لاس فيغاس تعود لجمع أحدث ابتكارات الإلكترونيات رغم مخاطر أوميكرون

عدد العارضين تقلص إلى النصف من بين 2200 مشارك مقارنة بنسخة 2020.
الأربعاء 2022/01/05
المعرض يحفل بمجموعة واسعة من الابتكارات

لاس فيغاس (الولايات المتحدة) – ينطلق معرض لاس فيغاس للإلكترونيات في دورة هذا العام على وقع تجدد متسارع للجائحة التي أعطت زخما للقطاع لكنها ترخي بظلالها على الملتقى السنوي الأشهر لمحبي الأجهزة الإلكترونية الموجهة للعامة.

ويحفل المعرض الذي يُفتتح الأربعاء بمجموعة واسعة من الابتكارات، تسنى الاطلاع عليها في عرض تمهيدي نظّم الاثنين الماضي حيث ستكون نسخة العام 2022 العودة الفعلية للحدث بعد نسخة افتراضية بالكامل العام الماضي.

ومن بين تلك الابتكارات روبوتات وتقنيات متطوّرة لمكافحة فايروس كورونا ومكبّرات صوت ومصابيح وفراشي أسنان وعدد كبير من الأجهزة الكهربائية والأجهزة الذاتية التحكم.

وسيكون عدد العارضين والمشاركين في “كونسيومر إلكترونيك شو” أقل مما كان متوقعا نظرا إلى إلغاء الكثير من الشركات حضورها بسبب انتشار المتحوّر أوميكرون.

وألغت شركات بينها أمازون ومايكروسوفت وغوغل وإنتل وبي.أم.دبليو وجنرال موتورز مشاركتها بالكامل أو قلصت حضورها في الحدث.

فوفق المنظمين تقلص عدد العارضين البالغ حوالي 2200، إلى النصف مقارنة مع النسخة الحضورية الأخيرة من المعرض في نسخة 2020 والتي استضافت ما يقرب من 170 ألف شخص وأكثر من 4500 عارض.

ورغم تأكيدهم على إلزامية وضع المشاركين الكمامات وإبرازهم شهادات تلقيح ضد كوفيد – 19، لكنهم اتخذوا مع ذلك قرارا بتقصير مدة المعرض يوما واحدا، ليصبح ممتدا من الأربعاء إلى الجمعة.

وقال المنظمون في بيان “مقتنعون بأن الحدث من خلال احترام مسافات التباعد الملائمة قد يكون مفيدا للمشاركين والعارضين”.

مجموعة واسعة من الابتكارات

وحتى بوجود بعض المنصات الفارغة، سيستضيف المعرض أحدث الصيحات على صعيد السيارات ذاتية القيادة والرحلات الفضائية والأصول الرقمية بتكنولوجيا أن.أف.تي وأدوات العمل من بُعد، إضافة إلى الأكسسوارات التقليدية.

وبين الطلبات عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية وكل الخدمات الإلكترونية المتاحة للمستهلكين القابعين في المنزل، يشكل قطاع التكنولوجيا أحد أبرز الرابحين من الجائحة.

وأحضرت الشركة الفرنسية الناشئة إيركسوم من مدينة ليون نموذجا من كمامتها التي تحمي من التلوث والبكتيريا والفايروسات بما في ذلك سارس كوف 2.

وتذكّر الكمامة البلاستيكية البيضاء التي تغطّي الأنف والفم، بجنود سلسلة أفلام “حرب النجوم”، وهي متّصلة بجهاز يُوضع على الحزام، ويحتوي على مصفاة تتولى تدمير الجسيمات الدقيقة والمركبات العضوية المتطايرة، أي مسبّبات الأمراض أو الملوثات.

ويؤكّد الشريك المؤسس لإيركسوم فرانك غليزال لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ هذه الكمامة “أداة ممتازة لمكافحة أزمة كوفيد – 19، لأنّ الشخص لن يحتاج إلى تلقّي جرعات رابعة وخامسة وسادسة من اللقاح، وسيحمي نفسه من متحوّرات الفايروس كلّها ومن الفايروسات الجديدة المستقبلية”.

أما المهندس في إيركسوم ترونغ داي نغويين فيوضح أنّ “الكمامات العادية التقليدية لا تحمي بالكامل، إذ يمكن للهواء الدخول عبر جوانبها أمّا هذه الكمامة فتحمي بالكامل وهي مريحة جدّا عندما توضع على الوجه”.

ويؤكد نغويين أنّ الشركة ستعمل في النسخة المقبلة من الكمامات على تحسين نوعية صوت من يضعها، إذ لا يُسمَع بوضوح بسبب سماكة النموذج الحالي الذي يُطرح في السوق خلال الربيع وسيُباع “بنحو 300 يورو”.

ويشرح نغويين أن تكلفة تبديل الكمامة المعتمدة حاليا كلّ أربع ساعات، ستكون بعد ثلاث سنوات أعلى من سعر قناع إيركسوم.

أما إريك فوشار فضاق ذرعا بالشعور بالاختناق الذي تسببه الكمامات الحالية الواقية من كوفيد – 19، لذا ابتكر نظام تهوئة صغيرا يوضع وراء الحاجز الورقي للكمامة.

وأُطلقت على جهاز التنفس الاصطناعي الصغير هذا الذي ابتكرته شركة نيو باد مايكر الناشئة تسمية أييرونيست، وهو مثبت في مكانه بفضل مغنطيس مزدوج، ويُشغّل بواسطة بطارية صغيرة متّصلة بحبل يمتد على عنق المستخدم.

ويقول رجل الأعمال فوشار “عندما تستقل الطائرة أو القطار، يمكّنك هذا الجهاز من أن تتنفّس بشكل طبيعي”، مضيفا “يمكن استخدامه أيضا أثناء العمل، ويجنّب واضعي النظارات تشكّل البخار على زجاجات نظاراتهم جراء التنفّس”. ويوضح أنّ في الإمكان التحكّم بسرعة المروحة بحسب الحاجة.

وتحلّ تقنيات الذكاء الاصطناعي مكان المقوَد والبشر في سيارات الفورمولا 1 التي ستتنافس الجمعة في سباق جديد من نوعه.

ويقول رئيس شركة إنردجي سيستمز نتوورك ومنظّم السباق بول ميتشل إنّ السيارات “مستقلّة تماما، وبرنامجها الحاسوبي هو الذي يديرها”.

ويضيف أنّ نظام الكمبيوتر “يأخذ المعلومات من أجهزة الاستشعار ويأمر السيارة بالدوران أو الفرملة أو الإسراع أو التجاوز”.

وستتنافس كل سيارتين على حلبة لاس فيغاس بسرعات تصل إلى 260 كيلومترا في الساعة.

ولا تقتصر الفكرة على الترفيه فحسب، بل تتمثل أيضا في اختبار هذا البرنامج وتحسينه بهدف استخدامه يوما ما على الطرق.

ويقول ميتشل إنّ “سيارات السباق والسباقات عموما وسيلة مثالية لدفع التكنولوجيا إلى أقصى حدودها”.

10