لبنان يتطلع إلى ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ضمن "مهلة زمنية معقولة"

الثنائي الشيعي يطالب في بيان مفاجئ ومتأخر بإعادة تشكيل فريق التفاوض على ألا يضم مدنيين أو سياسيين.
الأربعاء 2020/10/14
اعتراض قبل ساعات من بدء المفاوضات

بيروت - أعرب رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيّار بسام ياسين في الجلسة الأولى عن تطلعه إلى إنجاز ترسيم الحدود البحرية "ضمن مهلة زمنية معقولة".

واعتبر ياسين، وفق نص الكلمة التي نشرها الجيش اللبناني، أنّ "لقاؤنا اليوم يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر"، مضيفاً " نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة".

وانتهت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بعد قرابة ساعة من انطلاقها في مقر لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان "انتهت.. الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على أن تكون الجولة الثانية في 28 الحالي".

ولم يصدر حتى الآن أي بيان ختامي عن الاجتماع الذي شارك فيه إلى جانب الوفدين ممثلون عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي تلعب دور الوسيط.

وانطلقت المفاوضات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، قبل ظهر الأربعاء، في مقر لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان، على وقع اعتراضات لحزب الله وحركة أمل على وفد بلادهم.

وقال مصدر من الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس رداً على سؤال "نعم لقد بدأت" المفاوضات من دون أي تفاصيل إضافية، في وقت يفرض الجيش اللبناني وقوات يونيفيل تدابير أمنية مشددة حول موقع الاجتماع.

وأعلنت جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحليفتها حركة أمل، الأربعاء، معارضتهما تضمين شخصيات مدنية في الوفد الذي من المقرر أن يمثل لبنان في محادثات مع إسرائيل بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها قبل ساعات من الاجتماع الأول.

وقالت الحركتان في بيان نقله تلفزيون الجديد اللبناني إن حركة أمل وحزب الله يعلنان رفضهما الصريح لما حصل واعتباره "يخرج عن اتفاق الإطار" الذي أعلنه رئيس البرلمان نبيه بري، و"يضر بموقف لبنان ومصلحته العليا".

ودعا بيان حزب الله وأمل الشيعيتين إلى إصلاح فريق التفاوض الذي قالا إنه يجب أن يشمل فقط مسؤولين عسكريين وألا يضم مدنيين أو سياسيين.

وطالب الطرفان في بيانهما المشترك بالعودة عن هذا القرار وإعادة تشكيل الوفد مفاوض بما ينسجم مع تفاهم أبريل عام 1996 ومن القرار 1701 والذين على أساسهما تعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصرا.

واعتبر البيان أن "تشكيلة الوفد المفاوض وضمه بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي هو انجرار إلى ما يريده العدو الإسرائيلي".

ويأتي موقف حزب الله وحركة أمل مفاجئا ومتأخرا باعتبار أن تركيبة الوفد وأسمائها تم الإعلان عنها قبل أيام، وكان الرئيس ميشال عون التقى بالوفد اللبناني المفاوض، الثلاثاء، وقال إن "هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وأن البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديدا"، متمنيا أن "يتم التوصل إلى حل منصف يحمي الحقوق السيادية للشعب اللبناني".

وأعلن رئيس مجلس النواب (البرلمان) اللبناني نبيه بري، الشهر الماضي، التوصل إلى "اتفاق إطار" لإطلاق المفاوضات بين بلاده وإسرائيل لترسيم الحدود.

وقال بري خلال مؤتمر صحافي إن تلك المفاوضات "سيقودها الجيش اللبناني برعاية رئاسة الجمهورية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ستعمل كوسيط لترسيم الحدود البحرية".

وأعلنت الرئاسة اللبنانية، الاثنين، عن قائمة وفدها الذي سيترأسه العميد الركن الطيار بسام ياسين، وسيضم في عضويته العقيد الركن البحري مازن بصبوص، ووسام شباط، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان، إلى جانب الخبير في الشؤون البحرية نجيب مسيحي.

ويخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كيلومترا مربعا، تعرف بالمنطقة رقم 9 الغنية بالنفط والغاز، وأعلنت بيروت في يناير 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب فيها.