#لبنان_ليس_بخير عنوان يوميات اللبناني على تويتر

تتدهور الأوضاع في لبنان بصورة متواصلة مع استمرار ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية، وبات الشغل الشاغل للبنانيين ملاحقة السلع التموينية المدعومة من قبل الدولة، في حين يلجأ بعض التجار إلى تهريبها بمختلف الطرق.
بيروت – يتداول اللبنانيون مشاهد صادمة على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف جشع بعض التجار في وقت تعاني فيه البلاد من إحدى أشد الأزمات الاقتصادية والمعيشية منذ عقود، وانتشر هاشتاغ #لبنان_ليس_بخير للدلالة على أن معظم المواطنين يعانون في تأمين لقمة العيش.
وكشفت مشاهد انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل إفراغ كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية المدعومة من الدولة، في مغلفات أخرى بغية بيعها بأسعار مرتفعة، إذ أن معظم البضائع والسلع الاستهلاكية يستوردها لبنان من دول أخرى وبالتالي ارتفعت أسعارها بشكل مضاعف خلال الأشهر الماضية مع ارتفاع سعر الدولار المتواصل أمام الليرة اللبنانية.
وعبر مستخدمون عن أوضاعهم المتردية بأن الأحاديث اليومية التي يتداولها الناس في ما بينهم أصبحت عبارة عن قائمة أسعار المواد الأساسية، وقالت مغردة:
وكتبت ناشطة معبرة عن حالة اليأس والإحباط التي يعيشها المواطنون يوميا:
وتداول اللبنانيون مقاطع تظهر إحراق أكياس فارغة للسلع المدعومة من خزينة الدولة، في منطقة الصرفند جنوب البلاد، حيث داهمت وزارة الاقتصاد وشرطة بلدية الصرفند وأمن الدولة، تعاونيتين في المنطقة، وتم كتابة محضر ضبط بحق التعاونيتين المخالفتين، وسط استياء شعبي ومطالبة بإغلاقهما.
كما انتشر مقطع فيديو زعم فيه مستخدمون أنه لمركز تجاري في السويد، تعرض فيه بضاعة لبنانية مدعومة، ما يشير إلى تهريبها من لبنان من قبل بعض التجار، وجاء في تعليق:
وتدعم الدولة اللبنانية سلة غذائية (معروفة بالمواد المدعومة) تضم السلع الأساسية لتمكين المواطن من الحصول عليها بسعر منخفض نسبيا مقارنة بالسعر الحقيقي الذي وصل إلى أرقام قياسية مع ارتفاع سعر صرف الدولار.
غير أن أصحاب المحلات التجارية والمؤسسات التموينية هم أنفسهم يشتكون من سوء الأوضاع ما اضطر بعضهم إلى إغلاق محلاتهم، وفق صور ومقاطع فيديو انتشرت من قلب بيروت، وعلق مغرد على صورة قائلا:
ويمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، بدأت منذ احتجاجات أكتوبر 2019، وتفاقمت مع انتشار فايروس كورونا والانفجار الهائل في مرفأ بيروت في أغسطس 2020 ، وسط تعثر تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب.
ومنذ نحو أسبوعين يشهد لبنان احتجاجات منددة بتردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر صرف العملة المحلية، إذ تخطى الدولار الواحد 12500 ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسميا.
وانتشرت احتجاجات منددة “بتردي” الأوضاع المعيشية والاقتصادية، في عدد من المدن اللبنانية وخاصة العاصمة بيروت.
أصحاب المحلات التجارية والمؤسسات التموينية هم أنفسهم يشتكون من سوء الأوضاع ما اضطر بعضهم إلى إغلاق محلاتهم
وذكرت الوكالة الوطنية الرسمية، أن “عددا من المحتجين أقدموا على دخول تعاونية (سوبرماركت) في منطقة أدونيس شرق العاصمة، وهم بلباس أسود ويحملون الأعلام اللبنانية”.
وأضافت أن المحتجين “عمدوا إلى العبث بالمواد الغذائية واعتدوا بالضرب على العاملين فيها”.
وفي تسجيل مصور تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أحد المحتجين الذين دخلوا إلى التعاونية، أنهم أقدموا على هذه الخطوة “بسبب إخفاء المواد الغذائية المدعومة”.
وقال مغردون إن سوء الأوضاع سيؤدي إلى انفجار المواطنين وهو ما لم يستوعبه السياسيون ويرفضون الاعتراف به، وكتب أحدهم:
وأفادت غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي (تتبع وزارة الداخلية)، عبر تويتر، بإغلاق المحتجين، طرقات في كل من مناطق “كورنيش المزرعة”، “الكولا”، و”قصقص” غرب بيروت، وأخرى في بعلبك (وسط)، احتجاجا على الأوضاع في البلاد.
وجنوبا، أغلقت مجموعة أخرى من المتظاهرين في مدينة الناعمة، الطريق المؤدي إلى بيروت، بالعوائق والحجارة، احتجاجا على الغلاء وتردي الوضع المعيشي.
فيما خرج العشرات من المتظاهرين في مدينة صور (جنوب)، تنديدا بالواقع المرير الذي تمر به البلاد، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة.
وانطلقت مظاهرة شارك فيها المئات في ساحة الشهداء، وسط بيروت، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد.
وأقام المتظاهرون خيمة بلاستيكية صغيرة في ساحة الشهداء للمرة الأولى منذ إزالة الخيام من الساحة عقب تفشي كورونا في مارس 2020.
وقال شهود عيان، إن بعض الشبان في بعلبك توجهوا إلى منازل عدد من نواب المنطقة ومسؤوليها للتعبير عن سخطهم من تدهور الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد في البلاد، وسط صمت وعجز السياسيين وتواطئهم في أسوأ الأحوال، بحسب اتهامات المحتجين.
وهو ما لقي صدى واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال ناشط:
وتوجه متظاهرون إلى البرلمان اللبناني للاحتجاج وتمكنوا من اقتلاع أحد العوائق الحديدية أمام مدخله، فأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق العشرات من الشبان الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة.
ويقول اللبنانيون إن الفساد السياسي والمحاصصة الطائفية وفرض حزب الله لشروطه السياسية والتحكم في العديد من الملفات ومفاصل الدولة بقوة السلاح المدعوم من إيران، هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الانهيار الاقتصادي الذي سيستمر طالما بقيت هذه الأسباب.