كيس دقيق.. حلم عائلات في غزة

الحصول على رغيف الخبز بات حلما صعب التحقق في قطاع غزة، بعد استهداف عشرات المخابز، ونفاد الوقود لتشغيل الباقي منها.
الثلاثاء 2023/12/19
شبح المجاعة يخيم على القطاع

غزة – في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يصطف المئات من النازحين في طوابير طويلة للحصول على الدقيق، أمام مركز التموين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في ظل شح كبير في المواد الغذائية الأساسية.

ويعاني سكان غزة من وضع إنساني وصحي كارثي؛ إذ نزح نحو 1.4 مليون نسمة -من أصل 2.3 مليون- من منازلهم، ومنعت عنهم إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء، في ظل قصف مكثف.

وتحاول عائلة الحاج يحيى يعقوب، المكونة من 7 أفراد، الحصول على الدقيق منذ أيام، لكنها لم تتمكن من ذلك.

1.4

مليون نسمة نزحوا من منازلهم، ومنعت عنهم إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء، في ظل قصف مكثف

ويقول الشاب مالك يعقوب (أحد أفراد العائلة) “نتوجه يوميا إلى مركز التسليم (المخازن) على شارع صلاح الدين في دير البلح، بعد الحصول على ورقة من مركز التموين في مخيم النصيرات لتسليمنا 3 أكياس من الدقيق، حيث يزن الكيس 25 كيلوغراما”.

ويضيف “هناك ازدحام شديد وصعوبة في الوصول إلى الشخص المكلف بالمناداة على المواطنين للاستلام، وإن لم أتمكن من الحصول على الدقيق اليوم فسأضطر إلى البحث عنه في الأسواق وشرائه بأسعار خيالية”.

ويوضح أن “سعر الكيلوغرام الواحد يتجاوز 20 شيقلًا (5.2 دولار تقريبا)، بعد أن كان 3 شواقل (أقل من دولار واحد) قبل الحرب”.

وأثار فقدان الدقيق من الأسواق في قطاع غزة أزمة إنسانية حقيقية، وأصبح الحصول على رغيف الخبز حلما صعب التحقق في الكثير من المناطق، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي عشرات المخابز، ونفاد الوقود والغاز اللازميْن لتشغيل الباقي منها.

وتوزع الأونروا الدقيق على الأسر في قطاع غزة، لاجئين ومواطنين، حسب عدد أفراد الأسرة بشكل تنازلي، لكن الكثيرين أبدوا امتعاضهم من تأخر عملية التوزيع والازدحام الشديد.

وفي خان يونس ودير البلح جنوب ووسط قطاع غزة توافقت الأونروا والجهات الرسمية على توزيع الدقيق، من خلال تقسيم المناطق إلى مربعات ومناطق يشرف على كل مربع أو منطقة مختار أو وجيه، يسلم كشفا بأسماء المواطنين في منطقته، ويستلم الدقيق عن هذه الفئة ثم يسلمه إلى المواطنين.

ويقول الشاب سائد دحلان (37 عاما) “منذ بداية الحرب نعاني من نقص في المواد الغذائية وخاصة الأساسية، بسبب إغلاق المعابر وعدم دخول البضائع”.

pp

وأشار دحلان، الذي يقطن محافظة خان يونس، إلى شح الدقيق في الأسواق، مضيفا أن “الاحتياج كبير جدًا، فالمخابز لا تستطيع العمل حاليا وأغلقت أبوابها أمام السكان”.

وذكر أن “الحصول على كيس دقيق ليس بالأمر السهل، وفي حال توفر الدقيق فإن أسعاره خيالية، فقد وصل سعر الكيس من وزن 25 كيلوغراما إلى 500 شيقل (131.5 دولار تقريبا)، بعد أن كان 60 شيقلا (15.7 دولار تقريبا) قبل الحرب.

وأكد أن “المعاناة تزداد يوما بعد يوم، وحتى لو توفر الدقيق يصعب توفير الغاز لخَبزه، فالأوضاع معقدة جدًا”.

وكانت بلدية غزة قد حذرت من وجود نقص حاد في السلع الأساسية والمواد التموينية في غزة وشمالها، بسبب عدم دخول المساعدات الإغاثية بشكل كاف، وتدمير الجيش الإسرائيلي معظم أسواق المدينة.

 

اقرأ أيضا:

     • تمويل متين يسمح لحماس بمواصلة الحرب لوقت طويل

     • ماذا سيحدث لو انتهت الحرب في غزة؟

     • نحن والقضية الفلسطينية والعارضة الخامسة

1