لبنان يقرر تسليم نجل القرضاوي إلى الإمارات وليس مصر

القرار اللبناني يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يلزم بيروت بتلبية طلب أبوظبي.
الأربعاء 2025/01/08
اتهام عبدالرحمان القرضاوي بالتحريض على الإمارات وزعزعة الاستقرار فيها

بيروت - قرّرت الحكومة اللبنانية ترحيل عبدالرحمن القرضاوي، الناشط المصري المعارض المطلوب من القاهرة وأبوظبي، ونجل الداعية الراحل المقرّب من جماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، إلى دولة الإمارات، بحسب ما أفاد وزير الثلاثاء.

وقال وزير الإعلام زياد المكاري عقب جلسة لمجلس الوزراء إن القرضاوي "سوف يرحّل إلى الإمارات...اتخذ القرار بترحيله إلى الإمارات" خلال الجلسة.

وأفاد مصدر حكومي لبناني بأن القرار "يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يلزم لبنان بتلبية الطلب الاماراتي لكون لبنان عضواً في هذا المجلس وموقع على اتفاقياته".

وأشار المصدر إلى أن القرضاوي "سيسلّم مجددا إلى جهاز الأمن العام اللبناني، المكلّف بالتنسيق مع الجهات الأمنية في الامارات للاتفاق على موعد التسليم".

وكانت كلّ من مصر والإمارات قدّمتا ملفي استرداد للقرضاوي إلى الحكومة اللبنانية مطلع يناير، كما أفاد مصدر قضائي وكالة الصحافة الفرنسية في الثاني من يناير الجاري.

ويطلب الملف الإماراتي استرداد القرضاوي ومحاكمته بناء على فيديو سجله خلال زيارته للمسجد الأموي في دمشق، وتضمن ما اعتبرته أبوظبي "تحريضا على دولة الامارات وزعزعة الاستقرار فيها"، وفق المصدر نفسه.

وقال محامي القرضاوي إنه سيقدم صباح الأربعاء استئنافا عاجلا لمنع تسليمه لكنه يخشى من نقل موكله خارج البلاد قبل ذلك.

وتمّ استجواب القرضاوي الأسبوع الماضي بحضور محاميه بشأن ملف الاسترداد الوارد من الإمارات، وفق المصدر.

وأوقف القرضاوي، وهو شاعر أيضا، في 28 ديسمبر لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناء على مذكرة توقيف مصرية، بحسب ما أفاد مصدر قضائي لبناني في وقت سابق.

وعبدالرحمن هو نجل يوسف القرضاوي، الداعية المصري الذي كان يحمل الجنسية القطرية. وسجن رجل الدين الراحل مرارا في مصر بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وتوفي عام 2022 بعد عقود من المنفى.

وكان عبدالرحمن ناشطا معارضا لحكومة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011.

وأصبح معارضا للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أطاح أثناء قيادته الجيش عام 2013 الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.

ويثير وجود القرضاوي في سوريا، التي باتت تحت حكم الإسلاميين، نقاط استفهام كبرى، كما هو الحال بالنسبة لوصوله إلى لبنان، حيث إنه كان بإمكانه العودة مباشرة إلى تركيا

وكان عبدالرحمن القرضاوي قد نشر مقطع فيديو صوّره في المسجد الأموي في دمشق يحتفي فيه بسقوط الأسد، ويعرب عن أمله في "النصر" في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات ومنها مصر.

كما حذّر السوريين من "التحديات الشريرة التي يخطط لها العالم أجمع وعلى رأس المخططين والمتآمرين أنظمة الخزي العربي في الإمارات والسعودية ومصر".

وانتشر الفيديو على نطاق واسع بما في ذلك في وسائل الإعلام المصرية التي وصفته بأنه "مهين". وطالب بعض الإعلاميين المقربين من حكومة السيسي بتسليم القرضاوي للسلطات المصرية.

وتبدي مصر توجسا من صعود الإسلاميين إلى السلطة في سوريا، وما يمكن أن يفضي إليه ذلك من تحديات تمس بأمنها القومي. وحظرت القاهرة جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها منظمة “إرهابية” عام 2013. واعتقلت السلطات المصرية علا ابنة يوسف القرضاوي لمدة أربع سنوات ونيف بسبب ارتباطها بالتنظيم، وأفرجت عنها عام 2021.