كيف أصبح غوغل "سلفي الهوى وإخواني المزاج"

بعد خفوت نجم شيوخها على الفضائيات غيّرت الجماعات الإسلامية تكتيكاتها للسيطرة على الفضاء الإلكتروني.
الجمعة 2022/09/02
معركة سيطرة

القاهرة - تعرض أسامة الأزهري، مستشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للشؤون الدينية، إلى هجوم واسع من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بعضها محسوب على الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان والمعارضين المصريين في الخارج، بعد أن وصف محرك البحث غوغل بأنه “سلفي الهوى وإخواني المزاج”.

وخلال مشاركته في برنامج “مساء دي.أم.سي”، المذاع على قناة “دي.أم.سي” ويقدمه الإعلامي رامي رضوان، قال الأزهري في حديثه عن كيفية التأكد من صحة الفتاوى المنتشرة على محرك البحث إن “من يترك نفسه لأخذ أحكام الشريعة من غوغل سيجد أنه يلقيه مباشرة في الفكر السلفي والإخواني”.

آمنة نصير: سيطرة الفكر المتشدد على الإنترنت نموذج للاستقطاب الهادئ والصامت للشباب دون أي جهد يذكر

وأضاف أن “المواقع السلفية والإخوانية منذ زمن طويل تعمل على أسلوب معين للترويج للصفحات والمواقع الخاصة بهم، يجعل تلك المواقع صديقة لمحرك البحث بحيث تتبادر في الظهور في النتيجة رقم واحد للبحث”.

وتابع الأزهري “عند البحث عن أي مسألة، نكتب عنوان البحث ونعطي أمر البحث لغوغل، فتظهر في أول صفحة 10 نتائج، وفي ثاني صفحة 10 نتائج، وفي ثالث صفحة 10 نتائج، وكل الصفحات الأولى غالباً ما تكون سلفية”.

وأشار إلى أن “الأحكام الموجودة بهذه الصفحات غالباً ما تكون أحكاماً صارخة وصادمة وتمثل أزمة كبيرة جداً”.

وحاول ساخرون، محسوبون على الإخوان أو مقربون منهم، التقليل مما قاله الأزهري. وفي هذا السياق قال الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل “أسامة الأزهري زعلان من أنه عند البحث عن فتوى في أي مسألة شرعية على غوغل تخرج نتائج البحث من مواقع سلفية وإخوانية، لأنهم ناجحون في الترويج”. وأضاف قائلاً “بعيداً عن هذا الهبد من الذي أفقد العامة الثقة كثيراً في مؤسسة الأزهر؟ أليسوا علماء السوء الذين باعوا أنفسهم للسلطة من أجل مكاسب رخيصة؟”.

في المقابل يقول خبراء إن المواقع التابعة لجهات متشددة تسيطر على الفضاء الإلكترونى بشكل كبير، فما إن تبحث فى أمور العقيدة أو الشريعة أو الأخلاق على محركات البحث حتى تجد المواقع السلفية والإخوانية والتكفيرية في صدارة نتائج البحث.

وسبق للأزهري أن قال إن المواقع السلفية تتعامل بشكل تقني وليس بشكل علمي، في تفعيل التمويل والترويج، ما يجعل المواقع السلفية والإخوانية في بداية محركات البحث للظهور أمام الباحث.

عبدالغني هندي: من العار ألا نجد موقعاً للمؤسسات الدينية في ترتيب متقدم على الإنترنت

وبعد خفوت نجم شيوخها على الفضائيات غيّرت الجماعات الإسلامية، سواء السلفية أو الإخوانية وصولاً إلى الجهادية، تكتيكاتها للسيطرة على الفضاء الإلكتروني ولجأت إلى إطلاق العشرات من المواقع والبوابات والصفحات التي تبث من خلالها أفكارها وفتاواها وآراءها بما فيها من انحياز وتشدد وتعصب، وتصدّرها إلى الناس على أنها رأي الدين.

وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة الفلسفة في جامعة الأزهر، إن “سيطرة الفكر المتشدد على الإنترنت نموذج للاستقطاب الهادئ والصامت للشباب دون أي جهد يذكر، فالإنسان يمكن أن يكون سلفياً أو إخوانياً بسهولة، حينما يأخذ فتواه من مواقع سلفية متشددة، في ظل انتشار فتاوى المتطرفين على الفضاء الإلكتروني، وهو المجال الجديد الذي لجأت إليه السلفية والإخوان والجماعات المتطرفة، بعد أن خفت نجمهم في الفضائيات، في أعقاب انحسار مدهم الذي تزايد خلال فترة وصولهم إلى السلطة في مصر وغيرها بعد 25 يناير”.

وقال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه “من العار ألا نجد موقعاً للمؤسسات الدينية في ترتيب متقدم على الإنترنت، فكل تقارير ترتيب المواقع، بحسب موقع ‘إليكسا’ لترتيب المواقع، حسب الزيارات، يوضح أنها بعيدة تماماً عن المنافسة”، مضيفاً أن ضعف أداء المؤسسات الدينية وانعدام التصدي الديني أو القانوني شجعا البعض على إطلاق مشروع “الباحث السلفي”، وهو محرك بحث سلفي مثير للجدل يظهر نتائج البحث من المواقع السلفية فقط.

16