لاجئون سوريون في قبضة الفرقة الرابعة بعد ترحيلهم من لبنان

منظمة العفو الدولية: عمليات الترحيل "انتهاك واضح" من لبنان للقانون الدولي.
الثلاثاء 2023/05/02
لبنان لا يبالي بالغضب المحلي والدولي

بيروت - قال حقوقيون وأقارب للاجئين سوريين احتجزتهم قوات الأمن في لبنان ورحّلتهم إلى سوريا، إنهم يُعتقلون ويُجندون قسريا لدى عودتهم إلى وطنهم.

وأكد البعض أن الفرقة الرابعة بالجيش السوري التي يرأسها شقيق الرئيس بشار الأسد تحتجز أقاربهم. وفُرضت عقوبات على هذه الفرقة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وتقول منظمة العفو الدولية إن عمليات الترحيل “انتهاك واضح” من لبنان للقانون الدولي بموجب مبدأ “عدم الإعادة القسرية” الذي يمنع الدول من إعادة أي شخص قسرا إلى بلد يحتمل أن يتعرض فيه للاضطهاد.

لبنان يؤوي 800 ألف سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عقب فرارهم من بلادهم منذ تفجر الحرب

ولم ترد الحكومة السورية على طلب للتعليق. ورفض الجيش اللبناني، الذي ينفذ عمليات الترحيل بحسب منظمة العفو الدولية وعمال إغاثة وشهود، التعليق.

ويؤوي لبنان زهاء 800 ألف سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عقب فرارهم من بلادهم منذ تفجر الحرب فيها عام 2011. وتقول السلطات اللبنانية إن العدد الفعلي للسوريين في لبنان هو مليونا شخص.

وقال أحد اللاجئين إنه اُعتقل مع أشقائه الثلاثة في مداهمة بمخيم في لبنان أواخر أبريل. ورحلت السلطات إخوته لأنه ليس معهم أوراق إقامة.

وأضاف، طالبا عدم نشر اسمه خشية تعرضه للانتقام، “تواصلوا معي من داخل سوريا، كانوا محتجزين في مقر تابع للفرقة الرابعة، لا أعلم مصيرهم بعد”.

وقال لاجئ آخر إن الفرقة الرابعة احتجزته لفترة وجيزة بعد ترحيله، لكنه دفع أموالا لمهربين ليعود إلى لبنان.

وقال مصدر كبير في مجال الإغاثة إن أكثر من 450 سوريا اعتُقلوا في أكثر من 60 مداهمة للجيش اللبناني أو عند نقاط تفتيش في أبريل. وجرى ترحيل أكثر من 130 منهم.

وقال مصدر كبير آخر في مجال الإغاثة إن لبنان رحل سوريين مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينهم قُصّر دون ذويهم. وقال المجلس النرويجي للاجئين إن أحد المستفيدين من أحد برامجه الشبابية من بين المرحلين.

وقال سوري طلب الاكتفاء بنشر اسمه الأول، إسماعيل، لرويترز إن قوات الأمن اللبنانية اقتادت أبناءه الثلاثة حسن وعماد ومحمد خلال مداهمة لمنزلهم ورحلتهم لأنه ليس لديهم أوراق إقامة سارية.

وأضاف “عماد ومحمد مطلوبان للخدمة الإلزامية. هلق صاروا عند بيت أصدقائنا بس بدهن يراجعوا المركز خلال ها الأسبوع ليبدأوا بالخدمة”.

وأردف “حسن بس عمره 15 وعم يصير معه رفّات بالقلب من وراء الخوف”.

وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في مارس إن سوريا “لا تزال مكانا غير آمن للعودة إليه”، جزئيا بسبب استمرار عمليات الاعتقال وانتهاكات قوات الأمن لحقوق الإنسان.

وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثّقت أربع حالات على الأقل لاعتقال سوريين بعد ترحيلهم من لبنان، إضافة إلى حالات منفصلة للتجنيد الإلزامي.

وقالت آية مجذوب نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية “ما من مبرر على الإطلاق للدولة اللبنانية لانتهاك التزامها القانوني الدولي بإعادة اللاجئين بإجراءات مختصرة إلى بلد يخشون فيه الاضطهاد”.

وأضافت مجذوب أن موجة من خطاب الكراهية تزامنت مع عمليات الترحيل في أبريل بالإضافة إلى إجراءات تقييدية من البلديات اللبنانية التي تستضيف السوريين وتعليقات لمسؤولين أوجدت “بيئة قمعية” تضغط على اللاجئين للمغادرة.

وقال يوسف وهو لاجئ سوري يرعى طفلين لوحده، إنه في غاية الخوف من احتمال ترحيله وتجنيده إجباريا إلى درجة أنه لم يعد يخرج من منزله في لبنان.

وأضاف “هذا التمييز الدائم يخلق حالة من الخوف إنك تتعرف على ناس جداد، على جارك أو على الدكنجي (صاحب الدكان)”.

2