لبنان يتواصل مع البنك الدولي لاستيراد الغاز المصري

عمان - أكدت الحكومة اللبنانية الأربعاء أنها تعمل مع البنك الدولي على تدبير التمويل لخطة استيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا لتوليد الكهرباء للبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ونقص شديد في إمدادات الطاقة.

وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريمون غجر الأربعاء في مؤتمر صحافي، بعد اجتماعه مع وزراء الطاقة في الأردن وسوريا ومصر في عمان، لبحث خطة لسد نقص إمدادات الكهرباء في البلاد، "نعمل مع البنك الدولي لتوفير الغطاء المالي الصحيح".

وأصيبت الحياة اليومية في لبنان بالشلل بسبب أزمة الطاقة، وهي جزء من الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد.

وتنتج الشركة الوطنية للكهرباء (مؤسسة كهرباء لبنان) إمدادات محدودة للغاية، مما يترك الشركات والمنازل معتمدة بالكامل تقريبا على مولدات تملكها شركات خاصة صغيرة.

ويقدر خبراء الطاقة ذروة الطلب اللبناني على الطاقة بنحو 3500 ميغاوات. ولدى البلاد طاقة إنتاجية، تشمل محطات كهرباء عائمة تستأجرها، تبلغ 2200 ميغاوات، لكن الإنتاج الفعلي أقل بكثير من هذا المستوى.

 وعقد وزراء الطاقة والنفط في الأردن ومصر وسوريا ولبنان اجتماعا في العاصمة الأردنية الأربعاء بناء على دعوة من عمّان، اتفقوا خلاله على إعادة إحياء الخط العربي لنقل الغاز والكهرباء.

واتفق وزراء الطاقة والنفط في الدول الأربع على خارطة طريق لإمداد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي، لحل أزمة طاقة مزمنة يعاني منها منذ شهور.

وقالت هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن الخط العربي بحاجة إلى إصلاحات فنية للتأكد من جاهزية البنى التحتية لإمداد الغاز المصري إلى لبنان.

وأضافت "سيعقد في عمان الأسبوع المقبل اجتماع آخر للوزراء المعنيين في قطاع الكهرباء، لبحث إيصال الطاقة الأردنية إلى لبنان عبر الشبكة السورية".

وعقدت اجتماعات فنية على هامش الاجتماع الوزاري تمت خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان.

وأكد الوزراء أن كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح الشبكة داخل أراضيها، قائلين إنه "خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية".

وأكد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، حرص بلاده على دعم التعاون "إدراكا لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبه".

ويعاني لبنان أزمة نقص حادة في إمدادات الكهرباء لنقص وفرة الوقود اللازم لتوليد الطاقة، إلى جانب ارتفاع حاد في أسعار المشتقات بفعل انهيار الليرة، وعدم وفرة النقد الأجنبي اللازمة للاستيراد.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، إن مشروع خط الغاز العربي يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك، والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ 2003.

وخط النقل العربي تم البدء في تدشينه عام 2000 وصدّرت أول كمية من الغاز عام 2003، ويبدأ من مدينة العريش المصرية وصولا إلى مدينة العقبة الأردنية على البحر الأحمر، ويمتد حتى الأراضي السورية، ثم إلى طرابلس اللبنانية.

وتوقف العمل بالخط عام 2012، مع تعرضه إلى عدة تفجيرات نفذها مجهولون في مصر، بدأت منذ 2011 وتسببت في حرائق ضخمة.