لبنان يضج بمعالجات مسؤوليه: بعد أموال الكويت وزير الاقتصاد يلتفت إلى قمح مصر

مغردون لبنانيون لأمين سلام: خفف من إطلالاتك الإعلامية.
السبت 2023/08/19
سوء حظ أم قصر نظر

لم تمض أيام قليلة على العاصفة الإلكترونية التي أحدثتها تصريحات وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، حينما توجه إلى الكويت داعيا إياها إلى بناء إهراءات لبنان، حيث إن الأمر لا يتطلب، وفق تعبيره، سوى #شخطة_قلم، حتى برز مقطع فيديو جديد له وهو يطالب بجزء من قمح مصر، الأمر الذي أعاده بسرعة إلى دائرة الضوء في لبنان، وسط دعوات تطالبه بتخفيف إطلالاته التي تحولت إلى مادة للتهكم.

بيروت - “شر البلية ما يضحك” مثل ينطبق على معالجات مسؤولي لبنان للوضع الاقتصادي الذي يتخبط فيه البلد منذ العام 2019، والذي أدى بأكثر من ثمانين في المئة من سكانه إلى ما تحت مستوى خط الفقر.

وفي سياق هذه المعالجات، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام يضرب من جديد ويطالب بجزء من قمح مصر لسد العجز، بعد طلب “غريب” وجهه للكويت بإعادة بناء إهراءات لبنان، معتبرا حينها أن الأمر لا يتطلب سوى “شخطة قلم”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الوزير اللبناني وهو يقول إن “دولة مثل مصر تستهلك في ثلاث أسابيع ما يستهلكه لبنان في سنة.. يعني أنه إذا انقطع القمح عن لبنان فنستطيع أخذ كمية صغيرة من المخزون الكبير الموجود لدى مصر”.

وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام يبدو غير مطلع على حال البلد الشقيق، فمصر بحد ذاتها تلجأ إلى شراء القمح

ورغم أن تصريحات الوزير تعود لأيام لكنها أثارت ضجة واسعة على موقع “إكس” في الساعات الأخيرة، وقال العديد من المعلقين إن سلام يبدو غير مطلع على حال البلد الشقيق، فمصر بحد ذاتها تلجأ إلى شراء القمح، وقد وقعت قبل أيام فقط على اتفاقية بقيمة 500 مليون دولار لشراء القمح من شركة الظاهرة الإماراتية.

كما اضطرت مصر أكثر من مرة في الآونة الأخيرة إلى شراء القمح بقروض من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.

وكثرت زلات الوزير اللبناني، الأمر الذي دعا العديد من رواد مواقع التواصل اللبنانيين إلى المطالبة بإقالته، أو أقله أن يخفف من إطلالاته الإعلامية.

وقال ريموند حكيم عبر حسابه على إكس:

وعلق آخر:

وغردت سحر عبر حسابها على “إكس”:

وكان الوزير سلام أثار في وقت سابق من الشهر الجاري غضبا واسعا في الكويت حينما دعا في حديث إعلامي الحكومة الكويتية إلى المساعدة في إعادة بناء إهراءات لبنان ليس فقط في بيروت، قائلا “لأن الأموال موجودة، وأنا تواصلت مع وزارة الخارجية، وعرفت أن صندوق التنمية الكويتي فيه أموال موجودة يمكن بشخطة قلم اليوم أن يؤخذ قرار ببناء إهراءات لبنان”.

واستدعت تصريحات سلام ردا رسميا من الحكومة الكويتية، حيث أعرب وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح عن “استنكار بلاده واستغرابه” من تصريحات الوزير اللبناني، داعيا إياه إلى “سحب هذا التصريح، حرصا على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين”.

ودفعت هذه الضجة الوزير اللبناني لاحقا إلى التوضيح، قائلا إن ما قصده من خلال استعمال عبارة “شخطة قلم”، المستخدمة في اللغة العامية اللبنانية، أن “الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة”، وإنه لم يقصد باستعماله العبارة المذكورة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية من جانب الكويت أو لبنان.

وقال معلقون على مواقع التوصل إنه بدلا من أن يركز الوزير على البحث عن حلول عملية للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، يكرس جهوده في استجداء الدول “الصديقة والشقيقة”، مستعرضين تصريحا له قبل أشهر قال فيه “بجهود ومتابعة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، سترسل #تركيا تباعا إلى #لبنان 500 طن من المساعدات الغذائية، بما فيها حليب الأطفال، الطحين، السكر، وزيت دوار الشمس، وطلبنا هبة قمح من #أميركا ولم يصلنا جواب حتى الآن”.

وقال آخرون إنه كان الأجدى على الوزير التوجه إلى رجال الأعمال اللبنانيين حيث يوجد نحو ستة لبنانيين مصنفين ضمن قائمة العشرين الأكثر ثراء على مستوى العالم، وغرد بعضهم لماذا يذهب بعيدا وهناك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

لبنان يعيش على وقع انهيار مالي واقتصادي، منذ نحو ثلاث سنوات في ظل عجز القوى السياسية عن التوافق، وغياب رؤية واضحة لدى المسؤولين

ويعيش لبنان على وقع انهيار مالي واقتصادي، منذ نحو ثلاث سنوات في ظل عجز القوى السياسية عن التوافق، وغياب رؤية واضحة لدى المسؤولين، لوضع حد لهذا الانهيار.

وبدأ الانهيار المالي في لبنان في العام 2019 نتيجة إدارة سيئة للإنفاق مما راكم الديون، إضافة إلى الشلل السياسي وسط خلافات بين الفصائل المتناحرة وإحجام المقرضين الأجانب عن إنقاذ البلاد ما لم تنفّذ إصلاحات.

ويصنف البنك الدولي الأزمة ضمن أسوأ الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ دمرت بلدا كان يُنظر إليه باعتباره واحة ثرية وليبرالية وسط الشرق الأوسط قبل اندلاع الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وأصبح أكثر من 80 في المئة من السكان البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة في عداد فقراء، وفي سبتمبر الماضي كان لدى نصف الأسر طفل على الأقل فقد وجبة وفقا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مقارنة بثلث الأسر في أبريل 2021.

وفقدت الليرة أكثر من 90 في المئة من قيمتها ومنعت البنوك المودعين من سحب أموالهم. وتشير بعض التقديرات إلى أن الدين العام بلغ 495 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2021، أي أعلى بكثير من المستويات التي شلت اقتصادات بعض الدول الأوروبية قبل عشر سنوات.

ومما زاد من إحباط الناس فشل الحكومة حتى الآن في علاج المشكلات، حيث قادت حكومة تصريف أعمال في أغلب أوقات السنوات الثلاث الماضية.

وليس من الواضح ما إذا كان باستطاعة لبنان النهوض مجددا في ظل العقلية التي تدار بها الأمور حاليا.

وقال مغرد سعودي عبر حسابه على “إكس”:

وعلق أحمد السلامي:

5