كييف تبدأ عملية إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية

واشنطن - انطلقت الثلاثاء عملية إجلاء المدنيين من مدينة سومي بشمال شرق البلاد ومن بلدة إربين القريبة من العاصمة كييف، بعد اتفاق المسؤولين الروس والأوكرانيين على إقامة "ممرات إنسانية" للسماح لهم بالخروج من بعض المدن والبلدات التي تحاصرها القوات الروسية.
وقال أوليكسي كوليبا حاكم منطقة كييف "حتى الساعة 09:30 (07:30 بتوقيت غرينتش) تم إجلاء أكثر من 150 شخصا، ولا تزال العملية جارية".
وتقطعت السبل بالمدنيين جراء القتال منذ أن بدءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، فيما ينتظر 200 ألف شخص في ماريوبول، بحسب بيانات الصليب الأحمر، الخروج من المدينة عبر طرق مختلفة.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها الثلاثاء، إن روسيا فتحت "ممرات إنسانية" حتى يتسنى إجلاء الناس من كييف وأربع مدن أوكرانية أخرى هي تشيرنيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية في أوكرانيا طبقت "نظام صمت" اعتبارا من الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش.
كما أكد مسؤولون أوكرانيون الثلاثاء أن أول قافلة من السكان والطلاب الأجانب غادرت مدينة سومي الأوكرانية، بعد اتفاق مع روسيا بشأن إقامة ممر إنساني.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في تغريدة على تويتر "بدأنا بالفعل إجلاء المدنيين من سومي إلى بولتافا (في وسط أوكرانيا)، وبينهم طلاب أجانب".
وأضافت "ندعو روسيا إلى الموافقة على ممرات إنسانية أخرى في أوكرانيا".
وكانت موسكو أعلنت مساء الاثنين وقف إطلاق النار في عدد من المدن الأوكرانية الثلاثاء، اعتبارا من الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، للسماح بإجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية.
لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروسيا.
واتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش الروسي بإحباط عمليات الإجلاء الأخرى من خلال الاستمرار في إطلاق النار.
وتأتي عملية إجلاء المدنيين مع دخول المعارك يومها الثالث عشر، فيما لا تزال القوات الروسية تحاول السيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية متقدمة باتجاه العاصمة كييف، مع فرضها حصارا على عدد من المناطق.
وقالت هيئة الأركان للجيش الأوكراني إن القوات الروسية تحشد لاقتحام العاصمة كييف، وتحاول إنشاء ممر بري في القرم باتجاه مدينة ماريوبول.
وذكرت الهيئة في بيان أن القوات الروسية تسعى لبسط سيطرتها الكاملة على بوتشا وإربين للاقتراب من كييف، وأن الجيش الروسي يحصل على الإمدادات من الأراضي البيلاروسية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أنه لن يرسل مجندين أو جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مؤكدا أن الهجوم ينفذه "عسكريون محترفون" يحققون "الأهداف المحددة".
وقال بوتين في كلمة متلفزة بمناسبة الثامن من مارس الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة "أريد أن أؤكد أن المجندين لا يشاركون ولن يشاركوا في القتال. ولن يستدعي كذلك جنود الاحتياط".
وكان البنتاغون أعلن أن تقديراته تفيد بأن ما يقرب من 100 في المئة من القوات التي حشدتها روسيا على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة باتت اليوم داخل أوكرانيا، في حين أرسلت الولايات المتحدة 500 جندي إضافي إلى أوروبا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وتراقب وزارة الدفاع الروسية تحركات مدمرتين أميركيتين مزودتين بصواريخ موجهة دخلتا بحر البلطيق.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنّ مع تكثيف القوات الروسية هجماتها في أوكرانيا فإنّ القصف يطول بشكل متزايد المدنيين في هذا البلد، مشيرة إلى أنّ موسكو تسعى كذلك إلى "تجنيد" مقاتلين أجانب، بمن فيهم سوريون، للقتال في أوكرانيا.
وأوضح المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين في واشنطن أن القوات الروسية "لم تحرز أي تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة" في أوكرانيا، باستثناء المناطق التي سيطرت عليها في جنوب هذا البلد.
ومنذ مطلع العام نشرت واشنطن 12 ألف جندي في أوروبا، إضافة إلى أولئك المتمركزين بشكل اعتيادي في القارّة.
وقال كيربي إنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر في نهاية الأسبوع بنشر "500 عسكري في أنحاء عدة من أوروبا لتعزيز القوات المنتشرة هناك".
وأوضح أنّ "هذه القوات الإضافية ستكون مخوّلة الاستجابة للبيئة الأمنية الحالية في ضوء العدوان الروسي المتجدّد ضدّ أوكرانيا، وتعزيز الردع والقدرات الدفاعية للحلف الأطلسي، خصوصا في جناحه الشرقي".
وسبق أن أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن كل القوات المرسلة إلى أوروبا غير مفوّضة للانتشار في أوكرانيا ولا للانخراط في النزاع الدائر في هذا البلد. ووصف الانتشار العسكري بأنه وقائي لبلدان حلف شمال الأطلسي، علما بأن أوكرانيا غير منضوية في الحلف.
وقال كيربي إنّ التقديرات تفيد بأن الرئيس الروسي "أقحم في أوكرانيا عمليا مئة في المئة من قواته القتالية" التي حشدها في الأشهر الأخيرة عند الحدود الروسية - الأوكرانية، والتي يتخطّى عديدها 150 ألف جندي، وفق التقديرات الأميركية، مضيفا "لقد أرسلهم جميعهم إلى داخل" أوكرانيا.
وأشار المسؤول إلى اشتداد القصف على مدن عدة، والذي "يطاول أهدافا مدنية وبنى تحتية مدنية ومناطق سكنية".
ومن دون أن يوجّه اتّهاما مباشرا لموسكو بتعمّد استهداف المدنيين، اعتبر المسؤول أن هذه الضربات "تزداد وتيرتها ويتّسع نطاقها".
يأتي هذا التصريح فيما تسود حاليا حالة من الخوف والقلق حول مدينة أوديسا، التي تضم ميناء استراتيجيا والواقعة على سواحل البحر الأسود، من أن القوات الروسية تعتزم قصفها، وفق ما حذّر سابقا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتابع المتحدث "نعتقد أنّ الروس يريدون السيطرة على أوديسا"، من دون أن يستبعد شن روسيا هجوما برمائيا بإسناد من قوات برية.
ولفت كيربي إلى أنّ ليست لدى واشنطن "في الوقت الراهن أيّ مؤشرات تدلّ على تحرّك محتمل" على هذه الجبهة.