملة في منطقة الشورجة وسط بغداد) لوكالة أنباء شينخوا إن “البضاعة الصينية تتواجد بكثافة في العراق فأسعارها مناسبة والسوق العراقية في الوقت الحالي لا تتحمل أسعارا مرتفعة مثل المنتجات الأوروبية وغيرها، لذلك يتجه الناس إلى البضاعة الصينية وهي بأسعار مختلفة ويمكن للمواطن شراء ما يريده وبالسعر الذي يناسبه”.

وأضاف أنه “بحسب تجربتنا كتجار في مجال اللعب تعتبر اللعب الصينية هي الأكثر رواجا في السوق”.

وتابع السامرائي أن “معظم أصحاب المحلات التي تبيع بالتجزئة يفضلون البضاعة الصينية، لأن أسعارها مناسبة وألوانها جميلة، وهناك تنوع في النماذج والألوان يعطي التاجر العديد من الخيارات وفقا للأسعار والنوعيات، كما أن هناك في كل يوم نماذج جديدة من هذه اللعب التي تجذب الأطفال وتبث الفرح في نفوسهم”.

وأوضح أن “معظم الأطفال الذي يأتون إلى السوق يشترون اللعب الصينية وليس اللعب الأخرى بسبب سعرها المناسب وألوانها الجميلة واستخدامها البسيط، وهي دائما تخضع لعمليات تجديد”.

واعتبر السامرائي أن “من الأمور الهامة التي أسهمت في رواج البضاعة الصينية،  أننا أصبحنا نتعامل مع الصينيين بشكل مباشر، ويكون ذلك إما بالذهاب إلى الصين أو عن طريق الإنترنت، والشركات التي نتعامل معها هناك شركات تتمتع بالكفاءة”.

 الأكثر رواجا في السوق
 الأكثر رواجا في السوق

ولفت السامرائي إلى أن “معظم العائلات تتجه إلى شراء اللعب ذات الأسعار المناسبة بحكم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراق، ولذلك أغلب مبيعاتنا من هذه اللعب”، مبينا أن “البنات يتجهن إلى لعب المطابخ والدمى الناطقة والمتحركة، أما الأولاد فيتجهون نحو شراء السيارات والطائرات واللعب الإلكترونية بمختلف أشكالها ومميزاتها، وبصورة عامة معظم الأطفال العراقيين يتجهون نحو اللعب الصينية”.

ورأى عمار محمد (صاحب محل لبيع اللعب) أن “هناك إقبالا كبيرا على البضاعة الصينية فهي جميلة وألوانها متميزة، والأطفال العراقيون يشترون هذه اللعب الجذابة في الأعياد والمناسبات والعطل، وهي من أهم المواسم التي تشهد إقبالا على شراء اللعب التي تكون في معظمها من إنتاج شركات صينية”.

أما أحمد نصير (متبضع من أحد محلات بيع اللعب في منطقة المنصور غربي بغداد) فقال إن “الشركات الصينية تقدم نماذج متعددة وجميلة من اللعب التي تجذب الأطفال وتستجيب لرغباتهم. وأسعارها المناسبة تلائم جميع طبقات المجتمع، فالفقراء والأغنياء يستطيعون شراء ما يريدون من هذه اللعب لأن أسعارها مناسبة للجميع، كما أن الشركات الصينية في فصل الصيف تقدم مجموعة من اللعب المائية الجميلة والمناسبة مثل مسدسات الماء وأحواض السباحة بأسعار في متناول أغلب العراقيين”.

وأضاف أنه “يمكن القول إن اللعب الصينية تفرض سيطرتها بشكل شبه كامل على السوق العراقية بحكم جودتها وجمالية أشكالها وتطورها المستمر ناهيك عن أسعارها التي لا يمكن أن تنافسها أسعار أي صناعة أخرى”.

وبين أن الأطفال العراقيين بحكم كثرة الحروب التي مرت عليهم صاروا يميلون إلى شراء الأسلحة مثل البنادق والمسدسات، أما بالنسبة إلى البنات فيفضلن الدمى والعرائس الناطقة.

وأشار إلى أن “أهم ما نجنيه من عملنا في بيع اللعب إلى جانب الربح المادي هو تلك الابتسامة وعلامات الفرح التي نشاهدها على وجوه الأطفال وهم يشترون ما يريدون من لعب”.

المساهمة في بث الفرح والسرور
المساهمة في بث الفرح والسرور

عائلة أبوفهد التي كانت تتجول في سوق غازي الشعبية في المنصور توقفت عند محل لبيع اللعب نزولا عند رغبة ابنها فهد ذي الثلاث سنوات الذي أصر على شراء لعبة، وهي عبارة عن هاتف يصدر مجموعة من النغمات الموسيقية الجميلة.

وأكد أبوفهد لـشينخوا أنه وزوجته يعملان في القطاع الحكومي ودخلهما محدود، لذلك يجدان في وفرة اللعب الصينية في الأسواق العراقية متنفسا لتحقيق رغبات أبنائهما.

وأضاف أن “الأطفال العراقيين بصورة عامة عاشوا فترات طويلة من الحرمان بسبب ظروف الحصار الاقتصادي والحروب المتتالية والأوضاع الاقتصادية غير المستقرة في البلاد، ولم يكن بمقدورهم الحصول على ما يريدون من لعب وهدايا أو حتى أن يعيشوا طفولتهم بشكل طبيعي مثل بقية أطفال العالم. وبعد أن حصل انفتاح على الأسواق العالمية -وخصوصا الصينية- بدأت العائلات تحاول تعويض الأطفال عن كل تلك السنوات من الحرمان، وقد وجدت ضالتها في اللعب الصينية الجميلة والمناسبة وذات الذكاء العالي والتي تنمي مواهبهم”.

وتشير أم فهد إلى أن “الصين تقدم طيفا واسعا من اللعب المتنوعة سواء كانت لتسلية أو للتعليم، حيث تطرح نماذج الكمبيوترات والأدوات التعليمية الرقمية فضلا عن لعب الإلكترونية والعادية، وهذه الأشياء لم نشهدها في طفولتنا، وهي تمثل ثورة في عالم الطفل”.

وأضافت “يمكن القول إن الصين ومن خلال تصنيع هذه التشكيلة الجميلة من اللعب تسهم في إسعاد الأطفال العراقيين بشكل كبير”.

واضافت، “لدينا طفلان فهد وفاطمة، ونحن بحاجة إلى شراء اللعب لهما في مناسبات مختلفة مثل أعياد ميلادهما وغيرها من المناسبات، ومع توفر اللعب الصينية بأسعارها المغرية لم تعد لدينا مشكلة في هذا الأمر”.

20