كوريا الجنوبية تدعم تنمية الثروة البحرية في تونس

جرجيس (تونس) - وضعت كوريا الجنوبية دعامة لتوسيع نشاط صناعة الثروة البحرية في تونس بتدشين منشأة بمدينة جرجيس جنوب البلاد لتحويل السلطعون الأزرق إلى منتج يمكن تسويقه في الخارج.
وتعد هذه المنشأة التي تم بناؤها في المنطقة الاقتصادية بالمدينة التابعة لولاية (محافظة) مدنين الأولى من نوعها بتلك الجهة وهي تأتي بعد بناء مصنع بجزيرة قرقنة في ولاية صفاقس عام 2019 سرعان ما وفّر نحو 50 فرصة عمل.
وتصل طاقة إنتاج المصنع الجديد، الذي سيوفر قرابة 700 فرصة عمل مباشرة إلى سبعة أطنان يوميا وهناك نية لزياد الإنتاج تدريجيا مع مرور الوقت. ولم يتم الكشف عن تكلفة المشروع.
نائلة نويرة: السلطعون بات مصدر رزق بعد أن كان مثيرا للمشاكل
ونسبت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إلى وزيرة الصناعة نائلة نويرة قولها إن “هذه الوحدة تندرج ضمن صناعة غذائية تعتمد على تحويل السلطعون بكل مكوناته انطلاقا من لحمه المبستر إلى قشوره التي يتم تحويلها إلى سماد”.
وأضافت أن “السلطعون الأزرق وبعد أن كان يمثل مصدرا للمشاكل للصيادين سيُصبح منذ اليوم مصدر رزق للعديد من الناس في هذه الجهة”.
وأوضحت نويرة أن المشروع يوفر طاقة تشغيلية قدرها أكثر من 517 فرصة عمل بشكل مباشر وألف فرصة عمل بشكل غير مباشر حاليا، وستزيد الوظائف تباعا.
وظهر السلطعون الأزرق لأول مرة عام 2014 في خليج قابس. ولم يكن الصيادون يكترثون به لكونه غير مطلوب بالأسواق المحلية ولعدم توفر الآليات الكافية لتصديره، كما أن السلطات لم تفكر بجدية في جعله موردا يدر أموالا على خزينة الدولة.
ولكن تكاثر هذا النوع من القشريات في سواحل البلاد الجنوبية تحول إلى ثروة، إذ أثار انتباه وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري للاستثمار فيه.
وانعكس هذا الاهتمام في 2021، إذ تشير منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إلى أن تونس جنت 7.2 مليون دولار في أول خمسة أشهر من العام الماضي بتصدير أكثر من ألفي طن بعدما حققت 3.1 مليون دولار من تسويق 796 طنا في الخارج قبل عام.
وكانت تونس قد صدرت في 2016، وهو تاريخ بداية الاستثمار في السرطان الأزرق، قرابة 42 طنا فقط، لكن الصادرات تضاعفت عشر مرات في العام التالي.
وأكد صاحب المشروع كونهو مان شوي خلال تصريحات صحافية أن فكرة بناء المصنع راودته منذ العام 2017 بعدما علم بوجود كميات كبيرة من هذا النوع من السلطعون الذي ليس للتونسيين تقاليد في استهلاكه.
وأشار إلى أنه كان يفترض أن تفتتح المنشأة قبل عامين، إلا أن الأزمة الصحية عطلت انطلاق المشروع.
وأوضح شوي، الذي لديه استثمارات بهذا المجال في الفلبين، أنه يعتزم توسيع نشاط المصنع ليشمل اختصاصات أخرى منها تحويل قشور السلطعون إلى سماد حيث يكثر الطلب عليها في بلاده وأيضا في اليابان.
وتدعم منظمة فاو عبر برنامج “تعزيز حوكمة مصايد الأسماك وتنميتها في تونس” الصيادين المحليين لتحويل السرطان الأزرق إلى منتج قابل للتصدير وكذلك تطوير قدرات العاملين في القطاع وتعزيز مداخيلهم بشكل مستدام.