لا هدنة قيد البحث في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة

البيت الأبيض يؤكد أن زيلينسكي هو وحده الذي خُوّلت له الموافقة على بدء مفاوضات سلام بين أوكرانيا وروسيا.
الخميس 2022/12/15
بوتين لا ينوي التراجع عن توجيه بنادقه

موسكو - أعلن الكرملين الأربعاء أن لا هدنة قيد البحث حاليًا في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، فيما كشفت مصادر دبلوماسية في وقت سابق أن الولايات المتحدة تدعو أوكرانيا بشكل متزايد إلى الانفتاح على محادثات سلام مع روسيا.

وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال في أوكرانيا مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة "لم يتم تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال". ورفض المتحدث تحديد موعد الخطاب السنوي للرئيس فلاديمير بوتين أمام مجلسَيْ البرلمان الروسي والذي لم يلقه هذا العام.

وأعلن الكرملين الاثنين أن بوتين لن يعقد مؤتمره الصحفي التقليدي في نهاية العام، دون أن يقدّم تفسيرات، وسط الانتكاسات العسكرية التي تتكبدها القوات الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو. ورفضت روسيا سحب قواتها المسلحة من أوكرانيا وأكدت مواصلة المعارك.

من جانبه قال المسؤول الكبير في الجيش الروسي بشرق أوكرانيا دنيس بوشيلين في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي للأنباء إنه يرغب في "تحرير أوديسا وتشيرنيهيف"، وهما المدينتان الأوكرانيتان الواقعتان على التوالي في جنوب وشمال البلاد والبعيدتان عن خط الجبهة الحالي.

وعندما سُئل عن هذا التصريح، خفّف المتحدث باسم الكرملين من حدّته، قائلا إن الأولوية حاليا هي "حماية الأشخاص في منطقتَي لوغانسك ودونيتسك" في شرق أوكرانيا. ومع دخول الحرب الروسية - الأوكرانية شهرها العاشر دون حسم عسكري، بدأت الأصوات الداعية إلى التفاوض تتعالى من قبل حلفاء أوكرانيا الغربيين، بينما لا تمانع روسيا أيضا في البدء بمحادثات سلام مع أوكرانيا دون شروط مسبقة.

دميتري بيسكوف: لم يقدّم أي طرف كان اقتراحا بشأن عقد هدنة
دميتري بيسكوف: لم يقدّم أي طرف كان اقتراحا بشأن عقد هدنة

وأشار رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي إلى أن الدعم الأميركي لم يتضاءل، لكنه قال “إن كييف كانت في وضع جيد لبدء محادثات سلام، إذ تمكن جنودها من الوقوف في وجه روسيا". وأوضح أن "الروس يعززون الآن سيطرتهم على 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، والخطوط الأمامية من مدينة خاركيف إلى مدينة خيرسون تشهد استقرارا".

ورأى ميلي أن "احتمال تحقيق نصر عسكري أوكراني يقوم على طرد الروس من جميع أنحاء أوكرانيا بما في ذلك من شبه جزيرة القرم، واحتمال حدوث ذلك قريبا، ليس كبيرا من الناحية العسكرية”. وأضاف "يمكن أن يكون هناك حل سياسي حيث ينسحب الروس سياسيا، هذا أمر ممكن". وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو وحده الذي خُوّلت له الموافقة على بدء مفاوضات سلام بين أوكرانيا وروسيا، رافضا أي زعم يفيد بوجود ضغوط أميركية على كييف.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "قلنا أيضا إن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي ليقول ما إذا كان مستعدا للمفاوضات ومتى وما الشكل الذي ستتخذه تلك المفاوضات". وأضاف "لا أحد في الولايات المتحدة يشجعه أو يصر عليه أو يدفعه إلى طاولة المفاوضات".

ولا يزال دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا قويا، ولكن في الوقت نفسه لم يعارض البيت الأبيض تصريحات الجنرال ميلي الذي أشار إلى أن أوكرانيا تكبدت خسارة في الأرواح تقدر بمئة ألف قتيل وجريح في ساحة المعركة، وهو عدد قريب من تقديرات الجيش الروسي، بالإضافة إلى سقوط أربعين ألف ضحية في صفوف المدنيين. وتوقع الجنرال ميلي أن يرتفع هذا الرقم إذا استمرت أوكرانيا في القتال لاستعادة حدود ما قبل عام 2014.

ويقول تشارلز كوبشان، الأستاذ في جامعة جورج تاون الأميركية، إن إدارة جو بايدن ربما تحاول التأكد من أن الباب لا يزال مفتوحا للمفاوضات، وأن ميلي هو ببساطة "أكثر تطلعا إلى المستقبل". وأضاف "لا أعتقد أن هذا سابق لأوانه. أعتقد أنه من الحكمة أن يُبقي الروس والأوكرانيون على إمكانية وجود قناة دبلوماسية".

وعلى مدى أسابيع تقصف موسكو البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا قصفا واسع النطاق، ما يغرق الملايين من المنازل في العتمة. وتطالب السلطات الأوكرانية الغرب بتزويدها بالمزيد من الأسلحة.

5