لبنان يوقف سوريين ضالعين في اختطاف منسق حزب القوات

بيروت – أعلن الجيش اللبناني اليوم الاثنين أن مديرية مخابراته تمكنت من القبض على عدد من المتهمين يحملون الجنسية السورية اشتركوا في عملية خطف باسكال سليمان منسق حزب القوات في منطقة جبيل بمحافظة جبل لبنان، أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثة التي لم تعرف خلفياتها وسط حال من التوتر.
وكتب الجيش في بيان عبر حسابه على منصة إكس "على إثر خطف المواطن باسكال سليمان بتاريخ السابع من أبريل، تمكنت مديرية المخابرات بعد متابعة أمنية من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتجري المتابعة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية".
وأفاد موقع "النشرة" الإخباري المحلي بأن التحقيقات الأولية والمتابعة أظهرت أن أسباب الخطف غير سياسية، ولا علاقة لأي مواطن لبناني بعملية الخطف، التي يرجّح أن تكون دوافعها مالية خصوصا وأن سليمان هو مسؤول الـIT في بنك بيبلوس.
وأضاف الموقع تحرص مديرية المخابرات في الجيش على متابعة ملاحقة الخاطفين، من دون كشف اية معلومات، والاكتفاء بما صدر في بيان الجيش اللبناني، لأن الاولوية هي للوصول الى مكان المخطوف سليمان وتحريره، وتوقيف باقي الخاطفين.
ويأتي هذا وسط تحذيرات كبيرة من مغبة ما جرى ومن عواقبه الوخيمة على مجمل المشهد السياسي والاجتماعي، وفقا لتعليقات انتشرت على الخبر ضمن الأوساط اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن أربعة أشخاص يستقلون سيارة اختطفوا بقوة السلاح منسق قضاء جبيل في حزب "القوات اللبنانية " باسكال سليمان عند مفترق طرق يربط بلدة لحفظ بطريق ميفوق وحائل، لدى عودته من واجب عزاء.
وانتشر تسجيل صوتي يروي فيه أحد أصدقاء سليمان تفاصيل عملية الخطف، قائلاً إنه كان يتحدث هاتفياً معه حين سمعه يتوسل ألا يقتل وانقطع الاتصال، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية، وفي وقت سجل غليان في منطقة جبيل خشية أن يكون مصير سليمان شبيهاً بمصير المسؤول في الحزب نفسه إلياس الحصروني الذي قتل في بلدة عين إبل في جنوب لبنان قبل أشهر.
وعلى الإثر، سادت حال من التوتر في بلدة الخاربة، وجرى تجمع غاضب قرب مقر الحزب في المنطقة. ولم تعرف حتى الآن خلفيات الخطف، في حين أوعز حزب "القوات اللبنانية" لأعضائه بعدم رمي الاتهامات جزافا، قبل الحصول على كامل المعطيات المتصلة بالحادثة.
ومع انتشار خبر اختفاء سليمان، وجهت دعوات إلى التجمع أمام مركز عمشيت التابع لحزب "القوات اللبنانية"، كما دعت الأحزاب في قضاء جبيل مناصريها إلى الوجود في المراكز التابعة لها لمتابعة القضية.
ووصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في وقت متأخر مساء الأحد إلى مركز القوات في مستيتا، وبعد زيارته أعلنت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان "يدعو حزب 'القوات اللبنانية' جمعيات تجار جبيل ووجهائها وبلدياتها ومخاتيرها إلى إقفال جميع المحال في جبيل ومنطقة جبيل ساحلاً ووسطاً وجرداً الإثنين استنكارا لخطف ابن جبيل باسكال سليمان، ويدعو حزب 'القوات اللبنانية' الأحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة إلى الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان".
من جانبه، يتابع نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عملية خطف سليمان حيث طلب في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية بسام مولوي وقائد الجيش جوزيف عون والقادة الأمنيين تكثيف التحقيقات، والتنسيق في ما بين الأجهزة الأمنية للكشف عن ملابسات القضية في أسرع وقت وإعادة سليمان لعائلته. وفقاً لوسائل إعلام محلية.
وواصل وزير الداخلية الاتصالات مع القادة الأمنيين في الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأمن العام لتكثيف الجهود، كما أجرى مولوي اتصالا بعائلة سليمان، مؤكداً أن الأجهزة العسكرية والأمنية تقوم بكل ما يلزم للكشف عن ملابسات عملية الخطف.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن تجمع في مركز "القوات" في مستيتا، بحضور النائب زياد الحواط يتابع قضية خطف سليمان.
