لا أوامر روسية من بوتين بإرسال قوات إلى ليبيا

موسكو- تبادل روسيا وتركيا الاتهامات بتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في ليبيا ينبئ بمزيد التوتر بين البلدين خاصة بعد اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو بإدارة النزاع الدائر في ليبيا "على أعلى مستوى"، وفق ما أوردت صحيفة "حرييت" التركية.
وعلى إثر الاتهامات، نفى السكرتير الصحافي للرئيس الروسي الإثنين المزاعم التركية بشأن إرسال مرتزقة روس إلى ليبيا، وقال دميتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية لم يرسل قوات روسية إلى ليبيا، ولم يصدر أي أوامر في هذا الصدد.
وردا على سؤال عما تردد عن كيفية تفسير وجود قتلى روس، قال بيسكوف إنه لا يعرف ذلك، وإنه لا يستطيع تفسير ذلك. واختتم حديثه قائلاً "لا توجد قوات روسية في ليبيا".
وفي وقت سابق نفى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، ما ذكره أردوغان، حول وجود شركات عسكرية روسية خاصة تعمل في ليبيا بإشراف من مسؤولين عسكريين روس.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، قد تؤدي مغامرات أردوغان إلى خسارة تحالفه مع روسيا وتراجع دور بلاده في ملفات سوريا وليبيا إضافة إلى أضرار اقتصادية كبيرة في مجال السياحة والتبادل التجاري، مع عدم قدرتها على التخلي عن مصادر الطاقة الروسية التي تؤمن أكثر من 55 في المئة من احتياجات الغاز في البلد.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين، في 19 يناير الماضي، مؤتمرا دوليا حول ليبيا بمشاركة دولية رفيعة المستوى.
وأصدر المشاركون بيانًا ختاميًا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا، بحسب سبوتنيك.
كما التقى ممثلو حوالي 12 بلدا يدعم بعضها أحد طرفي النزاع في ليبيا، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ لعرض التقدم الذي تم إحرازه بعد شهر من مؤتمر برلين.
وتعهد قادة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المؤتمر المذكور وقف التدخل في ليبيا واحترام حظر إرسال الأسلحة إليها للمساهمة في إنهاء الحرب الأهلية الليبية.
وتسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها السياسي في ليبيا من خلال حكومة السراج التي تحيط نفسها بجماعات إسلامية موالية لأنقرة.
ويعتبر مراقبون أن التدخل التركي في ليبيا يمثل تحديا لروسيا خاصة في ظل تقارير عن وقوفها إلى جانب الجيش الوطني الليبي، رغم نفيها العلني لذلك بالتصريحات والبيانات، وأن هذا التحدي قد يدفع إلى توتر في العلاقات الثنائية في ملفات أخرى خاصة في الملف السوري.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في مكالمة هاتفية السبت مع نظيره التركي أن "التدخل الأجنبي المستمر في ليبيا سيؤدي الى جعل الوضع أكثر سوءا".
وتسود طرابلس حالة من الغضب بعد الاتفاق الأخير بين حكومة الوفاق وتركيا والذي يسمح لأنقرة ببناء قواعد عسكرية وجلب الجنود، وهو ما أثار غضبا إقليميا ودوليا زاد من عزلة طرابلس في محيطها العربي، في وقت باتت فيه حكومة الوفاق تبحث عن تنفيذ أجندات خارجية لا مصلحة لليبيين فيها.