لبنان يمنح عقد تشغيل محطة حاويات مرفأ بيروت إلى شركة فرنسية

العقد يشمل استثمار 33 مليون دولار ستدفعها الشركة الفرنسية لتطوير العمل داخل المرفأ.
الجمعة 2022/02/18
خطة استثمار طموحة تستهدف الحصول على محطة فعالة

بيروت - أعلنت الحكومة اللبنانية الخميس أنها أرست عقدا لتشغيل محطة حاويات مرفأ بيروت والذي تعرض إلى التدمير في انفجار ضخم قبل نحو عامين، إلى شركة فرنسية.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية قوله إن "لبنان منح لشركة سي.أم.أي-سي.جي.أم عقدا لإدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت لمدة عشر سنوات".

وتدمر مرفأ بيروت جراء حادث انفجار مواد كيمياوية في أغسطس الماضي، أسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة الآلاف ودمر أحياء بكاملها في العاصمة اللبنانية، وأغرق البلاد في أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وأوضح حمية أن العقد يشمل استثمار 33 مليون دولار ستدفعها الشركة الفرنسية لتطوير العمل داخل المرفأ، وهو ما أكدته سي.أم.أي-سي.جي.أم في بيان منفصل، لكن الوزير اللبناني لم يكشف المزيد من التفاصيل بخصوص شروط العقد.

علي حمية: سي.أم.أي ستستثمر 33 مليون دولار لتطوير نشاط المرفأ

وأشار إلى أن الشركات العالمية ستدفع ثمن خدمة الميناء بالدولار وستوجه الحصيلة إلى خزائن الدولة. وأكد حمية أن الشركة الفرنسية ستحصل على رسم ثابت بقيمة 11 دولارا زائد 285 ألف ليرة (نحو 14.3 دولار بالسعر السائد غير الرسمي) لكل حاوية نمطية.

وتملك عائلة سعادة اللبنانية الفرنسية سي.أم.أي-سي.جي.أم، وقد انضمت المجموعة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جهود الإغاثة في بيروت بعد الانفجار.

وقالت الشركة في بيان إنها "ستستثمر 19 مليون دولار في العامين الأول والثاني لتحديث البنية الأساسية وتحقيق التحول الرقمي لتشغيل المرفأ" وإنها "تستهدف طاقة استيعابية تصل إلى 1.4 مليون حاوية نمطية سنويا ارتفاعا من 650 ألفا حاليا".

وتوسع الصفقة نطاق وجود سي.أم.أي في منطقة شرق المتوسط، بعد أن استحوذت بالكامل على محطة الحاويات في ميناء طرابلس في شمال لبنان العام الماضي، ولها وجود كذلك في ميناء اللاذقية بسوريا.

وصرّح رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية "وفاء بالتزاماتنا تجاه لبنان، سنطلق سريعا خطة استثمار طموحة لتحويل محطة الحاويات في مرفأ بيروت إلى محطة فعالة تمتثل لأفضل المعايير الدولية". وأضاف "ستكون هذه المحطة في خدمة اللبنانيين كما وأنها ستساهم في إعادة تطوير التبادلات الاقتصاديّة بين لبنان وبقية العالم".

وفي أبريل الماضي، قال المدير الإقليمي للشركة جو دقاق في تصريحات صحافية إن سي.أم.أي لديها "مشروع متكامل" يتكون من ثلاث مراحل هدفه أولا إعادة إعمار ما تدمر في المرفأ ثم توسيعه وتطويره إلى أن يتحول إلى "مرفأ ذكي".

وقدرت الشركة كلفة المرحلتين الأولى والثانية بما بين 400 و600 مليون دولار، حيث ستموّل الشركة الفرنسية نصف التكاليف من أموالها الخاصة.

وليست الشركة الفرنسية بغريبة عن المرفأ، فهي الشركة الوحيدة التي لا تزال تعمل فيه اليوم على تفريغ الحاويات وإعادة شحنها في بواخر أخرى.

خطة تشغيل محطة حاويات مرفأ بيروت تمتد على عقدين من الزمن وتطمح لإبعاد أنشطة المرفأ عن وسط المدينة وتحويل الأجزاء الأكثر تضررا فيه إلى منطقة سكنية

وقد تقدمت الشركة للمشاركة في مناقصة إدارة منطقة الحاويات، بعدما حصلت على امتياز تشغيل محطة الحاويات في مرفأ طرابلس شمالا حتى العام 2041.

وإدارة محطة الحاوية جزء من خطة واسعة لإعادة إعمار المرفأ حيث ظهرت منافسة قوية بين شركات عالمية للظفر بهذا المشروع لاسيما أنه يتمتع بموقع استراتيجي مهم، وهو من العناصر الأساسية التي ترافق أي عملية إنقاذ اقتصادية للبلاد.

ولم يُتّخذ أي قرار بشأن المرفأ حتى الآن وتعمل إدارته حاليا، وفق ما قاله مدير المرفأ بالوكالة باسم قيسي قبل تشكيل حكومة نجيب ميقاتي على وضع خطة متكاملة جديدة تتضمن مشاريع عدة تتعلق بالسوق الحرة، والمستودعات والحاويات وغيرها.

وتطمح الخطة التي تمتد على نحو عقدين من الزمن إلى إبعاد غالبية أنشطة المرفأ عن وسط المدينة، وتحويل الأجزاء الأكثر تضررا فيه إلى منطقة سكنية تضم شققا بأسعار مقبولة ومساحات خضراء وشواطئ.

11