كيف تحولت أنشودة إيرانية إلى ظاهرة في لبنان

#سلام_يا_مهدي.. حزب الله يشد عصب الجمهور الشيعي في المنطقة العربية
الثلاثاء 2022/07/12
الأطفال الخزان المستقبلي لحزب الله

أنشودة “سلام يا مهدي”، والتي هي النسخة العربية من أنشودة “سلام فرمانده” الإيرانية تنتشر بشكل فايروسي في لبنان وعدة دول أخرى، في وقت تصدر هاشتاغ #سلام_يا_مهدي الترند على موقع تويتر.

بيروت - أثار استيراد حزب الله اللبناني لنشيد إيراني عمل على ترجمته مع المحافظة على لحنه الفارسي، وجعل منه “فاعلية” تحت مسمى “إمام زماني – سلام يا مهدي”، مستنفرا كل آلته الإعلامية للترويج له، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقام الحزب بتلقين الأنشودة للأطفال في مختلف المدارس التابعة له في بعلبك والجنوب والضاحية، لترسيخها بأذهانهم، ونشرها على أوسع نطاق.

ونظمت جمعية “كشافة الإمام المهدي” التابعة لحزب الله سلسلة من التجمعات في مختلف المناطق اللبنانية تمهيدا لإعداد النسخة المصورة من نشيد “إمام زماني”.

وانتشرت مقاطع فيديو لأطفال في مختلف المدارس التابعة لحزب الله أثناء ترديدهم نشيد “سلام يا مهدي” وهم يبكون بشدة ويحملون صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس المقتول قاسم سليماني.

وقال مغرد:

وتقول الأنشودة “وعد منا أن نبقى أوفياء لدماء الشهداء ولشمس خامنئي”، و”بعمادٍ لبيك سيدي يا مهدي لبيكْ”، “نحن جندُ السيدِ القائد.. يا عينَ الحياةْ، عهدًا نبقى… مقاومينْ”.

ويشارك في تعبئة البيئة الشيعية الجيوش الإلكترونية لحزب الله ورجال “ولايته”، إذ انتشرت على مواقع التواصل التابعة تغريدات استعراضية لناشطي الحزب، وانتشر مقطع فيديو لأحد التابعين لحزب الله يتحدث بلكنته القروية عن هذا النشيد، حيث يقول “نشالله مفكرين هيدي غنية، هيدي ضربة صاروخية وهجوم مضاد عم يعطل كل أجهزة الفايروس تيعولم لمعلوماتكم”، ويسأل رجل الدين “بتعرفوا مين وراها لغنية سلام فرمانده؟ وراها السيد القائد اجتمع من فترة مع الفنانين، وقلن روحوا عملوا عمل يحرك فطرة الأجيال فتحمسوا الختايرة أكتر من الصغار..”.

وكتب المستشار قاسم حدرج:

واحتفى الإعلام الإيراني الناطق بالعربية بتحول الأنشودة إلى ظاهرة. وتساءلت وكالة مهر الإيرانية “ما السر المكنون في هذه الأنشودة سلام فرمانده التي أحدثت ثورة ثقافية عالمية، وباتت تؤرق عيون الذين في قلوبهم مرضٌ من مشارق الأرض إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وهل هناك تسديد إلهي يقف خلف هذا الانتشار العالمي غير المسبوق؟”.

وقالت الوكالة إن “حكاية الأنشودة بدأت من لقاء خاص جمع خامنئي (...) مع الشعراء والمنشدين الإيرانيين، وطلب منهم بما يملكه من إحساس مرهف، وروحية عالية أن يكتبوا وينشدوا أنشودة للأطفال تربطهم ارتباطاً روحياً وعقائدياً ومعنوياً ونفسياً مع صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (...). أيام قليلة بعد هذا اللقاء الروحي الشريف ظهرت الأنشودة ‘سلام فرمانده’ أي ‘سلام أيها القائد الإمام المهدي’، حيث تجمع عشرات الآلاف من الأطفال في مسجد جمكران بمدينة قم المقدسة يرددون كلمات الأنشودة مع المنشد الإيراني أبوذر روحي مع دموع الشوق للقاء الإمام من عيون أطفال يملأ الإيمان والطهر والبراءة قلوبهم”.

