كيف تحول الخراب إلى علامة على ظهور المهدي في العراق

يظهر جفاف بحيرة ساوة في العراق بفعل الجفاف والإهمال والفساد تدميرا للوجود العراقي ككل وفق مغردين، في حين يتبنى آخرون من مغيبي العقل خرافة دينية مفادها أن جفاف البحيرة علامة من علامات ظهور المهدي المنتظر، وهو ما أثار جدلا واسعا.
بغداد - أثارت صور ومقاطع فيديو، بثتها وسائل إعلام عراقية ومستخدمو مواقع التواصل وتظهر اختفاء بحيرة ساوة الطبيعية والشهيرة بمحافظة المثنى (جنوبي البلاد)، صدمة لدى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحيرة ساوة ظاهرة طبيعية ومائية نادرة اقترن اسمها بتاريخها الممتد إلى آلاف السنين، وتسمى لؤلؤة البادية الجنوبية في العراق. وقال مدير بيئة محافظة المثنى يوسف سوادي في تصريح إعلامي “هناك 3 عوامل رئيسية وراء الجفاف الذي أصابها، منها التغير المناخي الذي أصاب العالم، والعراق من أكثر البلدان تأثرا به، وتغير الصفائح الزلزالية التي غيّرت المجرى الطبيعي لها تحت الأرض، فضلا عن قيام العشرات من المزارعين وأصحاب المصانع والمعامل بإنشاء الآبار الارتوازية التي أسرفت في استخدام المياه الجوفية؛ مما أسهم في انخفاض الكميات الواصلة إليها بشكل كبير جدا”.
وطالب سوادي الحكومة العراقية بـ”تشكيل لجان لمتابعة الموضوع”، في حين دعا المنظمات الدولية إلى المشاركة في حل ما وصفه بـ”الكارثة البيئية” التي حلت بالبحيرة التي كانت تعد من الظواهر الطبيعية الشهيرة والفريدة في العراق.
وعبّر عراقيون على منصات التواصل الاجتماعي عن صدمتهم وحزنهم على ما شاهدوه من صور لبحيرة ساوة، في حين حذر مراقبون ومتخصصون من خطورة الجفاف الذي يعصف بالعراق.
ونشر مغردون صورا مؤلمة تظهر جفاف البحيرة.
وعلق ناشط:
واعتبر معلق “هذا أحد إنجازات حكومات الاحتلال المتساقطة منذ 2003 إلى غاية الآن”.
وقال آخر إن “المضحك المبكي أن البعض من السياسيين يُغردون متحسرين على جفاف البحيرة كأي ناشط مدني ولا كأنهم جزء من المشكلة إذا ما كانوا المشكلة نفسها”.
وقال الصحافي رعد هاشم الزوبعي:
المغردون في حزن على جفاف بحيرة ساوة! سنحزن كثيرا على #العراق الذي سيجفّ بأكمله!
واعتبر الكاتب الصحافي بهاء خليل:
وأقرّ مغرد بأن ما يحدث في العراق يكشف عن منهجية تدمير وجودي للعراق. وشرح:
WAiqO9u@
جفاف بحيرة عمرها 10 آلاف عام (ساوة) يكشف عن منهجية التدمير الذي طال الوجود العراقي. جفاف البحيرة بداية ناقوس الخطر لدثر حضارة الرافدين. بعد 10 أعوام من الآن كيف سيكون شكل العراق بزيادة سكانه عن 50 مليون فرد و12 مليون أمّي؟
وقال الكاتب رسلي المالكي:
بحيرة ساوة العجيبة تحولت إلى صحراء. قريباً نفس المصير للحبانية والرزازة والثرثار. حفر الآبار بطريقة غير مشروعة يؤدي إلى هذه النتيجة. الله يا الحاكم الجعفري المعفن، مراح يبقى شي على حاله وهو يحكم (سوف لن يبقى أي شيء على حاله ما دام هو الحاكم).
وقالت الصحافية العراقية زينب ربيع:
وأكد الصحافي مخلد نزار:
بحيرة ساوة اندثرت بسبب سوء التخطيط وسوء إدارة السياسة المائية وعدم اهتمام الحكومة بكل التحذيرات المحلية والخارجية… ثم يأتيني أحدهم ليلومني قائلا إني بصدد الإضرار بالسياحة في البلد! هذا معلم سياحي اختفى، وأبشركم اليوم بأني قرأت تقريرا يفيد بأن مدينة بابل الأثرية سيأكلها الملح.
وقال معلق بنبرة مزجت بين الحزن والسخرية السوداء:
وكان لافتا دخول البعض على الخط من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام ولائية (تتبع ولاية الفقيه في إيران) للقول إن جفاف البحرية إحدى علامات الساعة أو ظهور المهدي المنتظر، وهو ما استفز فئة من المغردين العراقيين الذين اعتبروا ذلك “خرافات وجهلا” هدفهما نسْب الخراب في البلاد إلى مهاترات دينية غير واقعية.
وقال مغرد متبنيا هذا الاعتقاد:
HTrnmt@
تفسير جفاف بحيرة ساوة في العراق حسب الأخبار المذكورة في بعض الكتب هو أن ذلك ينذر بحدث كبير وبعضهم يقولون إنه علامة من علامات ظهور شخصية مهمة. الصورة الأخيرة قبل عام تُظهر أنها كانت ملأى بالماء والله أعلم.
وتساءل الإعلامي عمر الجنابي:
وهذا الخطاب مألوف، حيث يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب، لأن الشعب المغيّب وعيه سهل القيادة. ويعكس الأمر بوضوح استخدام إيران الدراسات النفسية وربطها بالإعلام وحروبها السيبرانية في العراق، خاصة أن العراقيين يكنون حبا واحتراما كبيرا لأهل البيت الذين نصبت إيران نفسها وكيلا عليهم منذ مدة.
وقال الكاتب رسلي المالكي:
أسخف شيء هو تصوير كارثة مثل جفاف بحيرة ساوة على أنها حدث ديني إيجابي وإشارة إلى ظهور الإمام! (…)، تظهرون الخراب على أنه شيء جميل! ملّة الخراب اللامنتهي. #رسلي_المالكي
وانتقد الكاتب خليفة الدليمي:
وقال الدليمي “كلما تمر على حديث لرسول الله (ص) عن علي (رض)، أو قول أو بيت شعر قاله علي (رض)، أو رواية وقعت لعلي (رض)، تحرّ وتثبت منها وستجد أنها بنسبة 90 في المئة كذب وموضوعة ومنسوبة إليه”. وتابع “لو كان في العمر بقية وأعانني المولى عز وجل بحوله وقوته سأتفرغ لتأليف كتاب أبين فيه الأحاديث الفارسية التي دست في الكتب الإسلامية وتفنيدها سنداً ومتناً وبيان بطلانها والغرض من وضعها”.
وانتقد مغردون الكيل بمكيالين، ففيما يروج الإعلام الولائي في العراق الخرافات لتغييب وعي الشعب تقوم إيران بإنشاء بحيرات اصطناعية.
وغرد الباحث السياسي مصطفى السراي: