لبنانية تستعيد 20 ألف دولار من وديعتها البنكية بقوة السلاح

مصارف لبنان تفرض قيودا على أموال المودعين بالعملة الأجنبية، لاسيما الدولار، كما تضع سقوفا قاسية على سحب الأموال بالليرة اللبنانية.
الخميس 2022/09/15
استرجعت أموالها بتهديد السلاح

بيروت – تمكنت مواطنة لبنانية في العاصمة بيروت الأربعاء من إجبار أحد البنوك على تسليمها 20 ألف دولار من وديعتها تحت التهديد.

واقتحمت المواطنة التي كانت تحمل سلاحا ناريا لم تحدد ماهيته بنك لبنان والمهجر، وهددت بحرق نفسها في حال عدم تسليمها وديعتها وذلك لمعالجة شقيقتها المريضة. ولاحقا تمكنت المودعة من قبض 20 ألف دولار من البنك.

ووجهت المواطنة سالي حافظ الثلاثاء رسالة عبر فيسبوك إلى شقيقتها المريضة، قالت فيها “يا عمري، بوعدك رح (سوف) تسافري وتتعالجي وترجعي توقفي عإجريكي (على قدميك) وتربي بنتك، لو بدا (حتى) تكلفني حياتي”.

ومن جهتها، أكدت جمعية المودعين اللبنانيين (خاصة) في تصريح على وسائل التواصل الاجتماعي “تحرير وديعة بقيمة 20 ألف دولار بالقوة من داخل بنك لبنان والمهجر”، متهمة القوى الأمنية “بالاعتداء بالضرب على المودعين الذين تجمهروا في المكان ما أدى إلى سقوط جرحى”.

ولاحقا، ظهرت حافظ في مقابلة مع قناة “الجديد”، وقالت تعليقا على اقتحامها البنك “منذ يومين ذهبت إلى مدير البنك وطلبت منه أن يعطيني مبلغا من المال، وأخبرني أنه سيعطيني”.

ولفتت إلى أنها وصلت إلى مرحلة بيع كليتها من أجل معالجة أختها المريضة بالسرطان. وأضافت “تحتاج أختي من أجل أن تُعالج 50 ألف دولار، لقد بعنا أغراض منزلنا وأخذنا 13 ألف دولار، والباقي بالعملة اللبنانية”.

وتابعت “أبلغت الموظفين (في البنك) أنني آتية لإنقاذ أختي ولا أريد إيذاءكم، والسلاح غير حقيقي يلعب به ابن أختي، لم أتوقع أن أستعمله فأنا ضد السلاح في لبنان”.

وبدوره، أعلن بنك لبنان والمهجر في بيان أن “العميلة سالي حافظ قامت بزيارة الفرع واجتمعت بمديره وطلبت منه إمكانية مساعدتها في سحب مبلغ من حسابها لعلاج شقيقتها المريضة، وأبدى مدير الفرع التعاون التام، وطلب منها تزويده بالمستندات لمساعدتها”.

g

واعتبر البنك أن “ما تعرض له عملية مدبرة ومخطط لها عن سابق تصور وتصميم بهدف الإيذاء”.

وجمعية المودعين منبثقة من ثورة 17 تشرين 2019، وتعمل على الدفاع عن أموال المودعين المحتجزة في المصارف اللبنانية الخاصة.

وفي الحادي عشر من أغسطس الماضي اقتحم مسلح لبناني أحد المصارف في شارع الحمرا بالعاصمة، واحتجز رهائن وانتهت العملية بعد الاتفاق معه على تسليمه جزءا من أمواله المودعة.

وفي حادثة مشابهة استعاد لبناني في يناير الماضي 50 ألف دولار من وديعته بعدما اقتحم بنكا بمحافظة البقاع (شرق)، واحتجز عددا من الرهائن وهدد بإحراق المكان.

ومنذ أكثر من عامين ونصف تفرض مصارف لبنان قيودا على أموال المودعين بالعملة الأجنبية، لاسيما الدولار، كما تضع سقوفا قاسية على سحب الأموال بالليرة اللبنانية.

ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019 أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.

2