كيف تواجه الأمهات شغف الفتيات الصغيرات بمستلزمات التجميل

اهتمام الفتاة بشعرها ووضع مساحيق التجميل الخفيفة والتي يمنح معظمها اهتماما بالبشرة يجعلها فتاة جميلة ولديها ثقة بذاتها من دون التعدي على عمرها.
الجمعة 2022/10/07
الأمهات يرفضن أن تكون طريقة التجميل لافتة

عمان- تقبل الفتيات في سن المراهقة على استخدام مستحضرات التجميل بكثرة وتصفيف شعرهن بطرق معينة لكي يشعرن بأنهن أكبر سنا، ولم يعدن طفلات صغيرات كما يراهن أفراد أسرهن.

وتبدي الأمهات غالبا رفضا لهذا السلوك ولا يحبذن أن تظهر بناتهن بمظهر أكبر من أعمارهن الحقيقية، فيحاولن إقناعهن بأن مرحلة وضع مساحيق التجميل وتصفيف الشعر لا تزال مبكرة، وأنه يجب أن يعشن العمر بمراحله. وفي المقابل تبدي الفتيات عنادا ويرين أن من حقهن إظهار جمالهن بحجة أنهن لم يعدن صغيرات.

ويرى الدكتور محمد مصالحة اختصاصي علم النفس بأن الفتاة خلال فترة المراهقة تمر ببعض الصراعات الداخلية والمشاعر المتناقضة، وكأنها تحتاج إلى تكوين شخصية مستقلة عن الأهل وتحب أن ترى نفسها فتاة كبيرة جميلة والجميع ينظرون إليها نظرة إعجاب.

◙ المطلوب من الأم اليوم هو كيفية جعل ابنتها تهتم بنظافتها الشخصية وبتصفيف شعرها بطريقة مثلى ومناسبة لعمرها

ويقول مصالحة إن من هؤلاء الفتيات من تظن أن مستلزمات التجميل هي ما نجعلها جميلة فينبهر الجميع بها، وخصوصا أن في هذه المرحلة تضع الكثير من الفتيات هذه المساحيق على بشرتهن ما يجعل الفضول والغيرة والتقليد في هذه المرحلة سيد الموقف.

وينصح مصالحة الأهالي بمحاولة استيعاب هذه المرحلة، والعمل على شرح الأمر لبناتهن بأن الجمال الحقيقي هو الطبيعي، وعدم الاكتراث بتقليد الآخرين، وأهم ما يكون في هذه المرحلة هو الحفاظ على النظافة الشخصية والاهتمام باللباس الجميل واتباع الرياضة التي تمد الجسم بالرشاقة والصحة والجمال الطبيعي.

وتذهب التربوية رائدة أبوالهيجاء إلى ضرورة أن يستوعب الأهالي الأبناء في هذه المرحلة الصعبة من أعمارهم، مشيرة إلى أن هناك أمورا لا يستوعبها الأهالي لكن يجب مسايرتهم والنزول لرغباتهم بحد الممكن والمعقول، خصوصا إذا كانت الطلبات لا تضر الأبناء ولا تؤذي الأهالي.

ولفتت إلى أن وضع المكياج البسيط للفتيات في عمر المراهقة والسماح لهن بذلك لا يعني وضع الكثير منه أو ما هو ظاهر، فالاهتمام بالبشرة بوضع واقي الشمس على سبيل المثال أو مرطب البشرة والاهتمام بها ووضع مطري الشفاه هي أمور من ضمن مكياج أو مساحيق البشرة، لكنها لا تضر بها ولا تجعلها تتخطى عمرها وما هو متعارف عليه اجتماعيا.

وتبيّن أبوالهيجاء أن مرحلة المراهقة هي مرحلة صعبة، مشيرة إلى أن الكثير من المراهقات يرفضن الاهتمام بأنفسهن وأخريات يقمن بالاهتمام بشكل ملحوظ، والمطلوب اليوم من الأم هو كيفية جعل ابنتها تهتم بنظافتها الشخصية والاهتمام بتصفيف الشعر بطريقة مثلى ومناسبة لعمرها وتشجيعها من خلال شراء الإكسسوارات المناسبة والتي تظهرها بطريقة ناعمة وجميلة لكن من دون المبالغة.

وتضيف أن اهتمام الفتاة بشعرها ووضع مساحيق التجميل الخفيفة والتي يمنح معظمها اهتماما بالبشرة يجعلها فتاة جميلة ولديها ثقة بذاتها من دون التعدي على عمرها.

ويرى الدكتور محمد جريبيع اختصاصي علم الاجتماع أن عالم الموضة والانفتاح عليه عالميا من خلال الإنترنت والتلفزيون، جعل الكثير من الفتيات المراهقات يعجبن بفكرة التجميل واستخدام هذه المساحيق كما تفعل  الفتيات الممثلات في الأفلام الأميركية، وخصوصا تلك التي تتحدث عن الفتيات المراهقات وحفلات التخرج في المدارس ومدى تركيز الغرب على هذه الأفلام وترسيخ فكرة الجمال من خلال مساحيق التجميل وصبغ الشعر ولبس ما لا يليق بأعمارهن.

◙ الفتاة خلال فترة المراهقة تمر ببعض الصراعات الداخلية والمشاعر المتناقضة، وكأنها تحتاج إلى تكوين شخصية مستقلة عن الأهل

ويرى أن هذه المشاهد بطريقة أو بأخرى شجعت الفتيات المراهقات على التجمل ومشاهدة أنفسهن أجمل من خلال وضع المساحيق والاهتمام المبالغ بها في المظهر العام.

ويرى الاستشاريون النفسيون والتربويون أن مرحلة المراهقة مرحلة مفصلية، تمر خلالها  الفتاة ببعض الصراعات الداخلية والمشاعر المتناقضة، كأنها تحتاج إلى تكوين شخصية مستقلة وتحب أن ترى نفسها فتاة كبيرة وجميلة.

وأشاروا إلى تزايد عدد البرامج التلفزيونية التي تهتم بالعناية بالمظهر، إلى جانب الدعاية الإعلامية التي تعرف الفتيات على المزيد من مستحضرات التجميل أكثر من أي وقت مضى، حتى الصغيرات عند بلوغهن العاشرة يتابعن البرامج التي تقدم معلومات عن مستحضرات التجميل، فلا عجب أن يرغبن بتقليدها.

وتضع الفتيات مستحضرات التجميل لتعزيز ثقتهن بأنفسهن وزيادة تقديرهن لذواتهن، والمبالغة بوضع المكياج قد تكون دليلا على الإصابة باضطرابات في الشخصية، ومنها عدم الرضا عن ملامحهن، وعدم ثقتهن بأنفسهن، وبما يملكنه من قدرات أو بسبب شعورهن بالكآبة والضيق.

17