لبنان يستثني النازحين السوريين من الموازنات المقبلة

بيروت – قال رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري، إن الحكومة المُقبلة ستكون مُرغمة على أخذ قرارات صعبة لتخفيض الموازنات، وأنه لن يكون هناك تمويل مستقبلي في ما يتعلق بملف النزوح السوري.
جاء ذلك خلال إطلاق “خطة لبنان للاستجابة لأزمة النزوح” السوري، في السراي (القصر) الحكومي بالعاصمة بيروت، مساء الخميس.
وأوضح الحريري، أنّ “الحلّ الأسرع لعودة النازحين (السوريين) يبقى بتقديم ضمانات لهم بأن الظروف السياسية والمعيشية أصبحت مواتية لعودتهم” إلى بلادهم. وتمنّى أن تلقى هذه الخطة تجاوبا لتتمكّن بلاده من استيعاب هذه الأزمة. ويشهد لبنان منذ سنوات حالة من الانقسام حول أزمة النزوح يتداخل فيها البعد الاقتصادي مع السياسي والطائفي.
وظهرت في الأشهر الماضية مؤشرات عن تراجع حدّة الانقسام، خاصة مع زيادة وطأة الأزمة الاقتصادية، وتراجع العنف في سوريا، الأمر الذي يرجّح كفة الداعمين لعودة النازحين إلى بلدهم، والذين تصدّرهم رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.
وتقول أوساط سياسية إنه إلى جانب تردّي الوضع الاقتصادي، وتراجع المعارك في مناطق واسعة من سوريا، إلا أن هناك عوامل ذات أبعاد سياسية متعلقة بالانفتاح العربي التدريجي على دمشق، وتغيّر المواقف الدولية النسبي من الصراع السوري.
وأشار الحريري، إلى أن “وتيرة عودة النازحين لا تزال بطيئة، بالإضافة إلى تأمين الدعم للمشاريع الخاصة والصغيرة وتنفيذ المشاريع للبلديات”.
وشهد العام الماضي عودة المئات من النازحين على دفعات بالتنسيق بين السلطات اللبنانية والحكومة السورية، وسط تحذيرات أممية من خطورة ذلك على حياتهم، خاصة وأن الوضع في سوريا غير مستقر بعد، وقد يتعرض العائدون إلى ملاحقات من نظام الرئيس بشار الأسد، حيث أن جزءا من النازحين محسوب على شق المعارضة.

ويرجح مراقبون أن تتصاعد وتيرة عودة اللاجئين السوريين من لبنان، في ظل الضغوط الاقتصادية وحتى الأمنية التي يواجهونها في هذا البلد.
وشدد الحريري على أن حاجات لبنان لا تزال كبيرة، خاصة على المستوى المعيشي، وتقدر بمليارين ونصف مليار دولار في 2019.
وتابع “هناك خارطة طريق واضحة علينا اتّباعها، وأكدنا عليها في مؤتمر بروكسل، يجب تأمين التمويل اللازم لخطة لبنان للاستجابة لأزمة النزوح”.
وفي 26 أبريل الماضي، اعترض لبنان على بيان الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي صدر بعد مؤتمر بروكسل للنازحين. وتركّزت نقطة الاعتراض على “العودة الطوعية للنازحين”، والذي اعتبره لبنان “توطينًا مبطنًا”.
ورأى الحريري أن أزمة النازحين تزداد خطورة يوما بعد يوم، على صعيد البنية التحتية وعلى الصعيد المعيشي للنازحين، والمجتمعات المضيفة أظهرت حسن الضيافة رغم فقرها.
وتقدّر بيروت عدد اللاجئين السوريين في لبنان، بسبب الحرب المستمرة منذ 2011، بنحو مليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون.
ويعتبر جزء من المسؤولين اللبنانيين أن اللاجئين يمثلون ضغطا كبيرا على موارد لبنان المحدودة، ويشكون من أن الدعم الدولي لبيروت في هذا الملف أقل من الاحتياجات.