لا مؤشرات على إطلاق صواريخ من العراق أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل

واشنطن – قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الثلاثاء إن بغداد لم تتلق أي تقارير أو مؤشرات تثبت إطلاق صواريخ أو مسيرات من الأراضي العراقية ضمن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل مساء السبت الماضي.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية "موقفنا واضح من عدم السماح بزجّ العراق في ساحة الصراع ونحن ملتزمون بهذا الأمر".
ووصف رئيس الحكومة العراقي الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصلية إيران في دمشق مطلع الشهر الجاري بأنه "خرق واضح، وينافي القانون الدولي وهو الذي دفع إيران للرّد" وقال إن العراق بذل جهدا لاحتواء الموقف.
والعراق حليف نادر لكل من واشنطن وطهران. وكان المجال الجوي العراقي طريقا رئيسيا للهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ بالستية على إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد قالت إن بعض الصواريخ الإيرانية انطلقت من العراق، خلال الهجوم الذي نفذته طهران، السبت.
كما أكد ذلك منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض جون كيربي في تصريحات الأحد لشبكة "سي إن إن" قائلا إن "بعض الصواريخ الإيرانية أطلقت على إسرائيل من العراق ولبنان واليمن".
ويقول مسؤولون عراقيون إن إيران أبلغتهم، هم ودولا أخرى في المنطقة، قبل الهجوم.
وأفادت مصادر عبرية الثلاثاء، بأن إسرائيل بعثت رسائل من وراء الكواليس لدول عربية في المنطقة، مفادها بأنها ستهاجم إيران على نحو لا يشكل خطورة على تلك الدول أو على أنظمتها.
وأوضحت إذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي أن دول المنطقة "قلقة جداً" إزاء الردّ الإسرائيلي المتوقّع على الهجوم الإيراني، والتي شارك جزء منها بالتصدي له بشكل أو بآخر، ليل السبت/ الأحد.
ولفتت الإذاعة العبرية إلى أن خشية تلك الدولة الحقيقية، تكمن في احتمال أن تعمل إسرائيل بصورة تدفع إيران للردّ على الهجوم الإسرائيلي ضد هذه الدول أيضاً، على خلفية رسائل التهديدات التي وجهتها طهران، بأن كل دولة تفتح أراضيها أو مجالها الجوي أمام الهجوم الإسرائيلي ضدها، ستدخل دائرة إطلاق النار.
وقال السوداني إن "العراق منذ بداية أحداث 7 أكتوبر 2023 كان من أوائل المحذرين من خطورة استمرار هذا الصراع وتداعياته الخطيرة، لأن المنطقة لا تتحمل هذه الأحداث وعلى الجميع الضغط لوقف هذا التصعيد".
وأكد السوداني أن السلطات العراقية تعمل على إبعاد البلاد عن ساحة الصراع "مع الاحتفاظ بموقفنا المبدئي تجاه ما يحصل من عدوان على غزة والأراضي الفلسطينية، لأن هذا هو جذر المشكلة".
وأشار السوداني إلى أنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على أهمية وقف التصعيد وعدم الانخراط في المزيد من أعمال الرّد المتبادلة، لأنها تؤثر على أمن وسلامة شعوب المنطقة.
واعتبر أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر تتمّ إعاقتها وما يحصل في لبنان وسوريا من تصعيد مؤخرا هو من تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن الفلسطينيين يتعرضون لعملية إبادة أمام مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي، الذي فشل هو ومنظوماته وقوانينه في الحفاظ على المدنيين الأبرياء.
وأضاف أن سقوط الضحايا من النساء والأطفال أمر غير مقبول، وهو أصل المشكلة، لأنه بمجرد وقف هذه الحرب ستشهد المنطقة انفراجة واستقرارا، واعتبر أن التغاضي عن جذر هذه المشكلة يعني المزيد من التداعيات واتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة بالعالم.
ويقوم السوداني حاليا بزيارة إلى الولايات المتحدة، والتقى في وقت سابق بالرئيس بايدن في البيت الأبيض وناقش معه الأوضاع في المنطقة ومستقبل مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إضافة إلى مناقشة اتفاق يتيح إبقاء بعض القوات الأميركية في العراق.