لبنانيون يطاردون الحلزون في البراري

في سهل الخيام يخرج العديد من اللبنانيين لجمع الحلزون الذي يعتبر أحد أفضل الأطباق النادرة في فصل الخريف.
الاثنين 2020/11/23
طبق الحلزون المميز بطعمه وفوائده الصحية

النبطية (لبنان)- قصد الخمسيني اللبناني إدمون عقل وزوجته نورما وولداهما باكرا حقول بلدتهم القليعة الواقعة في محافظة النبطية (جنوب لبنان) لجمع الحلزون البري، مزوّدين بسلال من القش وأكياس متوسطة الحجم من الخيش.

ولم تكن عائلة إدمون الوحيدة التي خرجت إلى البراري مع انطلاق موسم الحلزون، الذي تأخر هذا العام عن موعده لعدة أسابيع بسبب انحباس أمطار أكتوبر ونوفمبر، إذ نشط العشرات في الحقول والبساتين بحثا عن الحلزون بهمة عالية عند الصخور وبين الأعشاب. ويوضع الحلزون بعد جمعه في أوعية متعددة الأحجام لتسويقه وبيعه عند جوانب وتقاطعات الطرق.

وفي سهل الخيام بجنوب لبنان، خرجت فريدة ضاهر مع صديقاتها لجمع الحلزون، مشيرة إلى أنه “إضافة إلى المردود المادي المقبول لبيع الحلزون، فإن تمضية ساعات عدة في ملاحقته تشكل رياضة ومتعة في وسط الطبيعة الغناء”.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قالت ضاهر “نلتقي وصديقاتي في رحلة برية جميلة ممتعة، نستنشق خلالها الهواء النقي، ونجمع الحلزون، أحد أفضل الأطباق النادرة في فصل الخريف”.

وتابعت “فن طبخ الحلزون يمر بعدة مراحل تبدأ بتجويعه في وعاء مقفل، ومن بعدها نقوم بغسله ثم سلقه حتى ينضج ليقدم عندها على المائدة بعد خلطه بالملح والثوم والبهارات المتنوعة”.

نسبة البروتين في الحلزون الواحد تبلغ نحو 21 في المئة
نسبة البروتين في الحلزون الواحد تبلغ نحو 21 في المئة

أما جورجيت عيد، التي خرجت رفقة ابنتها للبحث عن الحلزون عند أطراف بلدة مرجعيون، لفتت إلى أنه “بعد طول انتظار ومع أمطار نوفمبر خرج الحلزون من أوكاره بكثافة”.

وأضافت “ننتظر هذا الموسم عاما بعد عام ليشدنا إلى الحقول بحثا عن الحلزون المميز بطعمه وفوائده الصحية الجمة ومردوده المادي المقبول في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا بالتزامن مع جائحة كورونا”.

وأكد رامز شمعون، الذي يعمل مع أطفاله الثلاثة في جمع الحلزون، أنها “فرصة نرقبها بشغف وبهمة قوية في نوفمبر من كل عام”، متابعا “نجمع الحلزون لبيعه عند ساعات العصر للزبائن الذين ينتظرون هذا الموسم القصير الذي يستمر شهرا واحدا”.

ولفت اللاجئ السوري حسن أبوسامح، إلى أنه يجمع الحلزون مع زوجته وأطفاله الثلاثة من السهول القريبة من المخيم في نزهات مسلية ومربحة لا تحتاج سوى إلى همة قوية.

وقال رئيس تعاونية الإنتاج الحيواني بشرق جنوب لبنان، مهدي سعسوع، إن الحلزون يمكن تربيته في المزارع.

وتابع أنه “يوجد حتى الآن ما بين 10 إلى 13 مزرعة حلزون في لبنان يتراوح إنتاجها السنوي بين 3 و4 آلاف طن، ويباع الطن الواحد بما يقارب 5 آلاف دولار”.

وللحلزون منافع صحية جمة، ومن شأنه تخفيض الوزن الزائد في الجسم وزيادة النمو وتحسين الخصوبة وصحة العظام ورفع المناعة، بحسب أخصائية التغذية غادة عيسى.

وأشارت عيسى إلى أن الحلزون يساهم في تحسين وتعزيز نشاط الفرد وطرد القلق والتوتر، ويدخل في عدة صناعات، خاصة منتجات العناية بالبشرة وتجديد الخلايا ويعالج الكثير من الأمراض الجلدية.

وأوضحت أنه بالمقارنة مع اللحوم الأخرى، فإن نسبة البروتين في الحلزون الواحد تبلغ نحو 21 في المئة، إضافة إلى معادن هامة تتراوح بين 1 و1.5 في المئة، منها الفوسفور والحديد والزنك والكالسيوم.

24