"لعبة الحبار" يستعد لطرح موسمه الثاني

مخرج "سكويد غايم" يأمل الانتهاء من كتابة سيناريو الموسم الثاني نهاية 2024 مؤكدا على أنها عملية مجهدة.
الأربعاء 2022/04/06
نقد قاس للرأسمالية

كان (فرنسا) - أعلن مخرج مسلسل "لعبة الحبار" (سكويد غايم) هوانغ دونغ هيوك الاثنين الإعداد لموسم ثان من المسلسل الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة على “نتفليكس” خلال الخريف الماضي، لكنه توقع ألا ينتهي من كتابة السيناريو قبل نهاية 2024.

وقال كاتب السيناريو والمخرج الكوري الجنوبي لدى سؤاله عن أعماله المستقبلية أمام متخصصين في المجال خلال المهرجان الدولي للتلفزيون في مدينة كان الفرنسية “عليّ أن أكتب سيناريو الموسم الثاني وآمل أن أنهي عملي بحلول نهاية عام 2024، وفي حال حالفني الحظ سأعرضه على المتابعين بنهاية 2024”.

وكان هيوك أبلغ في اليوم السابق كتّاب سيناريو موجودين في المهرجان أنّه لم يكتب إلا “ثلاث صفحات” من نص الموسم الثاني لمسلسله الذي حقق نجاحاً كبيراً بعد عرضه عبر منصة نتفليكس.

ويتحدث مسلسل “لعبة الحبار” عن المئات من الأشخاص من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب تقليدية للأولاد بهدف الفوز بمبلغ مالي كبير جداً. ويُقتل الخاسرون تباعاً في كل لعبة.

وتدور أحداث المسلسل حول مجموعة مكوّنة من 456 شخصا، من بينهم مهاجر هندي وهارب من كوريا الشمالية، مدينين ويائسين، يشاركون في لعبة البقاء على قيد الحياة، حيث يتاح لشخص واحد فقط الحصول على 45.6 مليار وون كوري (حوالي 38.1 مليون دولار)، إذا فاز بسلسلة من ست مباريات دموية، فيما يُقتَل الخاسرون في هذه الألعاب.

واستقطب المسلسل جمهورا كبيرا جدا من كل أنحاء العالم بفضل مجموعة من العوامل، أحدها جمعُه بين التسلية الطفولية وعواقبها المميتة، إضافة إلى الإنتاج المتقن والسينوغرافيا الضخمة.

المسلسل يتحدث عن المئات من الأشخاص من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب تقليدية للأولاد بهدف الفوز بمبلغ مالي كبير جداً
المسلسل يتحدث عن المئات من الأشخاص من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب تقليدية للأولاد بهدف الفوز بمبلغ مالي كبير جداً

وما لبث أحد مسؤولي نتفليكس أن صرّح بعد أيام قليلة من إطلاق المسلسل، بأن ثمة “احتمالا كبيرا بأن يصبح أكبر مسلسل على الإطلاق في تاريخ المنصة” وهو ما تحقق بالفعل.

وتشكّل ظاهرة “سكويد غايم” أو “لعبة الحبار” أحدث التجليات المعبّرة عن تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد النجاح الهائل الذي حققته فرقة البوب الكورية “بي.تي.أس” وفوز فيلم “طفيلي” (باراسايت) بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، وتمكنه من أن يصبح أول عمل بغير اللغة الإنجليزية ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

وحظي المسلسل الذي ينطوي على عنف كبير بنجاح عالمي، إذ شاهده بعد شهر على بدء عرضه أي في منتصف أكتوبر من السنة الماضية أكثر من 142 مليون مشترك عبر نتفليكس، أي نحو ثلثي مستخدمي المنصة، وهذه أرقام تبرر الرغبة في تصوير جزء ثان منه.

ورأى النقاد أن نجاح المسلسل الكبير رغم كون أحداثه تدور في إطار كوري بحت، يعود إلى أن المواضيع التي يتناولها وتسليطه الضوء على تجاوزات الرأسمالية تجد صدى عالميا، وشكّلت تاليا مفتاح نجاحه في كل مكان.

ويتضمّن المسلسل إشارات واضحة إلى عدد من الصدمات التي لا تزال تطبع إلى اليوم الذاكرة الجماعية لكوريا الجنوبية، كالأزمة المالية الآسيوية عام 1997 وعمليات صرف العاملين في شركة “سانغيونغ” لصناعة السيارات عام 2009، وهما حدثان أدّيا إلى العديد من حالات الانتحار.

وذكّرت أستاذة الدراسات الكورية في جامعة نوتردام في الولايات المتحدة شارون يون بأن “الميل المتزايد إلى تغليب الكسب المادي على رفاهية الفرد هو ظاهرة موجودة في كل المجتمعات الرأسمالية حول العالم”.

وكان هوانغ دونغ هيوك كتب عام 2009 المسلسل ليكون فيلماً طويلاً، وأوضح أنّ السيناريو “بقي على جهاز الكمبيوتر طيلة عشر سنوات” إذ لم ترغب أيّ جهة في شرائه بحجة أن العمل “دموي جدا وغير مألوف وغامض”، قبل أن تقرر اقتناءه منصة نتفليكس التي أصبحت مُتاحة في كوريا الجنوبية عام 2016.

وعن سبب نجاح المسلسل وتعلّق جمهور من مختلف دول العالم به قال هيوك “يرجع ذلك إلى بساطة المسلسل وشخصياته التي يمكن الارتباط بها، أردت أن أكتب أي قصة كانت، قصة رمزية أو حكاية عن المجتمع الرأسمالي الحديث، شيء يصوّر منافسة شديدة إلى حد ما مثل المنافسة الشديدة في الحياة”.

وأضاف “لكنني أردت التعويل على شخصيات تشبه من نقابلهم في الواقع. الحياة باعتبارها لعبة البقاء على قيد الحياة، فهي ترفيه ودراما إنسانية، والألعاب المصوّرة بسيطة للغاية وسهلة الفهم، وهذا يسمح للمشاهدين بالتركيز على الشخصيات بدلا من تشتيت انتباههم بمحاولة تفسير القواعد المعقدة”.

وأوضح المخرج أنّه واجه معاناةً جراء إعادة صياغة السيناريو التي استغرقت “سبعة أشهر”، فيما تطلب تصوير المسلسل “ثمانية أشهر”. وقال ممازحاً “كان الأمر بمثابة جحيم. ربما الموسم الثاني سيكون آخر مسلسل لي”.

وبعد “سكويد غايم”، يعتزم المخرج العمل على فيلم “كي أو كلوب” المستوحى من كتاب للإيطالي أمبرتو إيكو والذي تدور أحداثه حول “قتل مسنين”.

13