"لا إقصاء لا مجاملة" يعيد الحنين إلى الأغنية التونسية

مهرجان الأغنية التونسية يعود في دورته الـ20 بعد انقطاع دام 13 عاما.
الخميس 2021/04/01
نحو تعزيز الهوية الموسيقية التونسية

تونس - انطلقت فعاليات الدورة العشرين من مهرجان الأغنية التونسية، بعد انقطاع دام 13 عاما، محملة بآمال في أن يعيد هذا الحدث المجد إلى الأغنية التونسية التي لم تعد تلاقي رواجا كبيرا وإقبالا جماهيريا.

وقال الفنان شكري بوزيان، مدير المهرجان، إنه “بعد طول غياب يبرز شعاع الأمل للاحتفاء بالأغنية التونسية حتى تعود البهجة إلى الساحة الفنية لتحقيق الأمل المنشود وترسيخ قيم الثقافة الموسيقية”.

وأكد أن “فريق عمل المهرجان اشتغل بكل حب وتفان من أجل تقديم هذه الدورة التي تعود بعد غياب 13 سنة تحت شعار: لا إقصاء لا مجاملة”.

وأشار الحبيب عمار وزير الثقافة بالنيابة إلى أن “في عودة هذه التظاهرة ضرب من التحدي والصمود الذي يعكس الرغبة في إعادة بريق الأغنية التونسية لحنا وكلمة”.

وتقام هذه الدورة في ظرف صحي صعب انعكس سلبا على النشاط الثقافي والفني في البلاد.

وأضاف عمار أن “قرار عودة الأنشطة الثقافية بعد توقفها لعدّة أشهر بسبب جائحة فايروس كورونا؛ نابع من قناعة راسخة بأهمية الموسيقى وأهدافها الجمالية للكون والحياة”.

وشهد حفل افتتاح المهرجان الذي من المنتظر أن يتواصل حتى السبت حضور الفنان العراقي نصير شمة.

واستهلت فقرات سهر ة افتتاح المهرجان بمختارات لمعزوفات تونسية من زمن الماضي الجميل الذي سجل انتعاشة لافتة للصوت واللحن والأداء التونسي، حيث عزفت الفرقة الخاصة بالمهرجان بقيادة المايسترو محمد لسود أغاني توجت في مهرجان الأغنية على امتداد سنوات تنظيمه في ما مضى مثل “ضيعت عمري” لصوفية صادق و”عيبك” لعدنان الشواشي و”همس الموج” لمنية البجاوي.

وخصص الجزء الأول من السهرة لتقديم عروض المتبارين في مسابقة الأغنية الوترية، وكذلك لتكريم الفنانة التونسية المخضرمة سلاف التي اعتلت خشبة مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة وغنت “ما تفكرناش” و”أسمر مسرار”.

وحلّ الفنان صابر الرباعي ضيفا على سهرة الافتتاح، حيث أمتع الحضور بمجموعة من الأغاني التونسية الأصيلة وعدد من إنتاجاته الغنائية الخاصة به.

كما شارك في الحفل عدد من أبرز الفنانين في البلاد من بينهم نبيهة كراولي، ونوال غشام، وأمينة الصرارفي، وألفة بن رمضان وهشام النقاطي.

وسيكون الجمهور على موعد في بقية أيام المهرجان الذي انتظم بمشاركة نحو 70 فنانا، مع عدد من الفنانين من بينهم لطفي بوشناق، ويسرى محنوش وصلاح مصباح.

وتأسّس مهرجان الأغنية التونسيّة عام 1986، وكان يقام سنويا احتفاء وتكريما للأغنية التونسية، ليتم تغيير تسميته سنة 2005 لتصبح مهرجان الموسيقى التونسية.

وانقطع المهرجان عام 2008، وتم تغييره بمهرجان أيام قرطاج الموسيقية الذي احتضن أنماطا موسيقية عدة ولم يعد يقتصر فقط على الأغنية التونسية والموسيقى الوترية والفنانين التونسيين فقط، وإنما كانت هناك مشاركات لعدة فنانين وفرق من دول عربية وأجنبية.

ويرى القائمون على المهرجان أنه بالإمكان إنقاذ الأغنية التونسية، حيث ستشكل هذه الدورة فرصة لمصالحة الجمهور مع موسيقاه وإعادة التعريف بالهوية الموسيقية التونسية، كما ستخلق حركية في المجتمع الموسيقي والفني.

ومن أهداف التظاهرة، إعادة الثقة والمصالحة بين الفنان والجمهور، كما ستعمل على الانفتاح على كل الجهات والأجيال من خلال بعث أربع لجان جهوية تشرف على اختيار الترشحات وتضمن تمثيل مواهب جل الجهات دون استثناء، سواء في الأداء أو الشعر أو التلحين.

24