كويا بلدة سورية حدودية تقاوم التوغلات الإسرائيلية

درعا (سوريا) - تسود حالة من الهدوء الحذر بلدة كويا في ريف درعا الغربي، عقب مواجهات مسلحة اندلعت بين شباب البلدة وقوات إسرائيلية حاولت التوغل يوم الثلاثاء.
وشيّع أهالي بلدة كويا، الثلاثاء، ستة قتلى سقطوا جراء المواجهات، وسط مخاوف تسكن الأهالي من أي تحرك إسرائيلي جديد يزيد الوضع تعقيدا في المنطقة.
وفي الأشهر الأخيرة التي تلت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، تسجّل عمليات توغل إسرائيلية في الأراضي السورية الحدودية المحاذية للجولان المحتلّ، بشكل شبه يومي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يشير إلى أن القوات الإسرائيلية تنفّذ عمليات توغّل وانسحاب دورية.
ونفّذت إسرائيل مذّاك أيضا مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.
وعن الحادثة الأخيرة، أفاد محافظ درعا أنور طه الزعبي بأن “مجموعة من الأهالي” اشتبكت مع قوة عسكرية إسرائيلية “حاولت التوغل” في البلدة، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي ردّ “بالقصف المدفعي، والقصف بالطيران المسير.”
بلدة كويا تبعد عن الخط العازل نحو أربعة كيلومترات، وهو ما يجعلها مركز اهتمام الجانب الإسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن قواته “رصدت عددا من الإرهابيين الذين أطلقوا النار في اتجاهه في جنوب سوريا،” مضيفا “قامت القوات بالردّ على إطلاق النار، وقام سلاح الجو بضرب الإرهابيين،” مشيرا إلى وقوع إصابات.
وقال أحد سكان البلدة في تصريح لموقع “يورونيوز” إن “الحياة اليومية في كويا أصبحت شبه متوقفة. لا نستطيع الذهاب إلى أعمالنا أو حتى إرسال أطفالنا إلى المدارس. والخوف يسيطر علينا جميعا.”
وطالب أحد النازحين من البلدة “بتدخل دولي رادع وفوري لحمايتنا من هذه الهجمات المتكررة. لا يمكننا التعايش مع هذا الخوف اليومي على حياتنا وأرواح أطفالنا. نريد من العالم أن يرى معاناتنا وأن يتحرك لوقف هذه الانتهاكات التي تزداد يوماً بعد يوم.”
وأضاف آخر “نعيش في حالة رعب، كل ما نملكه أصبح مهددا بالدمار، وكل ما نريده هو السلام والأمان لتعود الحياة إلى طبيعتها.”
وتقع بلدة كويا ضمن منطقة حوض اليرموك، وهي منطقة معروفة بخصوبتها وذات أهمية كونها تقع في المثلث بين سوريا والأردن وإسرائيل وتبعد عن مركز المدينة نحو 40 كيلومترًا.
ويقدر عدد سكان كويا بنحو تسعة آلاف، ويعمل معظمهم بالزراعة، وتربية المواشي والنحل، وهم من المكون العربي المسلم السني.
عدد سكان كويا يقدر بنحو تسعة آلاف، ويعمل معظمهم بالزراعة، وتربية المواشي والنحل، وهم من المكون العربي المسلم السني
وتبلغ مساحة قرية كويا مع الأراضي الزراعية التابعة لها بنحو 13 ألف دونم (نحو 13 كيلومترا مربعا)، وتقسم إلى قسمين، المرتفع منها يسمى بكويا المنشية والمنخفض منها كويا البلد، والتي حصلت فيها التوترات الثلاثاء.
وتبعد البلدة عن الخط العازل بين الأراضي السورية وإسرائيل نحو أربعة كيلومترات، وتفصل بينهما قرية معرية، كما تبعد أقل من كيلومترين اثنين عن نهر اليرموك الذي يعد خطا جغرافيا فاصلًا بين سوريا والأردن، وهو ما يجعلها مركز اهتمام الجانب الإسرائيلي.
وتتحاشى الإدارة السورية الجديدة الدخول في أيّ صدام مع إسرائيل، حيث تخشى أن يرتد عليها سلبا، لاسيما وأن المسؤولين الإسرائيليين ما فتئوا يهاجمونها ويذكرونها بماضيها القريب في علاقة بارتباطها بتنظيم القاعدة.
وتكتفي الإدارة السورية ببيانات تنديد على التوغلات والهجمات الإسرائيلية، في غياب امتلاكها لأي أدوات تأثير يمكن أن تردع إسرائيل.
واستنكرت الخارجية السورية في بيان “العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيدا خطيرا في قرية كويا بريف درعا الغربي.”
وأثارت المواجهات الأخيرة في كويا ردود فعل منددة من عدد من الدول العربية بينها المملكة العربية السعودية، التي أدانت خارجيتها في بيان بشدة “قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية غير المبرر للبلدة.”
وقالت الخارجية السعودية في بيانها “تجدد المملكة رفضها القاطع لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة تقويض أمن واستقرار سوريا والمنطقة من خلال انتهاكاتها السافرة والمتكررة للقوانين الدولية ذات الصلة.”
وأكدت على ضرورة اضطلاع الدول الأعضاء في مجلس الأمن (على ملابسات القصف)، والوقوف بشكلٍ جاد وحازم أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا والمنطقة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية عليها.