لا تستهن بالماركات الشهيرة: عودة قوية لجينز ليفايز

قيمة الماركة العريقة تقفز 32 بالمئة لدى طرحها في البورصة، ومبيعات ليفايز تكشف عن تحولات كبيرة في طبيعة السوق.
السبت 2019/03/23
الجينز يغزو البورصة

فاجأت أيقونة صناعة سراويل الجينز الأميركية معظم المراقبين والمحللين بأدائها القوي في أول يوم لإعادة إدراجها في بورصة نيويورك، خاصة أن عودتها تأتي بعد تغيرات عاصفة في خارطة التسوق والعرض والطلب منذ خروجها من البورصة قبل 34 عاما.

نيويورك - لم يكن الكثير من المحللين يعتقدون أن ماركة ليفايز العريقة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن ونصف، لا تزال تملك كل تلك القوة، بعد أن تغيّرت قواعد الأسواق وظهرت أجيال قد لا يعرف معظمها تلك الأيقونة التي كانت مهيمنة على سوق سراويل الجينز لفترة طويلة.

ويختزل ارتفاع سهم شركة ليفي شتراوس أند كو (ليفايز) بنحو 31.8 بالمئة في اليوم الأول لإدراجها في بورصة وول ستريت في نيويورك، حجم المفاجأة ويؤكد أن الخبراء لم يكونوا يعرفون قوتها الحقيقية.

ميمي هاس أرملة أحد أحفاء ليفي شتراوس مؤسس ليفايز، تملك أكثر من ربع أسهم الشركة
ميمي هاس أرملة أحد أحفاء ليفي شتراوس مؤسس ليفايز، تملك أكثر من ربع أسهم الشركة

ويعني ذلك أن الأسواق رأت أن تقدير المستثمرين في الأسواق لقيمة الشركة يزيد بنحو الثلث على تقديرات المسؤولين عن الطرح في مصرفي غولدمان ساكس وجيه.بي مورغن، الذين قدروا قيمة الشركة بنحو 5.6 مليار دولار.وقفزت قيمة الشركة إلى 8.7 مليارات دولار في أول أيام التعامل، واستقرت في تعاملات نهاية الأسبوع أمس دون تغيير يذكر.

ويرى مراقبون أن ذلك الأداء يمثل مفاجأة كبيرة بكل المقاييس لأنه يؤكد أن هذا الأسماء العريقة يمكن أن تنبعث من جديد وتقاوم الانقلابات الكبيرة التي حدثت في طبيعة السوق.

وكانت ليفايز تعد ماركة الجينز المتوجة في الأسواق قبل عقود لكنها تراجعت بسبب العديد من العوامل أبرزها المنافسة الشرسة من شركات الملابس الرياضية التي قدمت أصنافا من السراويل المريحة المنافسة التي حققت رواجا واسعا وقلّصت مكانة الجينز في تلك الفئة من الملابس.

كما تضررت الشركة التي يوجد مقرها في سان فرانسيسكو بشكل كبير من عمليات التقليد الواسعة لماركتها، وانتشار سلاسل المتاجر التي تقدم سراويل جينز منخفضة الأسعار، إضافة إلى انتشار التسوّق الإلكتروني وارتفاع عدد البائعين عبر منصات ومواقع التجارة الإلكترونية.

وأعاد المساهمون الكبار في الشركة طرح “ليفايز” التي أسسها ليفي شتراوس قبل قرن طرح أسهمها في بورصة نيويورك يوم الأربعاء بعد 34 عاما من سحب إدراجها في 1985.

ويبدو أن الشركة تشجعت للعودة إلى البورصة بعد تحسن مبيعاتها في السنوات الماضية. وتشير بيانات شركة “يورو مونيتور إنترناشيونال” لأبحاث السوق، إلى أن العامين الماضيين شهدا ارتفاع مبيعات الجينز حول العالم بنسبة 4.3 بالمئة.

بيانات ليفايز التي أسسها ليفي شتراوس قبل 166 عاما تظهر انتعاش مبيعاتها بعد انحسار طويل
بيانات ليفايز التي أسسها ليفي شتراوس قبل 166 عاما تظهر انتعاش مبيعاتها بعد انحسار طويل

وأظهر تقرير الإفصاح الصادر عن لجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية بالتزامن مع طرح أسهم ليفايز، أن حجم مبيعاتها قفز العام الماضي إلى 5.5 مليار دولار مقارنة بنحو 4.4 مليار دولار قبل 4 سنوات.

واتخذت الشركة التي تأسست قبل 166 عاما قرار الطرح في البورصة بعد ذلك الانتعاش في مبيعاتها، بعد تحول في إقبال الأجيال الجديدة على الجينز، الذي لم يلقَ الطلب اللازم منذ أوائل تسعينات القرن الماضي.

وتمتلك عائلة هاس، التي ترجع في نسبها إلى مؤسس صناعة الجينز الأزرق الشهير ليفي شتراوس، أكثر من 61 بالمئة من أسهم الشركة. وتنفرد ميمي هاس بأكثر من ربع أسهم الشركة، وهي نائبة رئيس متحف نيويورك للفن الحديث وأرملة أحد أحفاء شتراوس.

ويقول محللون إن قصة عودة ارتفاع ليفايز تشير إلى تحول في طبيعة الأسواق وانحسار فورة الفوضى التي نتجت عن مظاهر التسوق الجديدة، ويؤكد ذلك تحسن الإجراءات التنظيمية وتراجع تزوير الماركات العالمية.

وتحاول دول كثيرة تشديد التشريعات التي تضبط عمل الشركات الإلكترونية لتعزيز احترام حقوق الملكية الفكرية والتجارية.

كما أن احترام الحقوق يعتبر محورا أساسيا للنزاعات التجارية وخاصة بين الصين والولايات المتحدة.

لكن العامل الحاسم ربما يكمن في ميل الأجيال الجديدة إلى الجينز والعلامات التجارية العريقة، وهو ما تؤكده بيانات مبيعات ليفايز التي تم تقديمها إلى البوصة بالتزامن مع إدراج أسهم الشركة في نيويورك.

10