لا أمل للمعارضة في تونس بعد ترحيب واشنطن بالانتخابات البرلمانية

الخارجية الأميركية تؤكد أن الانتخابات خطوة أساسية نحو استعادة المسار الديمقراطي، لكنها حثت في نفس الوقت على توسيع نطاق المشاركة السياسية بسبب الإقبال الضعيف للناخبين.
الاثنين 2022/12/19
اعتراف أميركي بالانتخابات البرلمانية التونسية

تونس – حملت تصريحات الخارجية الأميركية المرحبة بإجراء تونس السبت الانتخابات التشريعية، حيث اعتبرتها خطوة أساسية نحو استعادة المسار الديمقراطي للبلاد، خيبة أمل كبيرة للمعارضة السياسية التي يبدو أنها كانت تعول على دعم واشنطن لها بعد نسبة الإقبال الضعيفة على الاقتراع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان الأحد "الانتخابات البرلمانية... تمثل خطوة أولية أساسية نحو استعادة المسار الديمقراطي للبلاد".

وأضاف "ومع ذلك، فإن الإقبال المنخفض للناخبين يعزز الحاجة إلى زيادة توسيع المشاركة السياسية خلال الأشهر المقبلة".

وشدّد برايس على أهمية اعتماد إصلاحات شاملة وشفافة بما فيها تعزيز القانون الانتخابي وإرساء المحكمة الدستورية وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع التونسيين.

كما جدّد التزام الولايات المتحدة بالشراكة العريقة مع تونس، مشدّدا على دعم الولايات المتحدة لتطلعات الشعب التونسي من أجل حكومة ديمقراطية ومسؤولة، تحمي حرية التعبير والرأي المعارض وداعمة للمجتمع المدني.

وحثّت الخارجية الأميركية الحكومة التونسية على اتخاذ الخطوات الضرورية لمعالجة الأزمة الاقتصادية الحالية وتحقيق الاستقرار والازدهار لجميع التونسيين على المدى الطويل، وفق البيان.

وجاءت تصريحات برايس، بعدما أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في تونس أن 8.8 في المئة فقط من الناخبين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي جرت السبت، بعد أن قاطعت معظم الأحزاب السياسية التصويت ووصفته بأنه مهزلة تهدف إلى تدعيم سلطات الرئيس قيس سعيّد.

ومثلت نسبة المشاركة الضعيفة مادة جاهزة للمعارضة، وفي مقدمتها حركة النهضة الإسلامية عبر واجهتها جبهة الخلاص، لمهاجمة الرئيس سعيّد ومشروعه السياسي، والتشكيك في شرعيته، ومطالبته بالتنحي عن منصبه، داعية في نفس الوقت إلى احتجاجات حاشدة.

ويبدو أن المعارضة كانت تريد استثمار نتائج الانتخابات لبعث رسالة إلى الخارج، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة، بعد أن اعتبرت التصويت الذي جرى يعكس تحولا "مزلزلا" في موقف الشارع التونسي حيال الرئيس سعيّد ومشروعه، لكن يبدو أن الاعتراف الأميركي بالانتخابات جاء بمثابة الزلزال لخصوم سعيّد، الذين كانوا ينتظرون ردا من قبيل "فقدان الشرعية".

فقد سبق أن كثفت حركة النهضة الإسلامية اتصالاتها بالإدارة الأميركية حسب بيانات صحافية أصدرتها الحركة نفسها، على أمل تكثيف الضغوط على الرئيس سعيّد لتقويض قراراته بتجميد البرلمان في الخامس والعشرين من يوليو 2021 قبل حله في مارس الماضي.

وفي فبراير الماضي، نشر النائب عن حركة النهضة بالبرلمان المنحل ماهر المذيوب، صورة له من أمام البيت الأبيض ودوّن ''من أجل القضية التونسية".

 واعتبر مراقبون حينها أنّ المذيوب هو مبعوث رئيس البرلمان راشد الغنوشي لكشف وبيع أسرار تونس.

ومنذ أيام، شارك الرئيس التونسي في القمة الأميركية - الأفريقية في الولايات المتحدة.

وجاءت زيارة سعيّد إثر دعوة من الرئيس جو بايدن، للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا التي انعقدت بواشنطن.

وقبل أسبوع، أعرب وفد أميركي رفيع المستوى التقى سعيّد، عن دعمه لتطلعات الشعب التونسي إلى "حكومة ديمقراطية شفافة تخضع للمساءلة"، وفق بيان للسفارة الأميركية بتونس.