لبنان يعتزم الرد على مقترح التسوية مع إسرائيل خلال ثلاثة أيام

رئيس مجلس النواب اللبناني يؤكد أن بلاده ستكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاقية سلام مع الدولة العبرية.
السبت 2024/11/16
بري متفائل بعد أن أعطى ترامب الضوء الأخضر هوكشتاين لتحقيق وقف إطلاق النار

بيروت – أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن حظوظ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل تتجاوز 50 بالمئة، وأن رد بلاده سيكون خلال 3 أيام ما يعني بداية الأسبوع المقبل، مشددا على أن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة يوقع اتفاقية سلام مع الدولة العبرية.

وقال بري في تصريح لصحيفة "الديار" اللبنانية اليوم السبت إن الأميركيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للموفد الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان"، مشيرا إلى أن "الإسرائيليين بحسب ما قال الأميركيون، يريدون إنهاء الحرب".

وأكد برّي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقل المفاوضات ثلاث مرات سابقا، على الرغم من توفر فرص كبيرة حينها للتوصل إلى اتفاق. لكنه أوضح أن الوضع الحالي يبدو مختلفا وأكثر جدية، خاصة بعد إعلان هوكشتاين عن الدعم المباشر من الرئيس المنتخب ترامب لتحقيق هذا الهدف.

وأشار برّي إلى أنه تلقى مسودة اتفاق من السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، تحتوي على بنود محددة، لافتا إلى أنه يدرس هذه المسودة وسيرد عليها خلال ثلاثة أيام. كما توقع أن يُعلن موقفه النهائي بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.

وعند الحديث عن الأسس التي ستُبنى عليها أي اتفاق، شدد برّي على أن لبنان لن يقبل بأي تعديل أو إضافة على القرار 1701.

وهذا القرار، بحسب برّي، هو الإطار الوحيد الذي يمكن أن يُبنى عليه أي وقف للعدوان الإسرائيلي على لبنان.

ورأى أن "أي تهدئة إقليمية ستشكل فرصة لتحريك الملف الرئاسي وفور التوصل إلى وقف إطلاق النار، سيدعو إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية".

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب عن حل الشرق الأوسط بشكل نهائي عبر توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، أشار برّي إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن هذه الاتفاقيات لم تحقق مصالح الدول الموقعة كما أن إسرائيل لم تحترم هذه الاتفاقيات أصلاً. واستشهد بمصر التي لا تزال تعاني من انتهاكات إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد، وأبرزها السيطرة على معبر فيلادلفيا.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت عن الخطوط العريضة لاقتراح التسوية الذي قدمته السفيرة الأميركية لدى لبنان إلى بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي .

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" على المفاوضات الجارية لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، أن المسودة تنص على خروج حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 18 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية، إلى جانب قيام الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بمنع الحزب من العودة جنوباً.

وأشارت إلى أن هناك "نقطة شائكة في التسوية، وهي ضمان فرض إسرائيل وقف إطلاق النار إذا فشل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في هذه المهام".

ولفتت إلى أن "إسرائيل تسعى إلى استخدام كل الطرق المتاحة لإضعاف ترسانة حزب الله عبر منعها من التسليح مجدداً وإرهاق مخزوناتها التي تستهدفها بشكل يومي".

 وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى للحصول على مساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.

وفي السياق، نقلت صحيفة "جويش إنسايدر" عن مصادر، لم تكشف عن هويتها، أن "المسودة تتضمن مشاركة واشنطن بشكل مباشر في المراقبة لضمان عدم قيام حزب الله بإعادة التسلح في جنوب لبنان". 

وذكرت الصحيفة، أن "من بين الدول الأخرى التي وافقت على المشاركة في الحفاظ على وقف إطلاق النار، بريطانيا وفرنسا"، وفقاً لمصادر إسرائيلية أكدت أيضاً "وجود مراقبة تكنولوجية وبشرية لجنوب لبنان".

وتسعى الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف إطلاق النار الذي سينهي الأعمال القتالية بين حليفتها إسرائيل وحزب الله، فيما ذكرت تقارير أن هناك تقدماً لكن ليس بوتيرة سريعة.

وقال ترامب الجمعة لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر إنه يرغب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، مؤكداً أنه "ليس لديه أي اعتراضات على المخطط الحالي".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع على المحادثة، قوله إن "ترامب منح دريمر الضوء الأخضر بشكل رسمي لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية في لبنان".

وكانت إسرائيل أعلنت، خلال الأيام الماضي، توسيع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، فيما يرى خبراء أن قرار تل أبيب "سلاح ذو حدين وخطوة محفوفة بالمخاطر"، مرجحين أنها قد تمثل ضغطا على حزب الله في محادثات وقف إطلاق النار، أو تجر إسرائيل إلى "حرب استنزاف طويلة الأمد"، وذلك وسط جهود واتصالات دولية من أجل التوصل إلى هدنة.

وعندما طلبت "وول ستريت جورنال" تعليقاً من الجيش الإسرائيلي، رفض الناطق باسم الجيش، ناداف شوشاني، التوضيح، قائلاً "نحن نذهب إلى القرى التي نرى أنها تشكل تهديداً على المجتمعات الإسرائيلية التي تعمل بالقرب من الحدود الشمالية". 

كما يرى خبراء أن توسيع العملية الإسرائيلية "خطوة تكتيكية" لتحييد تهديد "حزب الله"، مشيرين إلى أنها "خطوة ضرورية لإقناع المدنيين الإسرائيليين البالغ عددهم 60 ألفاً بالعودة إلى شمال إسرائيل والعيش بأمان".

وقبل أسابيع، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين على عمليات حزب الله، قولهما إن الجماعة اللبنانية تستعد لـ"حرب استنزاف طويلة" في جنوب لبنان، بقيادة عسكرية جديدة تدير إطلاق الصواريخ والعمليات البرية.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الاثنين الماضي، توسيع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن من المتوقع أن ينضم آلاف الجنود إلى قوات الجيش في جنوب لبنان.