وقال النائب حواط "نطلب من الأجهزة الأمنية الإسراع في التحقيقات لمعرفة من خطف منسق القوات في جبيل باسكال سليمان، الذي لم يخبرنا سابقاً أنه تعرض لتهديد".
من جهته، كتب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على منصة "إكس" عملية الخطف التي حصلت الليلة في جبيل تطور خطير جدًا ونطالب الأجهزة الأمنية كافة بالتنسيق في ما بينها والعمل لكشف ملابسات ما حصل"، مضيفا" الكتائب إلى جانب أهالي المنطقة والأصدقاء في القوات لكي لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام".
من جهته، كتب النائب هادي أبوالحسن على منصة إكس "في الوقت الذي يتعرّض فيه لبنان لمخاطر كبيرة نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية المتمادية والتهديدات بتوسيع الحرب، تأتي عملية خطف باسكال سليمان المستنكرة والمدانة في توقيت مريب وخطير، الثقة كبيرة بالجيش اللبناني وقوى الامن لكشف تفاصيل العملية وتحريره من الخاطفين".
وأكد النائب أشرف ريفي في بيان الأحد أن "لبنان يمر بظروف صعبة واستثنائية غير مسبوقة من تعطيل للمؤسسات ومنع انتخاب رئيس للجمهورية وغياب كامل للسلطة التنفيذية مع حكومة تصريف أعمال غير قادرة على القيام بدورها. ويتهدد لبنان إمكان وقوع حرب إسرائيلية مع تفرد "حزب الله" بقرار السلم والحرب وغياب السلطة اللبنانية بشكل كامل".
وأضاف "في هذا الواقع المرير والمؤسف والخطر، يأتي خطف منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل، باسكال سليمان، في ظروف مشبوهة، ليضع لبنان أمام أخطار أمنية تهدد استقراره أو ما تبقى من الاستقرار".
وختم قائلاً "نطالب الأجهزة الأمنية بالضرب بقوة على يد من ارتكب الجريمة ووضع لبنان أمام فوهة الانفجار في وقت نحن أحوج فيه إلى الهدوء والسعي إلى إحياء عمل المؤسسات والنهوض من ركام التعطيل والفوضى الأمنية، ومواجهة تداعيات ما يجري في المنطقة من صراعات وتحولات إقليمية".
وفي إطار متصل، استنكرت مصلحة الأساتذة الجامعيين في القوات اللبنانية، "عملية الاختطاف الآثمة والمجرمة لمنسق منطقة جبيل باسكال سليمان الأحد، وتطلب من الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني ملاحقة الخاطفين المجرمين وتحريره، كما سوق هؤلاء إلى القضاء المختص بعد توقيفهم من أجل إنزال أشد العقوبات بهم حرصاً على أمن البلاد وصوناً للقانون والمؤسسات".
ودعت "جميع الجامعات في قضاء جبيل إلى التوقف عن التدريس اليوم الإثنين"، مؤكدة "تضامنها مع الدكتورة ميشلين وهبة زوجة باسكال ومع الدكتور جيلبير سليمان شقيق باسكال".
ويذكر أنه في أغسطس الماضي، قتل أحد كوادر حزب "القوات اللبنانية" إلياس الحصروني في بلدة عين إبل جنوب لبنان. وحاولت الجهة المنفذة إخراج العملية لتظهر وكأنها وفاة طبيعية نتيجة حادثة سير، قبل أن يكتشف أهله بعد أيام على وفاته ودفنه، أن الحادثة مدبرة.
بعد الحادثة راود الشك أهل الحصروني وأصدقاءه، إذ طلب ابن أخت الضحية مايكل الصيداوي من المواطن إيلي فرح في عين إبل أثناء تقديم واجب العزاء أن يطلع على كاميرات المراقبة المحيطة بمنزله.
وتبين من تسجيل الكاميرات أنه في التاسعة و16 دقيقة مساء الأربعاء الثاني من أغسطس، وقفت سيارة من نوع "جيب" داكن اللون أمام سيارة الحصروني بشكل أعاقت سيره ولحقت بها سيارة لونها رصاصي من نوع "هوندا CRV" وأقفلت الطريق ثم ترجل منها عدد من الأشخاص وركبوا مع الضحية بسيارته، ثم اتجهت السيارات الثلاث إلى مكان حصول الحادثة قرب بلدة "حانين".