كورونا يكشف اعتماد "أوبك" الشديد على الصين

تحالف أوبك+ يوصي بخفض إضافي مؤقت لإنتاج النفط بمقدار 600 ألف برميل يوميا استجابة لتأثير فايروس كورونا على الطلب.
الجمعة 2020/02/07
أوبك تسعى للحفاظ على العائدات بوجه طلب صيني أضعف

أكدت توصية تحالف أوبك+ بتعميق خفض إنتاج النفط تزايد اعتماد المنتجين الشديد على الطلب الصيني، بعد أن عطلت أزمة فايروس كورونا نشاط الكثير من مصانعها ومظاهر الحركة والنقل والطيران.

لندن - كشفت مصادر مطلعة أن اللجنة الفنية التابعة لتحالف أوبك+ أوصت أمس بخفض إضافي مؤقت لإنتاج النفط بمقدار 600 ألف برميل يوميا استجابة لتأثير فايروس كورونا على الطلب، بانتظار موقف روسيا من ذلك الاقتراح.

وتسلط المخاوف من تباطؤ اقتصادي يغذيه تراجع الطلب نتيجة انتشار فايروس كورونا المستجد في الصين منذ أسابيع، الضوء على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تبيع القسم الأكبر من إنتاجها إلى ثاني أقوى اقتصاد في العالم.

وقالت مجموعة الأبحاث جي.بي.سي إينيرجي للطاقة إن “الصين باتت أكثر أهمية بالنسبة للدول المصدرة للنفط في السنوات الأخيرة”.

وتستورد الصين في الإجمال أكثر من ثلثي كمية نفطها الخام من دول المنظمة وروسيا.

وفي أعقاب تراجع الأسعار تعقد أوبك وحليفها الرئيسي المنتج للنفط روسيا اجتماعات هذا الأسبوع لمناقشة الوضع.

وفي مؤشر واضح على الصعوبات القائمة، أعلنت الوفود المجتمعة في فيينا أن المحادثات ستتواصل الخميس.

لكنه ليس اجتماعا رسميا حول الإنتاج، كما كانت الحال في ديسمبر الماضي، عندما مددت أوبك وحلفاؤها اتفاقهم الساري للحد من إنتاج النفط لدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وتعد السعودية وروسيا أكبر مصدّرين للنفط الخام إلى الصين، لكن أوبك عموما ستتأثر جدا بتراجع الطلب الصيني على النفط.

ورغم تحسن أسعار النفط بقوة، الأربعاء الماضي، إلا أنها انخفضت كثيرا بشكل إجمالي في الأسبوعين الماضيين وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الصين.

وأثار هبوط الأسعار تساؤلات في أوبك التي يضخ أعضاؤها وعددهم 13 دولة، قرابة ثلث النفط الخام العالمي، وتسعى للحفاظ على العائدات بوجه طلب صيني أضعف.

ويؤكد يوجياو لي، المحلل لدى مجموعة الأبحاث وود ماكينزي، أن الصين ثاني أكبر دول العالم استهلاكا للنفط وتمثل 13 في المئة من الطلب العالمي للخام.

وقال المحلل لرويترز “بصفتها اقتصادا سريع النمو فإن أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من الصين”.

وأضاف “من دون إمدادات محلية كافية فإن اعتماد الصين على النفط يستمر في الارتفاع وهو ما يجعل الصين واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لأوبك”.

وأعلنت السعودية، هذا الأسبوع، أن تأثير الفايروس على طلب النفط “محدود للغاية” و”مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق”.

ومع ذلك ترى جي.بي.سي إينيرجي أن أوبك وحلفاءها أمامهم خيار واحد، وهو الإعلان عن المزيد من خفض الإمدادات، وإلا فإن سعر النفط على الأرجح سيسجل المزيد من التراجع في غياب تطور كبير في احتواء الفايروس.

10