لبنان يباشر إعادة رعاياه من الخارج بعد سجال كاد يطيح حكومة دياب

وصول طائرتان تقلّان لبنانيين قادمين من السعودية وأبوظبي وعلى متنهما 157 راكبا وسط إجراءات صحية وأمنية مشددة.
الاثنين 2020/04/06
ارتياح سياسي وشعبي لحل قضية المغتربين العالقين

بيروت - بدأ لبنان الأحد بإعادة رعاياه من الخارج في أول رحلة جوية منذ أسابيع بعدما كان أغلق مطاره في إطار خطة تعبئة عامة أعلنتها الحكومة قبل أسابيع في سياق مكافحة فايروس كورونا المستجد.

ويأتي قرار إعادة المغتربين الراغبين إلى لبنان بعد سجالات سياسية كادت أن تهدّد بتفكك حكومة حسان دياب، خاصة بعد تلويح زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه برّي بتعليق نشاط وزرائه.

وأثارت الخطوة موجة ارتياح في الأوساط السياسية والشعبية، واعتبر رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري أن”الإجراءات التي اتخذت في نقل اللبنانيين من الخارج جديرة بالتقدير”.

وقال رئيس الحكومة الأسبق والنائب نجيب ميقاتي عبر موقعه على “تويتر”، “نحمد الله على عودة الدفعة الأولى من اللبنانيين إلى الوطن ونتمنى السلامة للجميع، وكل التقدير لمن ساهم في إنجاح هذه الخطوة”.

وهبطت قبل ظهر الأحد طائرتان تقلّان لبنانيين قادمين من السعودية وأبوظبي وعلى متنهما 157 راكبا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية. وتعدّ هذه أول دفعة تصل إلى بيروت بناء على خطة أقرّتها الحكومة، وأغلقت بموجبها مطار رفيق الحريري الدولي في 19 مارس أمام الرحلات التجارية.

ووصل الركاب إلى المطار وسط إجراءات صحية وأمنية مشددة. وتولّت طواقم طبية قياس درجة حرارة الركاب وإجراء فحوص “بي.سي.آر”، قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز حجر صحي في فنادق حددتها الحكومة.

وتفقّد رئيس الوزراء حسان دياب صباحا الاستعدادات في المطار وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية والعسكرية.

وقال دياب إنّ “حكومتنا معنيّة بكلّ لبناني في الداخل والخارج ونعتبر جميع اللبنانيين من عائلتنا. كما أنّ هذه الحكومة تسعى إلى إزالة الحواجز الطائفية والمذهبية والمناطقية والسياسية. فكلّ لبناني هو فرد من أفراد العائلة الواحدة الكبيرة، ألا وهي عائلة لبنان واللّبنانيين، وبالتالي فإنّ هذه الحكومة هي حكومة بناء الجسور بين المناطق والأحزاب”. ومن المتوقّع وصول رحلتين إضافيتين في وقت متأخر الأحد من لاغوس والكوت ديفوار، على أن تصل رحلات مماثلة من باريس ومدريد وكينشاسا الثلاثاء.

وبحسب وزارة الخارجية، أبلغ أكثر من 20 ألف مغترب البعثات الدبلوماسية برغبتهم بالعودة إلى لبنان.

وبموجب التوجيهات الحكومية، على الراغبين بالعودة إجراء فحص مخبري يظهر نتيجة سلبية بفايروس كورونا المستجد، تتم المصادقة عليه من السفارات أو القنصليات اللبنانية قبل مدة لا تزيد عن ثلاثة أيام.

وفي حال تعذر ذلك، عليهم إجراء اختبار طبي فور وصولهم إلى المطار، على أن يتمّ نقلهم بعدها إلى مراكز الحجر. ولا يُسمح لعائلاتهم بلقائهم في المطار. كما يتوجب على العائدين دفع ثمن تذكرة السفر، الأمر الذي أثار امتعاضا واسعا نظرا إلى ارتفاع ثمن البطاقات، وعدم قدرة العائدين على السحب من حساباتهم في لبنان جرّاء منع التحويلات.

حسان دياب: الحكومة تسعى إلى إزالة الحواجز الطائفية والمناطقية والسياسية
حسان دياب: الحكومة تسعى إلى إزالة الحواجز الطائفية والمناطقية والسياسية

وقالت الحكومة إن الأولوية لمن يعانون من ظروف صحية حرجة وتزيد أعمارهم عن 60 عاما وتحت 18 عاما وللعائلات. ويواجه لبنان كغيره من دول العالم خطر تفشي جائحة كورونا حيث سجل 521 إصابة مؤكدة بالفايروس، في حين توفي 18 شخصا.

ويفاقم التصدي للفايروس الأزمة الاقتصادية التي يئن تحتها لبنان في ظل أزمة سيولة حادة، قيّدت فيها المصارف عمليات السحب بالدولار، وتوقفت جرّاء ذلك عمليات تحويل الأموال إلى الخارج.

ووافقت وزارة المالية الاثنين على السماح بتحويل الأموال للطلاب اللبنانيين خارج البلاد. وقال دياب الأحد للصحافيين، إن الحكومة تدرس إمكانية دعم الطلاب اللبنانيين العائدين بتأمين تذكرة سفر لهم.

وفي وقت لاحق، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار حسم إدارة شركة طيران الشرق الأوسط 50 في المئة من سعر تذاكر السفر للطلاب المحتاجين مع إمكانية دفعها بالليرة.

وطالب لبنانيون وناشطون عبر مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شركة طيران الشرق الأوسط بتخفيض أسعار تذاكرها، ومساعدة العالقين في الخارج والراغبين بالعودة.

وبررت شركة طيران الشرق الأوسط الجمعة ثمن التذاكر المرتفع والذي تجاوز 650 دولارا لمقعد من الدرجة الاقتصادية من الرياض، و1800 دولار لمقعد من الدرجة الاقتصادية من الكوت ديفوار، بأن الطائرة ستكون فارغة لدى مغادرتها لبنان وتقلّ نصف قدرتها الاستيعابية لدى عودتها بسبب احترام التباعد الاجتماعي.

وقال لبنان الأحد إنه سيشدد إجراءات العزل العام بشكل أكبر لاحتواء انتقال عدوى الفايروس، وذلك بفرض قيود على حركة السيارات والشاحنات والدراجات النارية لتقتصر على ثلاثة أيام محددة في الأسبوع، كما أغلق معظم الشركات وفرض حظر تجوّل ليليّا.

2