لبنان يحذر من التواصل بأي شكل مع متحدثي الجيش الإسرائيلي بعد فيديو نادين الراسي

نادين الراسي ترفض التشكيك في وطنيتها، والمزايدة السياسية عليها، بعد الهجوم الواسع عليها من قبل أنصار حزب الله.
الاثنين 2025/06/09
اقصفوا بدقة

إسطنبول - حذّر لبنان مواطنيه، ولاسيما المؤثرين والفنانين والإعلاميين، من أي شكل من أشكال التواصل المباشر أو غير المباشر مع المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي أو وسائل الإعلام التابعة له، “مهما كانت الذرائع أو المبررات،” بعد مقطع فيديو للفنانة نادين الراسي أثار جدلا واسعا.

ووجهت الفنانة اللبنانية رسالة مصورة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبّرت فيها عن اعتراضها على بعض ما ورد في تحذيره الأخير قبل تنفيذ غارات جوية على لبنان.

وفي الفيديو، طالبت الراسي، متحدث الجيش بتحديد المواقع التي سيقصفها الجيش الإسرائيلي بدقة، كي لا يثير هلع جميع اللبنانيين في كل مكان، والإضرار بالسياحة والمشاريع الاقتصادية التي بدأت بالدخول إلى البلاد بعد عودة بعض الهدوء إلى لبنان في وقت هو بأمس الحاجة إلى الدعم العربي والدولي.

ورد عليها أدرعي، في منشور عبر إكس مساء الجمعة، أن تل أبيب “لم تكن لها يومًا مشكلة مع الدولة اللبنانية، ولا مع الشعب اللبناني، ولا تملك أي مصلحة في ضرب السياحة اللبنانية أو المسّ بصورتها.”

وأثار مقطع الفيديو غضبا واسعا في لبنان، خصوصا من بيئة حزب الله، التي شنت هجوما لاذعا على الراسي وجاء في تعليق:

DrAbdallah313@

نادين الراسي مستكترة على أهل الضاحية والجنوب يكونوا لبنانيين!

السياحة مهمة، بس الكرامة أهم.

إذا الدفاع عن الأرض بيخلينا غرباء، فالمشكلة مش فينا… المشكلة بالمعايير يلي بتقيسوا فيها الوطن.

وطالب آخر الراسي بعد الظهور الإعلامي حتى لا تقع في فخ التصريحات المستفزة:

ElieMerheb_@

بعتقد صار لازم المقربين جدًا ( يلي بهمن مصلحتها ) للنجمة #نادين_الراسي يمنعوها تطلع تحكي عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

كل ما حكيت عم توقع بالفخ اكتر

مش عم بزيدوا محبينها بل بالعكس

عم تؤذي اسمها ومسيرتها الفنية و اذا رح تكمّل هيك لا اعمال ولا مسلسلات ولا حتى جمهور

مع محبتي.

وبعد الهجوم الواسع عليها، ردت الراسي في مقطع فيديو رافضة التشكيك في وطنيتها، والمزايدة السياسية عليها، وتناقل ناشطون مقطع الفيديو:

lebanosnews@

نادين الراسي تردّ على الانتقاد الواسع الذي طالها بعد نشرها لفيديو تقول لأفيخاي أدرعي “حدد المنطقة وما تقول سكّان لبنان”.

فتوجّهت لمنتقديها قائلتًا: “ما حدا يزايد عليي بوطنيتي”!

لكن التعليقات استمرت بانتقادها مطالبين إياها بعدم تبرير الاساءة، وقالت ناشطة:

irada313@

اسمعي يا #نادين_الراسي

أي وطنية يا نادين؟!

وطنية لما بتنتقدي أهل الضاحية وبتزعلي مش عالناس يلي ممكن تنقصف،بل عالسواح يلي ما يلاقوا فُسحة؟

ولا وطنية إنك تلاقي وقت تقولي “حدّد المنطقة” وكأنو في بشر مسموح تموت وبشر لا؟

ولا وطنية إنك تستقبلي تحية من ناطق جيش العدو وكأنها وردة

وإثر الضجة التي أثيرت حول الموضوع، طالبت وزارة الإعلام اللبنانية السبت، دعت فيه “جميع المواطنين، ولاسيما المؤثرين والفنانين والإعلاميين، إلى الامتناع التام عن أي شكل من أشكال التواصل المباشر أو غير المباشر مع المتحدثين باسم جيش العدو الاسرائيلي أو وسائل الإعلام التابعة له، مهما كانت الذرائع أو المبررات.”

وأردفت “هذا النوع من التفاعل يُعدّ خرقاً واضحاً للقوانين اللبنانية، خصوصًا تلك المتعلقة بمقاطعة العدو الإسرائيلي، ما يعرّض مرتكبه للمساءلة القانونية بموجب القوانين المعمول بها،” وفق البيان.

وحسب القانون اللبناني فإن “أي محاولة لإثارة الفتنة أو الانقسامات داخل لبنان لصالح العدو تُعد خيانة عظمى. يعاقب مرتكبها بأشد العقوبات، بما في ذلك الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام في بعض الحالات.”

وانتقد العديد من الناشطين البيان، مطالبين الوزارة بالالتفات إلى حزب الله الذي سيطر على البلاد وتسبب بالحرب ودمار البلاد دون محاسبة:

micha11685087@

هلاء يا كبير اذا افخاي ادرعي عمل فيديو رد على الممثلة #نادين_الراسي وصدر بيان من وزارتك تحذر بها من التواصل وهو ما في تواصل من اصله

طيب ماذا عن الخائنين من بيئة حزب الله الارهابي

محتل لبنان ما في بيان؟ طمني حدا لعب بال setting عندك؟؟

ونبّهت وزارة الإعلام إلى “انتشار أخبار كاذبة ورسائل صوتية مجهولة المصدر، يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتهدف إلى إثارة البلبلة والتحريض بين اللبنانيين.”

وطالبت “المواطنين بضرورة التأكد من مصادر الأخبار وعدم إعادة نشر أي محتوى مشبوه أو غير موثوق.” وختم البيان بدعوة الجميع إلى “التحلّي بالوعي الوطني والمسؤولية في التعامل مع المحتوى الرقمي، حفاظًا على السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية العليا،” وفق المصدر ذاته.

وجاء الجدل على خلفية تنفيذ مقاتلات إسرائيلية ثماني غارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، عشية عيد الأضحى المبارك الذي صادف الجمعة، وهو الرابع على الضاحية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.

وشهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح كثيفة من المنطقة عقب صدور إنذار إسرائيلي بقصف منشآت في عدة أحياء، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

وفي 8 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، متهمة حزب الله بخرق الهدنة وعدم الالتزام بشروط الاتفاق.

5