كوميديون شباب ينشرون "ستاند آب كوميدي" في السنغال

مبدعون يشقون طريقهم على خطى جمال دبوز أو جاد المالح.
الأربعاء 2024/01/03
نوع مسرحي له جمهوره

بات الـ"ستاند آب كوميدي" من أبرز أنواع الكوميديا، ويقوم على تأدية الفنان حكاية كوميدية بشكل مباشر وهو واقف أمام الجمهور الذي يكون في تفاعل حي. وحقق هذا النمط الفني نجاحا واسعا وانتشر في الكثير من البلدان الأفريقية بعد انتشاره في أوروبا وخاصة فرنسا، فاستقطب مواهب كثيرة، بينما طريقه ليس سالكا دائما.

دكار - عندما يتردد صدى ضحكة رضيع في قاعة مسرح في دكار، يعلّق جوردان بالقول إن الطفل أحبّ عرضه الكوميدي الارتجالي، وهو واحد من الأعمال الكوميدية المتزايدة في السنغال حيث ذاع صيت العديد من الكوميديين الشباب حتى خارج حدود هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

وبدأ السنغاليون يعتادون على هذه العروض المعروفة بتسمية “ستاند آب كوميدي”، وباتت الأمسيات المكرسة لمثل هذا النوع من المسرح تتكاثر، وهو أمر جديد في البلاد، ومن أبرز الأعمال المعروضة “داكار فيه سا كوميدي” (Dakar fait sa comedy) و”فِست رير” (Fest’rire) و”أفريك دو رير” (Afrique du rire).

مواضيع محرمة

السنغاليون بدأوا يعتادون على هذه العروض المعروفة بتسمية “ستاند آب كوميدي”، وباتت الأمسيات المكرسة لها تتكاثر
السنغاليون بدأوا يعتادون على هذه العروض المعروفة بتسمية “ستاند آب كوميدي”، وباتت الأمسيات المكرسة لها تتكاثر

على يوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام وتيك توك، صار لدى بعض الكوميديين الملايين من المتابعين. هم يقتدون بالنجوم الفرنسيين مثل جمال دبوز أو جاد المالح ويحلمون بأن يحققوا نجاحا مماثلا على الساحة الأفريقية.

المسرح عبارة عن مساحة حرية يمكنهم فيها التطرق إلى مواضيع اجتماعية يحبها السنغاليون مثل مسائل الأخلاق والزواج والتقاليد، رغم أن بعض المواضيع تبقى من المحرمات.

و”لا يمكنك الضحك من كل شيء في السنغال. يجب ألا تمس بالدين، السياسة هي أيضا موضوع حساس” كما يقول باباكار كامارا، المعروف باسم “أبا نو ستريس”، وهو من الشخصيات البارزة في مجال الـ”ستاند أب كوميدي” بالسنغال.

عام 2015 أطلق “عرض أبا”، وهو عرض داخلي ينظم كل ثلاثة أشهر وقد أصبح حدثا لا يمكن تفويته بالنسبة إلى العديد من سكان دكار. ويقول إن الهدف هو الكشف عن المواهب الشابة، وكذلك الترويج للفكاهة السنغالية في كل أنحاء العالم.

لتحقيق ذلك يقول أبا إنهم يدركون أنه بالإضافة إلى لغة الولوف، وهي اللغة المحلية التي يؤدي بها معظمهم، يجب عليهم أيضا تعلم التحدث باللغة الفرنسية من أجل الانفتاح على المستوى الدولي. وفي الانتظار، تألق البعض على الساحة الدولية.

المسرح مساحة حرية يتطرق فيها المؤدون إلى مواضيع يحبها السنغاليون رغم أن بعضها يبقى من المحرمات

قام مصطفى نيانغ المعروف أيضا باسم توش، وهو أحد اكتشافات برنامج “أبا شو”، بتغيير حياته منذ أن بدأ مزاولة المهنة عام 2020. فبعد أن كان يعمل في مجال التنجيد سابقا، بات الآن نجما على شاشات التلفزيون وفي المسلسلات التلفزيونية السنغالية.

وقد سجل عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاعا كبيرا، حيث وصل إلى ما يقارب مليون متابع على إنستغرام.

الأمر نفسه ينطبق على مامي بالا مباو، 33 عاما، الذي يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص وقد تم اكتشافه من خلال مقاطع فيديو قصيرة بثت على الإنترنت. وقال إن الطريق نحو النجاح لم يكن سهلا.

وروى طالب الحقوق السابق، هذا الذي كان يريد أن يصبح مديرا إداريا، أن “الكثيرين اعتبروني مهرجا، أو شخصا بلا طموح في البداية. حتى عائلتي كانت تنتقدني”.

اليوم هو أحد الكوميديين الأشهر في البلاد. في العاصمة يظهر وجهه على اللوحات الإعلانية. وعلى الإنترنت تثير مقاطع الفيديو التي يرعاها مشغل الهاتف المحمول Orange ضجة كبيرة. والعلامات التجارية تتنافس للتعاون معه.

غير مضمون

مسرح بات يحقق نجاحا كبيرا
مسرح بات يحقق نجاحا كبيرا

يتقاضى مامي بالا مباو القسم الأساسي من عائداته من الإعلانات. ويؤكد أنه حتى أشهر الفنانين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم؛ فوراء بعض القصص الجميلة هناك مجموعة من خيبات الأمل. والقطاع غير منظم، ومدارس التدريب شبه معدومة ويكون الوضع غير مضمون بالنسبة إلى من يرغب في خوض المغامرة.

في إحدى أمسيات نوفمبر الماضي بالمعهد الفرنسي في دكار استعد فنانون من جزء كبير من أفريقيا الناطقة بالفرنسية للمشاركة في عرض نادي ديكوكو للكوميديا، “معبد الفكاهة” في أبيدجان، بكوت ديفوار.

في الكواليس، يمشي البعض ذهابا وإيابا، والبعض الآخر يظل جالسا، وأنظاره مجمدة. التوتر يرتفع، ودقات القلب تتسارع.

تحت الأضواء انطلق جوردان أخيرا في عرضه وسط التصفيق. ثم جاء دور Pavelymafofolle لتدخل المسرح بخطوات الرقص الكلاسيكي. يبدأ ضحك الطفل من جديد.

 تقول “مرحبًا أيها الصغير، اتركني، فأنا أقوم بعرضي”، مما أغرق الغرفة في حالة من المرح.

تقول بعد عرضها “إنه أمر مرهق دائما”، وهي تتنفس بصعوبة، مرتاحة وسعيدة لأنها جعلت جمهورها يضحك. تضيف “عليك أن تكون حاضرا ذهنيا بقوة لكي تمارس هذه المهنة”.

13