لبنان يعارض خطة أممية لدولرة المساعدات النقدية للنازحين السوريين

بيروت - أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، عن وضع صيغة للمساعدات للنازحين السوريين حسب تطلعات الدولة اللبنانية. واجتمع ميقاتي مع ريزا، الجمعة، في السرايا الحكومية في بيروت، لاحتواء خلاف تفجر بين لبنان والأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدات للنازحين السوريين بالدولار الأميركي.
وقال ريزا بعد اللقاء "التقيت ميقاتي وكان اجتماعنا مثمرا، وكنت قد اجتمعت باكرا مع وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار، وتطرقنا إلى ما يتم تداوله في الإعلام في ما يخص المساعدات للاجئين السوريين". وأضاف "سنعمل مع مفوضية شؤون اللاجئين، ومع برنامج الأغذية العالمي على وضع صيغة بناءة للتقدم في هذا الموضوع، حسب تطلعات رئيس الحكومة والدولة اللبنانية".
وكان وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق الجمعة، رفضه لطلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخاص بإعطاء النازحين مساعدات نقدية بالدولار الأميركي، بعد أن كانت تعطى لهم بالليرة اللبنانية. وقال حجار إن "230 ألف أسرة سورية تتقاضى مساعدة نقدية شهرية بالليرة اللبنانية بقيمة 2 مليون و500 ألف ليرة للعائلة، ولكل فرد مليون ومئة ألف ليرة لبنانية، بحيث تحصل العائلة مجتمعة على 8 ملايين ليرة لبنانية بالشهر".
وأضاف “مع تفاقم الأزمة وانخفاض قيمة العملة، بدأنا بعقد اجتماعات شهرية بالوزارة، تضمّ مفوضية الشؤون والأمم المتحدة، وتسلّمنا في مارس 2023 طلبا بدولرة المساعدة بحجة صعوبة تأمين كميات كبيرة من الليرة اللبنانية”، قائلا إن المفوضية طالبت "بإعطاء 40 دولارا للعائلة من النازحين السوريين و20 دولارا للفرد لغاية 5 أفراد".
وقال الوزير اللبناني "رفضنا دولرة المساعدات النقدية للنازحين السوريين، لأن هذا المبلغ أعلى مما يتقاضاه موظف فئة في القطاع العام اللبناني، ورفضنا لأن الرأي العام اللبناني رافض للنزوح السوري في لبنان وهو يقارن بين المساعدات المختلفة التي يحصل عليها النازحون والمساعدات البسيطة التي يحصل عليها اللبنانيون. وفي البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، تستفيد حاليا 70 ألف عائلة لبنانية فقط مقابل 230 ألف عائلة سورية".
وأضاف "رفضنا أيضا لأن الدفع بالدولار يعزز بقاء النازحين السوريين في لبنان، والقسم الأكبر من هؤلاء النازحين هم نازحون اقتصاديون. ورفضنا لأننا نطالب في كل المحافل الدولية بأن تدفع المساعدات النقدية في سوريا، لأن أعدادهم في لبنان تفاقمت كثيرا. ورفضنا لأن الدفع بالدولار للنازحين سيزيد التوتر بين النازحين واللبنانيين".
ويفوق عدد النازحين السوريين في لبنان المليوني نازح، ويطالب لبنان بإعادة هؤلاء إلى بلادهم عودة آمنة وكريمة، وهو ما تتحفظ عليه الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي تربط هكذا عودة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا.