كولومبيا تعين أول سفير لها بفلسطين في تصعيد دبلوماسي ضد إسرائيل

بوغوتا - عيّنت كولومبيا خورخي إيفان أوسبينا أول سفير لها في الأراضي الفلسطينية، وهو رئيس سابق لبلدية مدينة كالي ومقرب من الرئيس غوستافو بيترو، وفق ما أعلنت الخارجية الكولومبية الاثنين.
ويأتي هذا التعيين تتويجا لسلسلة من القرارات الدبلوماسية التي اتخذها بيترو، والتي تعكس موقفا متزايدا في أميركا اللاتينية يدعم القضية الفلسطينية وينتقد بشدة سياسات إسرائيل.
ويمثل قرار تعيين أوسبينا امتدادا لتصعيد دبلوماسي بدأه الرئيس اليساري في مايو 2024، حين أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، متهما حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتنفيذ "إبادة جماعية" في غزة، مما وضع كولومبيا في طليعة الدول التي تتخذ موقفا قويا ضد تل أبيب.
وقبل عام من هذا الإعلان، أي في عام 2023، أعلن بيترو فتح سفارة لبلاده في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وهو ما يشكل اعترافا عمليا بالدولة الفلسطينية.
ويؤكد تعيين أوسبينا "سفيرا لدى حكومة دولة فلسطين" هذا التوجه، حيث جاء في أعقاب موافقة السلطات الفلسطينية في 5 مايو، وفق ما جاء في مرسوم وقّعته وزيرة الخارجية لورا سارابيا في 22 مايو.
ويُعدّ اختيار أوسبينا لهذه المهمة الدبلوماسية لافتا للنظر، فهو رئيس سابق لبلدية كالي، ثالث أكبر مدينة في كولومبيا، وله تاريخ طويل من الانتماء إلى حركات يسارية، إلى جانب أنه ابن إيفان مارينو أوسبينا، أحد القادة البارزين لمنظمة "إم-19" المسلحة سابقا، التي كان الرئيس بيترو نفسه عضوا فيها، مما يؤكد تماشي تعيينه مع الأيديولوجية السياسية لحكومة بيترو.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال السفير الجديد إنّه لا يعلم بعد ما إذا كان سيزاول عمله من رام الله أم من "دولة مجاورة".
وقال أوسبينا لفرانس برس "سيتعيّن البحث مع إسرائيل والعمل معها لتحديد الخطوات اللازمة للسماح بتطوير السفارة الكولومبية من رام الله".
وأضاف "كدولة، نحن نعترف بالدولة الفلسطينية، ونعترف بأن الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية يجب أن تتعايشا وتوجدا سويا".
ويضع القرار الكولومبي تعيين سفير في الأراضي الفلسطينية ضغطا متزايدا على الدول اللاتينية التي لم تتخذ خطوات مماثلة، خاصة مع تصاعد الرأي العام العالمي ضد الحرب في غزة.
ومن المرجح أن ترد إسرائيل بإدانة دبلوماسية شديدة، مع محاولات لحشد دول أخرى ضد الخطوة الكولومبية، كما قد تفرض قيودا على السلطة الفلسطينية (كتجميد أموال)، أو تُسرّع البناء الاستيطاني.
من المتوقع أيضا أن تضع إسرائيل عقبات أمام عمل السفير الكولومبي في رام الله، وربما تنهي أو تُقيّد العقود التجارية والعسكرية المتبقية، في محاولة لردع دول أخرى عن اتخاذ مسارات مشابهة.