كيف حوّل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عملية حسابية إلى "معجزة رقمية"

توافق بدء الحربين العالميتين الأولى والثانية مع العملية الروسية.. نظرية المؤامرة تتصدر.
الجمعة 2022/03/04
زمرة من الأقوياء وراء الحرب

لندن - شارك الملايين على مواقع التواصل عملية حسابية أطلقوا عليها “معجزة رقمية”، تتضمن عدداً من الأرقام التي تكشف عن توافق “غريب” في الأرقام التي تشير إلى تواريخ بداية الحربين العالميتين الأولى والثانية مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بما يؤشر حسب اعتقادهم إلى أن العالم يعيش أحداث الحرب العالمية الثالثة.

وتشير الأرقام التي تم تداولها على نطاقٍ واسع إلى تاريخ بداية الحرب العالمية الأولى وهو “28-7-1914” وتاريخ بداية الحرب العالمية الثانية في “1-9-1939” إضافة إلى تاريخ بداية العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية يوم “24-2-2022”. وتقوم العملية الحسابية التي اعتمدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على جمع الأرقام بطريقة، أول رقمين من تاريخ السنة مع الرقمين الآخرين ثم جمع الناتج أيضا مع الرَّقَم الذي يعبر عن اليوم والشهر، حيث كان حاصل عملية الجمع 68 في الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث بدأت الحرب العالمية الأولى في 28/7/1914، فعند تقسيم السنة إلى جزأين وجمع الأرقام الآتيه: 28+7+19+14 يكون الناتج 68. عند تكرار نفس الطريقة مع الحرب العالمية الثانية التي بدأت في 1-9-1939، وجمعهم: 1+9+19+39 يعطي نفس الناتج 68.

وفي توافقٍ أظهر العملية أن جمع تاريخ بداية العملية العسكرية الروسية بنفس الطريقة 24-2-2022، وجمعهم: 24+2+20+22 يؤدي إلى نفس النتيجة وهي الرَّقَم 68، وهو الأمر الذي دفعهم إلى اعتبار تاريخ 24-2-2022 بداية للحرب العالمية الثالثة حسب وصفهم.

ويأتي ذلك فيما تتصاعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بينما وضع الرئيس فلاديمير بوتين قوات الردع النووية في حالة تأهبٍ قصوى، بينما أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الحرب العالمية الثالثة سوف تكون نووية ومُدمرة، حسب وصفه. ويتابع العالم عن كثب التطورات في أوكرانيا، بعدما بدأت روسيا عملية عسكرية موسعة هناك. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يتصدر #الحرب_العالمية_الثالثة الترند.

وبتعابير إعجاب وذهول، تفاعل مستخدمون مع الورقة والمنشور، بينما ذهب بعضهم الى تعزيز نظريات المؤامرة، باعتبار أن “هذا التطابق”، لا سيما في الرقم 68، “ليس مصادفة”، و”وراء هذه الأحداث العالمية كيان واحد يتحرى تطابق الارقام”، وأن “ثمة سرا مّا وراء الرقم 68”.

ويعطي جمع تاريخي الحربين العالميتين الأولى والثانية، بطريقة أخرى، الرقم ذاته: 32. إلا أن خطأ وقع في المنشور لدى جمع تاريخ الحرب الروسية – الأوكرانية، بحيث يجب أن يكون المجموع 14، وليس 32، الأمر الذي نسف نظرية تطابق الرقم 32.

ويقول معلقون “ليس من الواضح ما تعنيه هذه الأرقام، لكن الواضح أن التواريخ المذكورة ليست مصادفة”، خاصة أنه تبين صدق المنشور في تاريخي بداية الحرب العالمية الأولى والحرب الروسيّة.

كذلك، صدقا بالنسبة إلى بداية الحرب العالمية الثانية (1 سبتمبر 1939). لكن تجدر الإشارة إلى أنه في وقت حدّدت مراجع ومؤرخون تاريخها في 1 سبتمبر 1939، مع غزو ألمانيا النازية لبولندا، إلا أن مراجع أخرى، مثل Britannica، حدّدت تاريخها في 3 سبتمبر 1939، يوم إعلان بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا، ردا على غزوها لبولندا في 1 سبتمبر. ومن شأن ذلك أن ينسف نتيجة التطابق في الرقم 68 .

وقال مغرد:

يذكر أن أساتذة جامعيين روجوا للأرقام على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما قسم متابعيهم. وكتب رئيس قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة بيروت على حسابه على فيسبوك:

كما كتب أستاذ سعودي على تويتر:

mohanna63@

إخواني تعلموا هذه الأرقام جيدا!

هذه الورقة أرسلها إليّ أحد الإخوة فلفتت نظري دون أن أتحقق من الأرقام ومجموعها وقلت أعرضها عليكم وذكرت لكم أن تتأملوها فكتبتها فتعلموها سبق قلم مني! لعل أحد المتابعين عنده علم أو خبر عنها فيفيدني ويفيد المتابعين!

في المقابل لاقى المنشور تهكما وصاغ معلقون عمليات حسابية ساخرة.

وكتب مغرد في هذا السياق:

وكتب آخر:

•Almusawii89@

في كل سنه يوجد كثير من التواريخ لها نفس هذا الناتج!

في المقابل تصدر نظرية المؤامرة فاعتبر مغردون أن للأمر علاقة بعلم الجماتيريا أو علم الأعداد وهي معتقدات تشرح العلاقة الباطنية بين الأرقام وحروف الكلمات أو الأسماء وتأثيرها وعلاقتها بعلم السحر والتنجيم. وقالت مغردة:

يذكر أن خبراء قالوا إن التطابق في الرقم 68 علميا ورياضيا لا يعني شيئا، وربطوا الأمر بسيطرة نظرية المؤامرة.

وتكشف دراسات أن نظريات المؤامرة تساعد الناس على استيعاب الأحداث التي تقع في العالم من حولهم، وخاصة عندما يشعرون بفقدان السيطرة على حياتهم أو بالقلق أو بالعجز عن الفهم.

ولا يستسيغ الناس فكرة وقوع حرب، ولهذا يقول ستيفان ليونداوسكي أستاذ علم النفس بجامعة بريستول إن نظرية وجود “زمرة من الأقوياء” وراء هذه الحرب قد تطمئن البعض وتريحهم نفسيا. وهذا لأن الناس “متعطشون للإجابات”.

ومع أن بعض النظريات قد تبدو تافهة أو حتى مضحكة، فإن رواجها بين الناس قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

16