وأبرزت الوكالة الإيرانية ما قالته مغردة إسرائيلية “هذا معنى أن تقف على رجل ونصف، الغرب يهتمون بتمكين الشواذ، بينما أطفال الشيعة ينشدون بكل حماس #سلام_يا_مهدي، واهتمام كل طرف سيحدد من سينتصر في الحرب القادمة”.

ونشرت وكالة تسنيم الإيرانية نفس المقال.

ونشرت قناة الميادين اللبنانية الممولة من إيران مقالا تساءل فيه صاحبه كيف أمكن لهذا النشيد أن ينجز خلال شهرين ما عجزت عن إنجازه مشاريع عالمية ضخمة، من الأعمال والغناء والمسرحيات والفكر وسفك الدماء؟ وفي مقال آخر احتفى موقع تلفزيون الميادين بترديد أطفال في البحرين للأنشودة.

وقالت صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله إن لبنان له مؤسسة كشفية تحمل اسم الإمام المهدي. هذه المؤسسة العاملة على صناعة الأجيال وثقافتها وجدت في عمل إيراني المنشأ يُحاكي تعلّق الأجيال بإمامهم حمل اسم “سلام فرمانده” عملاً لافتاً تجاوز الحدود فقرّرت أن تتلقّفه.

واعتبرت إعلامية قناة الميادين:

وقال حساب:

@hizbsoldier

حاز إحياء حزب الله لمناسبة إرشاديّة دينيّة اهتمام عدد من السفارات الغربية، وقال أحد الدبلوماسيين إنها أظهرت المئة ألف الثانية التي يقوم الحزب بإعدادها داعياً إلى محاولة فهم مجتمع حزب الله بغير طريقة الذين يتصدّون للحزب بالتنمّر والتنديد قائلاً هو يعمل بجدّية وهم يتكلمون كالمهرّجين.

وقال وزير الثقافة اللبناني:

وقالت مواقع إلكترونية إن المشكلة ليست بما يمثله النشيد من معتقد ديني يتعلق بظهور المهدي لدى الشيعة، إنما بدس إيران وحزب الله رسائل وبروباغندا سياسية تتعلق بهذا المحور من “الوعد الصادق” وربط المهدي بخامنئي، عدا عن غسيل أدمغة الأطفال ليصبحوا عندما يكبرون عقائديين ينضمون إلى صفوف الحزب.

وفي الوقت الذي كثرت فيه تغريدات جمهور حزب الله الاستفزازية تساءل أحد سكان الضاحية الجنوبية على تويتر “ما مصلحة الطائفة الشيعية من كل هذا الضجيج والبروباغندا الإعلامية وقطع الطرقات للاحتفال، ونحن نبحث عن رغيف الخبز؟

أما علي مظلوم ابن القيادي الراحل في حزب الله ولاء مظلوم فقد سأل قادة الحزب عما سيقولون للمهدي المنتظر عن تجاوزات الحزب وتحالفاته وفساده، وتوجه اليهم بالقول “المهدي أيها المغفلون ينتظر منكم العدل والإخلاص والتهيئة لدولة الحق، وليس الأناشيد التي تلهون بها الناس”.

بينما قال الإعلامي اللبناني الشيعي المعارض نديم قطيش إن “جزءا من أطفال اليوم هم ميليشيات الغد الذين تربوا على نشيد سلام يا مهدي”.

وقد تُرجِمَت الأغنية الإيرانية إلى عدة لغات في عدة دول حول العالم كأفغانستان وباكستان والعراق واليمن وبريطانيا والبحرين وتنزانيا والهند وحتى السعودية.

ونشر حساب نُسخ الأنشودة وكتب:

16