#لا_للتعديلات_الدستورية.. ترنّد أردني لانتقاد الملك

تستمر في الأردن الحملات الإلكترونية الرافضة للتعديلات الدستورية التي تحوّل الأردن وفق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى “ملكية مطلقة”، في وقت طالت فيه الانتقادات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشكل غير مسبوق.
عمان - تصدّر هاشتاغ #لا_للتعديلات_الدستورية الترنّد الأردني على موقع تويتر في اليومين الماضيين رفضا للتعديلات الدستورية التي قدمتها حكومة بشر الخصاونة إلى مجلس النواب.
واعتبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أن التعديلات المقترحة تمسّ بمبدأ فصل السلطات، وتقلّص صلاحيات الحكومة لصالح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ليجعل من الأردن “ملكية مطلقة”.
كما انتشر هاشتاغ آخر بعنوان #التعديلات_الدستورية_مرفوضة. وكتب مغرد عن الصلاحيات الجديدة:
وطالت الانتقادات شخص الملك عبدالله الثاني. وبينما اعتمد مغردون صيغة المبني للمجهول للإشارة إلى العاهل الأردني استخدم آخرون عبارة “جلالته”، فيما اختار قسم ثالث عبارة “الملك” لانتقاده .
واعتبر أردنيون أن “الملك ليس قضاء وقدرا ويمكن تغييره”. وكان لافتا وصفه بـ”الفاسد” ونظامه بـ”الشمولي”، وهي صفات كان يتجنبها معـلقون في ما مضى.
وغرّد حساب في هذا السياق:
ggere70@
الملك ليس قضاء وقدرا والشعب بيده أن يولي من يحكمه يكفي 22 سنة فساد وحرمان وضياع الدولة.
وأضاف:
وقال ناشط:
Drmuhammed95@
كان شعار الأردن “الله، الوطن، الملك”، مع هذه التعديلات رح يصير “الملك، الملك، الملك وحده لا شريك له”. “لا أُريكم إلا ما أرى، أنا الدولة والدولة أنا”، سلطة مطلقة وحكم مطلق وحصانة دستورية من المحاسبة والمساءلة، لم تحدث حتى في كوريا الشمالية!
فيما قال معلق:
وسخر مغرد:
or_45e@
كنا نطالب بإصلاح فهموها صلاحيات أنداري #لا_للتعديلات_الدستورية.
وتهكم الإعلامي والناشط السياسي سلطان العجلوني من كل محاولات التغيير من الداخل، وقال إنّ “كل مبتدئ في السياسة يعرف أن تغيير الأنظمة الشمولية الفاسدة، من خلال مؤسساتها وحسب قواعدها هو أمر مستحيل”. وكتب:
وتهكم حساب:
maqdisi_blog@
لا هو سائل على بلد ولا على كرسي ولا على دستور همّه يحافظ على الدجاجة التي تبيض له ذهبا ولو يصح له يخلينا نبيض أحنا كمان #لا_للتعديلات_الدستورية.
وصاغ مغرد سيناريو آخر للضجة الحاصلة عنوانه “فن رفع سقف الاعتراض لتخفيف آثاره” فكتب:
وبات “انتقاد” الملك عبدالله الثاني أمرا غير مستغرب على مواقع التواصل الاجتماعي وبدا أن الأردنيين لم يعودوا يخشون تهمة إطالة اللسان. وتنص المادة 195 من قانون العقوبات الأردني على أنه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل من ثبتت جرأته بإطالة اللسان على العاهل الأردني أو أحد أفراد أسرته.
ويعبّر الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مواقفهم وردود أفعالهم، حيث يتبادلون المعلومات والصور ومقاطع الفيديو والمواقف ووجهات النظر دون الاعتراف بقيود السلطة ولا بروايتها، خاصة في الأزمة السياسية الأخيرة.
وأصبحت مواقع التواصل التي يستخدمها أكثر من ستة ملايين أردني سلطة رقابية حقيقية على أرض الواقع؛ تصنع الرأي العام وتؤثر في سياسات الحكومة الأردنية في الفترة الأخيرة.
ويبدو أن الأردنيين خلال انتقادهم للملك عبدالله الثاني متناسين كيف تعامل مع جائحة كورونا كما نسوا كيف تعامل مع أزمات أخرى، وبدلا من ذلك، ركّزوا على أخطائه. وهذا المسار سيؤدي حتما إلى وصول البعض منهم إلى طريق متعرج وإلى النقد الأصلي ضده، وهو الاتهام الذي دام عقدين من الزمن ومفاده أن “عهد عبدالله هو مصادفة تاريخية”، كما يؤكد روبرت ساتلوف وهو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.
ويذكر أنه مع الهاشتاغات الرافضة للتعديلات الدستورية تداول مغردون هاشتاغ #نريد_الأمير_حمزة_حرا وآخر بعنوان #الأردن_ليس_بخير.
ويقول مراقبون للشأن الأردني إن استمرار المنشورات المؤيدة للأمير حمزة على مواقع التواصل الاجتماعي “يجعل الملك عبدالله الثاني، وعلى نحو واضح، يشعر بالقلق”.
ويقول الكاتب ديفيد إغناتيوس إن “الجانب الأكثر إثارة للقلق هو أن الملك ربما يكون قد أصيب بالهوس بأعداء متخيلين على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وفي المقابل نشطت حسابات مؤيدة للملك عبدالله الثاني تتخذ بعض الحسابات في أسمائها كلمة “عاشق” على غرار “عاشق جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين” و”عاشق جلالة الملك عبدالله الثاني أبا الحسين” و”عاشق الأردن والعائلة الهاشمية”.
وتتداول حسابات على فيسبوك وتويتر صورة للملك عبدالله الثاني تُظهره وسط حشد من الجنود الأردنيين الهاتفين؛ وتَستحضر هذه الصورة صورا مماثلة لوالده، الملك حسين كإحدى دلالات شعبية الملك عبدالله.
ويقول المدير التنفيذي لمعهد واشنطن عن ذلك إن “الرسالة لا لبس فيها: الملك عبدالله هو نجل والده، ويتصرف اليوم بنفس الدافع والتصميم والقيادة التي ميّزت رعاية الملك حسين للبلاد تحت الضغط”. لكن معلقين يعتبرون الصور المنشورة “ردا على كل من ينشرون صور الأمير حمزة التي تنشر لعقد مقارنات بينه وبين والده الملك الراحل الحسين بن طلال”.
وبالنسبة إلى دولة ملكية يجب أن تقيس باستمرار درجة حرارة الرأي العام، الذي غالبا ما يكون مضطربا، لذا فإن خلق صلة مرئية وبالتالي نفسية بين الملك عبدالله الثاني ووالده الملك الراحل الحسين هو إضافة كبيرة.