لبؤات الأطلس يتجاوزن أسبقية المشاركة عربيا وأفريقيا ويبلغن النهائيات

الرباط - تجاوز المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات استثناء مشاركته كأول فريق عربي وأفريقي في كأس العالم لكرة القدم للسيدات بعد بلوغه الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة.
وحققت المغربيات إنجازاً تاريخياً عربياً ببلوغهن ثمن نهائي مونديال السيدات في كرة القدم، بعد فوزهن على منتخب كولومبيا 1-0، في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة الخميس.
ويقول مراقبون إن النجاح الذي حققته "لبؤات الأطلس" لم يكن ليتحقق لولا العناية الملكية الخاصة التي يوليها العاهل المغربي الملك محمد السادس للنهوض بالرياضة والانتصار لقضايا المرأة.
ويعتبر هؤلاء أن الإنجاز الذي حققه فريق المغرب علامة فارقة في العالم العربي، حيث لا تزال المنتخبات النسائية في مراكز متواضعة على الساحة الكروية العالمية، بسبب عدم دعم الكرة النسائية من قبل الحكومات والاتحادات المحلية.
ويبدو واضحا أن منتخب المغرب للسيدات يسير على خطى منتخب الرجال، الذي فاجأ العالم نهاية العام الماضي، حين أصبح أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم في مونديال قطر.
وكان العاهل المغربي استحضر خلال خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لجلوسه على العرش منجزات المنتخب المغربي في كأس العالم 2022، وقال "قدم أبناؤنا أجمل صورة حب للوطن والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر لدينا ولدى الشعب المغربي".
وأضاف الخطاب الملكي أن "نفس الروح كانت وراء قرار الترشح المشترك لاحتضان كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال"، مشيرا إلى أنه ترشيح غير مسبوق يوحد القارتين الإفريقية والأوروبية، ويحمل تطلعات شعوب المنطقة.
وجاء فوز "لبؤات الأطلس" بفضل هدف أنيسة لحماري لتعبر سيدات المغرب إلى دور الـ16 مع كولومبيا نفسها.
وبهذا الفوز، أنهت المغربيات دور المجموعات في المركز الثاني مع ست نقاط على غرار كولومبيا المتصدّرة بفارق الأهداف وثأرت من الألمانيات اللواتي فزن عليهن بسداسية نظيفة في الجولة الأولى وودّعن المنافسة بتعادلهن مع كوريا الجنوبية 1-1.
وأنهت ألمانيا مشوارها ثالثة مع أربع نقاط، أمام كوريا الجنوبية متذيلة الترتيب بنقطة يتيمة.
وبعد دخولهن تاريخ كرة القدم النسائية العربية في القارة السمراء باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات كأس العالم، تمنّي سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية والذهاب بعيداً في العرس العالمي.
ومتسلحات بإنجازهن على أرضهن في نهائيات كأس أمم إفريقيا العام الماضي عندما بلغن المباراة النهائية وخسرن أمام جنوب إفريقيا وتأهلن إلى أولمبياد باريس 2024، ضمنت "لبؤات الأطلس" البقاء على مسار تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال.
وللمفارقة، فإن المغربيات سيواجهن فرنسا في الدور المقبل، في فرصة أخرى للثأر لـ"أسود الأطلس" الذين أقصاهم منتخب 'الديوك' من نصف نهائي المونديال القطري.
وقالت قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك بعد التأهل "كانت مباراة صعبة وقدمنا المستوى المطلوب، كان يهمنا الفوز وانتظار لقاء ألمانيا".
وأضافت أن "المنتخب لم يخيب ظن الجماهير المغربية والعربية. كنّا نفكّر في جماهيرنا لأنها ساهمت في هذا الإنجاز بالدعم الكبير. نحن عازمون على مواصلة الحلم".