كيف نبدأ أسبوع العمل الجديد بمزاج جيّد

وضع علامة تؤشّر على الانتهاء من إنجاز مهمة ما من قائمة المهام يُشعِر المرء بالرضى عن النفس ويحفّزه على الاستمرار.
الاثنين 2023/07/03
القيام بالحد الأدنى من المهام هو السبيل الأنسب ليوم عمل هادئ

برلين – بالنسبة إلى البعض يعتبر يوم الاثنين مجرد يوم من أيام الأسبوع الجديد، وبالنسبة إلى البعض الآخر تتسبب فكرة العودة إلى العمل في إفساد متعة ليلة الأحد، وهو ما يعكّر مزاجه قبل أن يبدأ الأسبوع أصلا.

وقال الطبيب النفسي أوليفر فيجيلت من جامعة ليبزج في ألمانيا إن “مستويات الطاقة والتحفيز عادة لا تكون أقل يوم الاثنين بصورة عامة مقارنة بأي يوم آخر”. واستدرك قائلا “لكن انخفاض مستويات الطاقة يوم الاثنين أمر يحدث بالفعل، بقدر ما هناك اختلاف كبير بين نهاية الأسبوع وأول يوم عودة إلى العمل”؛ فبعد الاسترخاء يوم الأحد يتعين على المرء أن يستيقظ باكرا الاثنين استعداد لهذا اليوم الجديد. وهذا يمكن أن يدفع إلى النظر لأيام الاثنين على أنها أكثر إزعاجا من بقية أيام العمل الأخرى.

ينصح ببدء الأسبوع بمهام لا تتطلب الكثير من الجهد، والتي تتسم بالمرح، فعندما يكون لدى المرء أمر يتطلع إليه يصبح بدء الأسبوع أمرا أكثر سهولة

ولكن ما هي أفضل وسيلة لبدء أسبوع العمل الجديد؟ هناك نهج تبنته ماريسا جو مايز، من مؤسسي الشركات الناشئة على موقع تيك توك، يدعو إلى “القيام بالحد الأدنى من المهام أيام الاثنين”.

وتقول مايز إن القيام بأقل عدد من المهام قدر الإمكان يوم الاثنين وإعطاء الأولوية للأمور التي هناك حاجة ملحة إلى إتمامها يساعدانها على تجنب الضغط الذي يشعر به الكثيرون عند العودة إلى العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت إلى أنه في أفضل حالة يعد العمل ساعتين أمرا كافيا.

ولكن هل “القيام بالحد الأدنى من المهام أيام الاثنين” هو السبيل الأمثل ليوم اثنين هادئ؟ يقول فيجيلت “يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتيجة جيدة، إذا كنت تعلم أنك تعاني من مشكلة في التعامل مع أيام الاثنين”. ويشير فيجيلت إلى أنه مع ذلك يظل السؤال التالي فارضا نفسه: هل هذه الخطة ملائمة بالنسبة إليك؟ وربما يكون التخطيط لجميع أيام عملك بطريقة متوازنة أمرا أكثر فاعلية وأسهل.

ويوصى المدرب في مجال الأعمال تانجا هيرمان هورتزيج ببدء الأسبوع بمهام لا تتطلب الكثير من الجهد، والتي تتسم بالمرح. ووفقا لفيجيلت أظهرت الدراسات أنه عندما يكون لدى المرء أمر يتطلع إليه يصبح بدء الأسبوع أمرا أكثر سهولة. وقال “عندما يعلم المرء أن لديه مهام مثيرة للحماس، فذاك سيصحب معه الزخم والطاقة المستمدة من عطلة نهاية الأسبوع”.

وهناك فكرة أفضل وهي وضع خطة لمهام الأسبوع في بداية الأسبوع. وليبدأ المرء بوضع تقدير للمدة التي سيستغرقها إتمام كل مهمة، والتفكير في إدراج بعد فترات الراحة الإضافية في حال سمح الوقت، وذلك وفقا لما قاله فيجيلت. وبطبيعة الحال قد يطرأ شيء ما و يتسبب في إرباك الخطة التي تم إعدادها. ورغم ذلك يمكن على الأقل أن تساعد فكرة وضع خطة على مواجهة التوتر بشكل مسبق.

على المرء أن يخصص بعض الوقت مساء الجمعة لتسجيل المهام التي تم الانتهاء منها أو النجاحات

وينبغي على المرء أن يحاول وضع أولوية للمهام وفقا لمدى أهميتها، وأن يستعين بقائمة تتضمن المهام لتجنب نسيان المهام الأقل أهمية. ويقول هيرمان هورتزيج إن وضع علامة تؤشّر على الانتهاء من إنجاز مهمة ما في قائمة المهام سيمنح المرء شعورا -ولو ضئيلا- بالرضى عن النفس ويحفزه على الاستمرار.

ويتعين على المرء أن يخصص بعض الوقت مساء الجمعة لتسجيل المهام التي تم الانتهاء منها أو النجاحات. وإذا استطاع أن يرى أي المهام تم إتمامها قبل عطلة نهاية الأسبوع، وأنه ليس في حاجة إلى أن يفكر فيها الأسبوع المقبل، يمكن أن يجعل هذا بداية الأسبوع المقبل بداية سهلة وليست فيها منغصات.

ومن الأساليب الأخرى لجعل بداية أسبوع العمل أكثر إمتاعا التركيز على اللحظات الصغيرة المرحة، مثل الذهاب إلى أماكن التنزه أو التحدث مع الزملاء خلال فترة تناول الغذاء. فالشعور الشخصي له تأثير كبير على التحفيز أثناء العمل، وليس فقط يوم الاثنين. ويقول هيرمان هورتزيج “إذا ركزت على حقيقة أنني أجد أمرا ما سيئا، فسوف يزداد الأمر سوءا”، مضيفا “لكن إذا حاولت التركيز على الأمر الإيجابي، فستكون لديك فرصة لتحسين الأمور”.

غير أنه ينصح بتوخي الحذر ويقول إن الشعور بانخفاض مستوى الطاقة يوم الاثنين يمكن التغلب عليه على المدى القصير من خلال عدد قليل من الحيل. ورغم ذلك يشير فيجيلت إلى أنه إذا وجد المرء أنه يشعر دوما بالتخوف من أسبوع العمل المقبل فعليه في هذه الحالة محاولة معرفة الأسباب العميقة التي تقف خلف هذه المشكلة.

16