كيليتشدار أوغلو يتعهد بالفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية

أنقرة – تعهد كمال كيليتشدار أوغلو منافس الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الإثنين بالفوز عليه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50 بالمئة زائد صوت المطلوبة.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين "إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتما"، مضيفا أن "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50 بالمئة".
ومن جانبه، بدا أردوغان منتصرا عندما ظهر أمام حشد كبير من مؤيديه بُعيد منتصف الليل زاعما أنه متقدم بفارق كبير في الانتخابات، لكن مع ظهور النتائج الأولية أعلن عن جاهزيته لخوض جولة انتخابات رئاسية ثانية.
وأكد الكرملين الإثنين أنّ العلاقات بين موسكو وأنقرة ستستمرّ في "التعمّق" بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية التركية التي تتجه إلى جولة ثانية غير مسبوقة بعد دورة أولى جرت الأحد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "نتابع المعلومات الصادرة من تركيا بانتباه واهتمام كبيرين. سنحترم خيار الشعب التركي. لكن على أي حال، نتوقّع استمرار تعاوننا وتعميقه وتطويره".
وأظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50 بالمئة المطلوبة زائد صوت واحد.
وقال وسط هتافات صاخبة "أنا أؤمن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة".
كما أعلن أن حزبه الإسلامي الحاكم فاز بغالبية واضحة في البرلمان.
وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار، الاثنين حصول أردوغان، مرشح تحالف الجمهور، على 49.40 بالمئة من الأصوات، وحصل مرشح تحالف الأمة كمال كيليتشدار أوغلو على 44.96 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بعد فرز نحو 99 بالمئة من الأصوات.
وفي مؤتمر صحافي، صباح الإثنين، قال ينار، إن مرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان، حصل على 5.2 بالمئة، فيما نال المرشح (المنسحب) محرم إينجه 0.44 بالمئة، بحسب المعطيات حتى الساعة 09.45 صباحا (بتوقيت غرينيتش).
وذكر أنه تم فتح 192 ألفا و187 صندوقا من أصل 192 ألفا و214 من صناديق الاقتراع داخل البلاد، أي ما يعادل 99 بالمئة، ولم يتبق سوى 27 صندوقا غير مفتوح من صناديق الداخل.
وفيما يخص صناديق أصوات الخارج، لفت إلى أنه تم فتح 8 آلاف و65 صندوقا من أصل 9 آلاف و594 من صناديق التصويت خارج البلاد، ما يعادل نحو 84 بالمئة من تلك الصناديق.
وأكد ينار استمرار فرز الأصوات المتبقية وإدخال البيانات إلى نظام احتساب النتائج.
ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة والعلمانية رسميا، في 28 مايو.
وقالت المعارضة إن حزب أردوغان يعطل إعلان النتائج الكاملة عن طريق تقديم اعتراضات، بينما تنشر السلطات النتائج بنظام يزيد حصيلة أردوغان على نحو مصطنع.
وذكر كليتشدار أوغلو في وقت سابق أن حزب أردوغان "يدمر إرادة تركيا" بالاعتراض على فرز أكثر من ألف صندوق اقتراع.
وأضاف "لا يمكنك منع ما سيحدث بهذه الاعتراضات. لن نسمح أبدا أن يصبح هذا أمرا واقعا".
ويتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 90 بالمئة في الانتخابات التي ينظر اليها على انها استفتاء على الزعيم الأطول حكما لتركيا وحزبه ذي الجذور الإسلامية.
وقاد أردوغان تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة في واحدة من أكثر حقباتها تحولا وانقساما.
فقد نمت الدولة الكبيرة لتصبح قوة عسكرية وجيوسياسية ذات ثقل تلعب أدوارا في نزاعات تمتد من سوريا إلى أوكرانيا.
واحتل أردوغان مكانة مرموقة في جميع أنحاء تركيا المحافظة التي شهدت طفرة تنموية خلال فترة حكمه.
