#لبنان_لا_يريد_الحرب.. أصوات تتعالى على مواقع التواصل

رغم أن الكثير من اللبنانيين كانوا يرفضون الحرب منذ أشهر ويحذرون من تصعيد حزب الله على مواقع التواصل، إلا أن الأصوات باتت تتزايد أكثر حتى في معاقل الحزب حيث بدأت بعض الأصوات تعبر عن إحباطها ورفضها للحرب والدمار.
بيروت - عكست مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تزايد أصوات المواطنين بوقف الحرب التي أقحمهم فيها حزب الله، مع تواصل الضربات الإسرائيلية على مناطق متعددة في البلاد، وتأثيرها الكارثي على الشعب بمختلف طوائفه.
وتظهر تعليقات الناشطين غضبا واضحا ومتزايدا بين من مختلف الطوائف، تجاه جماعة حزب الله وقرارها بالاستمرار في الصراع، الذي يرون أنه يؤدي إلى دمار البلاد.
وشارك ناشط مقطع فيديو لأحد قياديي حزب الله نعيم قاسم، وعلق قائلا:
وقال مغرد:
وعلق آخر:
وعبر العديد من الناشطين العرب عن أسفهم للحرب التي تورط فيها لبنان دون قرار من الدولة، معتبرين أن أولى الخطوات التي يجب اتخاذها هي تسلم قرار السلم والحرب، وجاء في تغريدة:
وتحدث البعض عن التغطية الإعلامية للحرب في لبنان والتضليل الذي يجري في المعلومات والأخبار بحسب تبعية القنوات التي تنقل الحدث، وجاء في تعليق:
zogheib@
مصرة نوال بري بتغطيتها للقصف على الضاحية الليلة بأنه طال محطة التوتال وليس مخزن أسلحة للحزب، ولكن هذا الفيديو يكذب الغطاسين #لبنان_لا_يريد_الحرب.
وذكرت ناشطة:
في تقرير لـصحيفة “نيويورك تايمز”، تناول شهادات متنوعة جاءت من مواطنين من مختلف أطياف المجتمع، عبر كثيرون عن رفضهم للزج بلبنان في هذا الصراع، الذي يرون أنه “ليس حربهم”. وأبدت رنا خليل التي تمتلك متجرا في بيروت استيائها، قائلة “نحن الذين نصاب، نحن الذين نقتل”، مشيرة إلى أن الحرب لا تجلب سوى الدمار للبنانيين.
وتكررت هذه الشهادة في عدة مناطق من لبنان، خاصة في المناطق المسيحية مثل عنايا، حيث قال إبراهيم إبراهيم، الذي يملك أيضا متجر بقالة “هذا الصراع في الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لماذا يتعين على اللبنانيين أن يدفعوا الثمن؟”.
وفي حين يستمر حزب الله في الدفاع عن أفعاله بالقول إنه يقاتل من أجل “حماية البلاد”، يشعر الكثير من اللبنانيين بأن الحزب يغرق البلاد في كارثة أخرى، بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية، وتساءل إبراهيم “لماذا يجب على لبنان أن يكون ساحة حرب لكل صراع في المنطقة؟”. وقد تناول تقرير “التايمز” البريطانية هذا الجانب، حيث نقلت الصحيفة عن علي زريق، وهو مقاتل فنون قتالية مختلطة، أن حزب الله “ليس مجرد جماعة أو حزب، إنه ثقافة”.
ويُظهر التقرير كيف أن حزب الله يُنظر إليه في بعض الأوساط على أنه “الجهة الوحيدة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتحمي لبنان”. لكن حتى في معاقل الحزب، فقد بدأت بعض الأصوات تعبر عن إحباطها.
ففي جنوب لبنان، حيث تنتشر صور قتلى حزب الله في الشوارع، شهدت مراسلة صحيفة “التايمز” ، لويز كالاهان، حادثة واجهت فيها أم ثكلى مسؤولاً من حزب الله، رافضة تلقي تعازيه قائلة “هذا كله خطؤكم”. وحسب الصحيفة ، تعكس تلك اللحظة بوضوح “مدى التحول في بعض الأوساط اللبنانية”، التي كانت في السابق تتعاطف مع الحزب.
