لا تقدم في اجتماع القاهرة الثلاثي لإعادة تشغيل معبر رفح

واشنطن - قال مسؤولون مصريون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الاجتماع المصري الأميركي الإسرائيلي، الذي عقد بالقاهرة الأحد، "لم يحرز أي تقدم يذكر" فيما يتعلق بإعادة تشغيل معبر رفح.
وأفاد المسؤولون بأن "جميع الأطراف اتفقت على مواصلة المحادثات في الأيام المقبلة".
وحسب الصحيفة الأميركية، فإن المناقشات جرت وسط "خلافات عميقة" بين مصر وإسرائيل، بشأن المجموعة الفلسطينية التي يجب أن تدير المعبر الحدودي، مبينة أن المناقشات تضمنت "إمكانية تدريب القوات المصرية لقوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية، للقيام بدور في إدارة المعبر".
لكن مصدران أمنيان مصدرين أكدا لرويترز أن اجتماع الأحد كان إيجابيا رغم عدم الاتفاق على إعادة فتح المعبر، مشيرين إلى أن مصر تمسكت فيه بموقفها بضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله.
وسيطرت إسرائيل على المعبر من الجانب الفلسطيني في غزة في مايو خلال هجومها على مدينة رفح بجنوب القطاع، مما أثار غضب مصر التي قالت إنها ستتوقف عن التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بهذا الشريان الحيوي لإيصال المساعدات إلى القطاع وعمليات الإجلاء منه.
ومنذ ذلك الحين، تشدد مصر على موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه.
وقال الوفد المصري في الاجتماع إنه منفتح على وجود مراقبين أوروبيين على الحدود للإشراف على عملية تشغيل السلطات الفلسطينية للمعبر إذا وافقت السلطات على استئناف العمل.
وقال المصدران المصريان إن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين أكدوا أنهم سيعملون سريعا على إزالة العقبات التي تعترض تشغيل المعبر.
وحتى لو أثبتت هذه المحادثات نجاحها، فإن العقبات ستظل قائمة أمام تدفق المساعدات عبر المعبر، وهو نقطة الدخول الوحيدة إلى غزة وليس من إسرائيل.
ويقول العاملون في المجال الإنساني إن القتال وانعدام الأمن في منطقة رفح يجعل تسليم المساعدات وتوزيعها أمراً خطيراً. ويضيفون أن وقف الصراع فقط من شأنه أن يحل هذه المشكلة.
كما سيطرت إسرائيل على أغلب محور فيلادلفيا، وهو ضمن نطاق منطقة عازلة تم الاتفاق على إقامتها بين إسرائيل ومصر، وذلك بعد أسابيع فقط على سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر في السابع من مايو.
وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح، "ضرورية للقضاء على آخر كتائب حماس".
وتأتي المداولات بشأن رفح في الوقت الذي يحث فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل وحماس على الموافقة على اقتراح من ثلاث مراحل من شأنه أن يوقف الحرب لمدة ستة أسابيع أولية، في مقابل تبادل بعض الرهائن المحتجزين في غزة والفلسطينيين الذين سجنتهم إسرائيل.
ولم تتقبل حماس وإسرائيل حتى الآن خارطة الطريق، التي تتصور نهاية محتملة للصراع وحظيت بدعم عدد من الزعماء الغربيين والعرب.
وقالت الولايات المتحدة الأحد إنه إذا قبلت حماس بخطة الهدنة، فإنها تتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها.
وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لمحطة "إيه بي سي" الإخبارية "هذا مقترح إسرائيلي. لدينا كل التوقعات أنه إذا وافقت حماس على المقترح، كما نقل إليها، وهو مقترح إسرائيلي، فإن إسرائيل ستقول نعم".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد السبت أنّ "شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل"، مشدّدا على ضرورة "القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، تحرير جميع الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل".
وفيما يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية لتأمين عودة الرهائن، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السبت بالانسحاب من ائتلافه الحكومي إذا مضى قدما في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.
وفي المقابل، حصل رئيس الوزراء على دعم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس إسحق هرتسوغ الذي أكد أنه قال لنتنياهو "إنّني أقدّم له وللحكومة دعمي الكامل توصلا إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق الرهائن... ويحفظ المصالح الأمنية للدولة".
على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن إسرائيل، أثناء تنفيذها عملياتها العسكرية في غزة، تجري "تقييما لتسلّم جهة بديلة لحماس الحكم".