كما يشعر الناخبون المتدينون بالامتنان له لإزالته القيود عن الحجاب وافتتاحه المزيد من المدارس الإسلامية.
وقال رجب تركتان الناخب في اسطنبول لوكالة فرانس برس بعد الإدلاء بصوته متوجها إلى الزعماء الأتراك "أهم شيء هو أن لا نقسم تركيا".
وأضاف الرجل البالغ 67 عاما "سنقوم بواجبنا. أقول استمروا مع أردوغان".
وأعقب العقد الأول من الانتعاش الاقتصادي لأردوغان والعلاقات الدافئة مع أوروبا عقد ثان مليء بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية.
لقد رد على محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 بعمليات تطهير واسعة النطاق تسببت في قشعريرة في المجتمع التركي وجعلته شريكًا غير مريح للغرب على نحو متزايد.
وظهور كيليتشدار أوغلو وتحالفه المعارض المكون من ستة أحزاب، وهو نوع من الائتلاف الواسع الذي برع أردوغان في تشكيله طوال حياته السياسية، يعطي الحلفاء الأجانب والناخبين الأتراك بديلا واضحا.
ولكن جولة الإعادة يمكن أن تمنح أردوغان في غضون أسبوعين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفه.
ومع ذلك سيظل يطارده شبح أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها تركيا في عهده، والقلق بشأن استجابة حكومته المتعثرة لزلزال فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
وصرح كيليتشدار أوغلو بعدما أدلى بصوته في الانتخابات في أنقرة "جميعنا اشتقنا للديمقراطية".
وتابع "سترون بإذن الله أن الربيع سيأتي إلى هذه البلاد".
ويقود كيليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
اقرأ أيضا:
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في تركيا 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت.
وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52.5 في المئة من الأصوات. لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 مايو في اقتراع انتكاسة له.
وأشارت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى أن كيليتشدار أوغلو سيفوز بأصوات الشباب الذين يشكلون نحو 10 في المئة من الناخبين، بهامش خطأ من اثنين إلى واحد.
وقال الطالب الجامعي كيفانتش دال (18 عاما) لوكالة فرانس برس في اسطنبول عشية التصويت "لا يمكنني أن أرى مستقبلي".
وأضاف أن أردوغان "يستطيع بناء أكبر عدد من الدبابات والأسلحة كما يشاء، لكنني لا أحترم ذلك طالما ليس هناك قرش في جيبي".
لكن المدرّسة دنيز أيدمير قالت إن أردوغان سيحصل على صوتها بسبب التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته تركيا بعد نصف قرن من الحكم العلماني الذي غمره الفساد.
كما تساءلت المرأة البالغة 46 عاما كيف يمكن لتحالف من ستة أحزاب أن يحكم دولة، وهي النقطة التي ركز عليها أردوغان خلال حملاته الانتخابية.
وأضافت "نعم هناك أسعار مرتفعة (...) ولكن على الأقل هناك ازدهار".
وأصبحت حملة أردوغان موجهة بشكل متزايد إلى مؤيديه الأساسيين مع اقتراب الانتخابات.
وقد وصف المعارضة بأنها "مؤيدة للمثليين والعابرين جنسيا" تتلقى أوامرها من مسلحين أكراد محظورين ويمولها الغرب.
وحاول أيضا كسب تأييد العاملين في القطاع الحكومي من خلال منحهم زيادات هائلة على أجورهم في الأشهر التي سبقت الانتخابات.
لكن الآن سيتركز الكثير من الاهتمام على سنان أوغان، المرشح الرئاسي المستقل الذي تحول إلى صانع ملوك بحصوله على 5.21 بالمئة من الأصوات.
وقال أوغان الأحد "لن نقول ما إذا كنا سندعم هذا المرشح أو ذاك"، مضيفا "سنجري مشاورات مع ممثليهم ثم نقرر".