◙ ناشطون يتحدثون عن التغطية الإعلامية والتضليل الذي يجري في الأخبار بحسب تبعية القنوات التي تنقل الحدث
ومن أكثر الشهادات تأثيرًا في تقرير” التايمز” كانت تلك التي وثقت حجم الدمار الذي لحق بعائلات لبنانية نتيجة استهداف مبنى في قرية عين الدلب، جنوبي البلاد، قبل نحو 7 أيام. وحفرت المقابر الجماعية لعائلات بأكملها، مثل الأسرة التي فقدت أمًا وابنتها الصغيرة في تلك القرية، فالمشهد كما تصفه كالاهان، كان مأساويًا للغاية، حيث توفي 43 شخصًا في غارة واحدة، ودمرت مبانيَ سكنية بأكملها.
في المقابل، يشعر بعض النازحين باليأس من حرب يرون أنها “لا تخدم مصالحهم ولا مصالح الشعب الفلسطيني”. وفي هذا المنحى تقول أم شيعية لثلاثة أطفال من الجنوب “نحن لسنا بحاجة إلى هذه الحرب. إنها لا تساعد الناس في غزة. إنها لا تساعدنا”. ورغم الانتقادات المتزايدة، لا يبدو أن حزب الله يتراجع عن موقفه، فعضو البرلمان عن الحزب، حسن عزالدين، زعم في مقابلة مع “التايمز”، أن الحزب “مازال يتمتع بدعم شعبي واسع”، مشيرًا إلى أن “الضربات الإسرائيلية لم تفعل سوى زيادة شعبيتنا”.
لكن هذا التقييم يبدو متناقضًا مع الشهادات التي نقلتها الصحيفتان، حيث أبدى العديد من اللبنانيين شعورًا بالإحباط والرفض لاستمرار الحرب. كما أن العديد من الكتل السياسي تؤكد رفضها لهذه الحرب في كل مناسب، وقد ذكرت كتلة “تجدد” في بيان صحافي نشرته على حسابها في إكس، قائلة:
وأضاف البيان “تدورُ هذه الحرب على وقعِ تعطيلِ #المؤسساتِ_الدّستورية، وعلى وقعِ #مجلس_نيابي مقفل بِقرارٍ من رئيسِهِ، مُقفلٌ حتى في وجهِ مناقشةِ ما يتعرّض لهُ لبنان من عدوانٍ ومخاطر وجوديّة”.
وتابع ” أصبحَ من الواضحِ أن هذهِ الشعاراتِ كلها شعارات كاذبة وأن هذه الحرب هي حرب الاستثمار الممانع بأشلاءِ اللبنانيين لتحسينِ ظروفِ #إيران في مفاوضاتِها ومحاصصاتِها المستمرّة على حسابنا، هناك حل واحد لوقف شلال الدم ومنع انحلال لبنان الوطن والدولة والقضية: وقف الحرب فورا قبل فوات الأوان!”.
وأشارت الكتلة أن وقف الحرب يتطلب، أولا: على الرافضين للحرب، من قوى نيابية وغير نيابية، الاجتماع ورفع الصوت للتأكيد أنه لا مكان في هذه الظروف للحسابات السلطوية الضيقة وللوسطية المزيفة! فليتحمّل الساكت بسكوته مسؤولية الدم والدمار وإنهاء لبنان. وثانيا: مد اليد لتضامن وطني غير مصطنع لا يستثني أحدا حماية للبنان واللبنانيين. اليد ممدودة للتضامن الوطني الذي هو تضامن حول الوطن يعني حول لبنان وأولوية المصلحة اللبنانية.
وقالت الكتلة “يدنا ليست ممدودة للالتحاق بمشروع حزب الله الانتحاري، وليست ممدودة للذهاب إلى الموت والدمار، وليست ممدودة لتحويل لبنان أرض صراع بين إيران و#إسرائيل، وليست ممدودة لتكرار تجربة الـ2006 وما تبعها من انقلاب على الدولة واغتيالات واجتياح دموي".
وتابع البيان “لقاء اللبنانيين يكون بين متساوين في منتصف الطريق على قاعدة العودة إلى لبنان وحمايته والعودة إلى مشروع الدولة، فهي وحدها تحمي كل اللبنانيين”.