لبنان يعجز عن طي صفحة الفراغ بإخفاقه للمرة الخامسة في انتخاب رئيس

البرلمان يحدد موعدا الخميس المقبل لعقد جلسة سادسة بعد أن تصدرت الورقة البيضاء أصوات النواب، وعدم اكتمال نصاب الدورة الثانية.
الخميس 2022/11/10
إصرار على الفراغ

بيروت - أخفق البرلمان اللبناني الخميس للمرة الخامسة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في الحادي والثلاثين من أكتوبر، في مؤشر على أن دخول البلاد في شغور مفتوح منذ عشرة أيام قد يستمر لأشهر طويلة، ومن غير المعروف بعد كيفية طيّ صفحته.

ورغم أن الجلسة الخامسة نجحت في عبور امتحان النصاب القانوني، حيث حضرها 108 نواب من أصل 128، وانعقدت بالفعل صباحا، وبدأ تصويت النواب السري المباشر لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لكنها فشلت في الاختبار الأهم.

ولم تسفر الجلسة عن فوز مرشح بالأصوات اللازمة لإعلانه رئيسا بعد فرز الأصوات، إذ إن الورقة البيضاء تصدرت المشهد كالعادة بـ46 صوتا.

وحصل ميشال معوض على 44 صوتا، وعصام خليفة على 6 أصوات، بينما حصد كل من "الخطة بـ"، وزياد حايك وزايد بارود على صوت واحد، و"لبنان الجديد" على 7 أصوات، و"لأجل لبنان" على صوت واحد، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

وبحسب المادة 49 من الدستور، يُنتخب رئيس البلاد في دورة التصويت الأولى بأغلبية الثلثين أي 86 نائبا، ويُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية، على أن يكون نصاب حضور هذه الدورات، سواء الأولى أو الثانية، 86 نائبا.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان فور انتهاء الجلسة وعدم اكتمال نصاب الدورة الثانية، إنه حدد السابع عشر من نوفمبر الجاري موعدا لانتخاب رئيس الجمهورية.

وحتى بداية الجلسة، كان ترشيح النائب معوّض من قبل المعارضة المتمثلة في حزب القوات والكتائب والتقدمي الاشتراكي، وحركة تجدد وبعض المستقلين، قائما.

وعملت هذه الأحزاب في الساعات التي سبقت الجلسة على إقناع بعض المترددين بالتصويت لصالح معوض، من أجل زيادة نسبة التصويت له، إذ حصل على 42 صوتا في الجلسة الرابعة.

لكن حزب الله وحلفاءه تعمدوا كالعادة إفقاد جلسات الانتخاب نصاب الثلثين، بالانسحاب من قاعة البرلمان، قبيل الانتقال إلى الدورة الثانية من الاقتراع، خشية أن ينضم إلى مؤيدي معوض المزيد من النواب المترددين، الذين يتخوف حزب الله من أن يضيفوا إلى رصيد المرشح المعارض لاحتفاظه بسلاحه وللسياسات المرتبطة بالمشروع الإيراني التي يفرضها، أصواتا تؤدي إلى فوزه بالمنصب.

وعلى مدار أربع جلسات سابقة، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد خلفا لعون، نتيجة رفض فريق الموالاة (الفريق السياسي لميشال عون) طرح مرشح محدد، وتمسكه بالتصويت بورقة بيضاء، وعدم توحد قوى المعارضة بشكل واسع خلف النائب معوض.

كما أن الفيتو الرئاسي الذي يشهره حزب الله ومواصفاته للرئيس الجديد، يجران البلاد إلى التعطيل، والحيلولة دون انتخاب رئيس "صنع في لبنان"، ما يدفع بيروت إلى المحور الإيراني، بحسب المراقبين.

ووفق المراقبين، فإن التوافق على انتخاب رئيس جديد للبنان ينتظر توافقات إقليمية ودولية، وربما يرتبط باتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الذي جرى بوساطة أميركية.

ومطلع سبتمبر الماضي، بدأت مهلة دستورية تستمرّ شهرين لانتخاب رئيس جديد للبنان من جانب النواب، تنتهي بحلول الحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري.

وتدوم فترة ولاية الرئيس اللبناني 6 سنوات غير قابلة للتجديد، ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته الأولى.

ولا يلزم الدستور الراغبين في خوض انتخابات الرئاسة بتقديم ترشيحات مسبقة، حيث يمكن لأي نائب أن ينتخب أي لبناني ماروني (وفق العرف السائد لتقاسم السلطات طائفيا)، شرط ألا يكون هناك ما يمنع أو يتعارض مع الشروط الأساسية مثل العمر والسجل العدلي.