لبنانيون يحطمون صورة الرئيس فعليا ومعنويا

بيروت - أثار القبض على عسكري متقاعد يدعى موريس الشمعي، حطّم صورة الرئيس اللبناني ميشال عون عند اقتحام المحتجين لوزارة الخارجية، جدلا واسعا في لبنان.
وتباهى مؤيّدو التيار الوطني الحر على مواقع التواصل الاجتماعي بـ“القبض على الشخص الذي قام بتحطيم صورة رئيس الجمهورية ميشال عون في وزارة الخارجية السبت”، كما شهّروا بالرجل متفاخرين بتوقيفه وشامتين بالمحتجين في الساحات.
وميشال عون هو مؤسس التيار الوطني الحر ورئيسه السابق، فيما يرأسه حاليا صهره جبران باسيل. وتولى عون منصب الرئاسة بعد شغوره لعامين ونصف، بعد انتخابه رئيسًا للبنان بموجب تصويت مجلس النواب اللبناني في 31 أكتوبر 2016، وحصل على 83 صوتًا حينها.
وتم توقيف الشمعي بتهمة إهانة الرئيس. وأظهرت الصور إيقاف شمعون بـ”طريقة بوليسية من خلال عصب عينيه واقتياده كالمجرمين إلى التحقيق”، وفق ما كتب معلقون.
واعتبر “المركز اللبناني لحقوق الإنسان” الحادثة عملية “خطف تعسفي وانتهاكًا لحقوق الإنسان، وعملية توقيفه من مخابرات الجيش غير قانونية”.
وطالب المركز بالتحقيق ومحاسبة العناصر التي “خطفت” المواطن ونشرت صورته.
وعلى الفور تصدر هاشتاغ #موريس_الشمعي الترند في لبنان كما نشطت حملة #كسروا_صور_ميشال_عون_وعمروا_بيوت_الناس التي تطالب بكسر صور الرئيس اللبناني.
وقال الناشط لوسيان بورجلي:
وتحول ميشال عون إلى مصدر سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيرا ما يتحدى اللبنانيون الرئيس.
وفي يونيو الماضي، كلف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات قسم المباحث الجنائية المركزية بالتحقيق لتحديد هوية أشخاص نشروا تدوينات وصورا تطال مقام رئاسة الجمهورية. وطلب من النيابة العامة التمييزية ملاحقتهم “بجرم القدح والذم والتحقير”.
وكتحد لقرارات النائب العام، دشن مستخدمو مواقع التواصل في لبنان هاشتاغ #ميشال_نوم، في إشارة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي تصدر الترند اللبناني على تويتر إضافة إلى هاشتاغ #النايم_العام.
ومنذ 17 أكتوبر 2019، استدعت مجموعة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، التي ليس أي منها مفوضاً للنظر في قضايا حرية الرأي، عشرات الأشخاص واستجوبتهم، بعضهم بصورة متكررة، بشأن تعليقات نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي انتقدوا فيها السلطات.
وحثت منظمات حقوقية دولية مجلس النواب اللبناني على المبادرة على وجه السرعة إلى تعديل قوانين التشهير، بما في ذلك القدح والذم، والازدراء، والسباب، والتجديف، والتحريض، فهي غير واضحة، غامضة ومفرطة في عموميتها، ما يجعلها غير ملائمة للمعايير الدولية.
ووصفت المنظمات قوانين التشهير بأنها تقيد بلا داعِِ حقَّ الناس في ممارسة حريتهم في التعبير، مشيرة إلى أنه حتى الخطاب الذي يُعد مسيئا يبقى محميا بموجب الحق في حرية التعبير.
وقال مغرد:
وتساءل معلق:
ghiwakhayrallah@
شو (ما) النفع يقبضوا على موريس الشمعي لأنو كسر صورة الرئيس والعالم قاعدة تسب وتلعن الرئيس مئة مرة بالساعة. يا ريت بيعملوا شي بينفعن بدل ما يْكَرْهوا العالم زيادة فيهم. #عهد_الإجرام #كسروا_صور_ميشال_عون_وعمروا_بيوت_الناس
من جانب آخر، وثق موقع “التيار الوطني الحر” إعادة صورة الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى مبنى وزارة الخارجية اللبنانية. وذكر موقع “تيار” الذي يمثل عون، الاثنين، أنه “أُعيد وضع صورة الرئيس عون في مكانها المناسب”.
في سياق آخر، أظهرت مقاطع فيديو مصورة تبديل صورة عون بصورة إحدى ضحايا تفجير مرفأ بيروت في كنسية أرمنية. كما تداول ناشطون تسجيلًا مصورًا لشخص قالوا إنه ينزع صورة الرئيس اللبناني من القنصلية اللبنانية في مدينة لوس أنجلس الأميركية.
وقال مغردون إن ملاحقة المنتقدين تشكل تناقضا لما صرّح به الرئيس ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر، وما يصدر عن نوّابه ووزرائه عندما يتم توقيف ناشطين في تيارهم بسبب منشورات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ممّا اعتبروه ازدواجية في المعايير وتمهيدا لجعل نظام الحكم اللبناني أشبه بنظام حكم حزب “البعث”.
وكان عون تبجح في وقت سابق بالقول إنه في عهده “أشرقت شمس الصحافة وحرية التعبير”.