كورونا يقلص عدد المحتفلين بعيد النوروز في العراق

دهوك (العراق)- تجمع أكراد عراقيون يحملون المشاعل على قمة جبل عقرة السبت للاحتفال بعيد النوروز، وهو أول يوم في شهر فروردين في السنة الشمسية الفارسية والذي يتزامن مع بداية فصل الربيع.
وشهدت جميع مدن وبلدات إقليم كردستان العراق احتفالات وسط حضور محتشم، إذ صعد هذا العام عدد أقل من المعتاد إلى قمة الجبل بمحافظة دهوك مقارنة بالأعوام السابقة.
ورغم مشاركة العراقيين من كافة المحافظات في الاحتفال بقدوم العيد والسنة الكردية الجديدة بالرقصات والملابس التقليدية والمشاعل والألعاب النارية، فإن المخاوف من كورونا ألزمت الكثيرين منازلهم.
وأشار عبدالعزيز رمضان أحد المحتفلين بالمناسبة إلى أن إجراءات العزل العام التي تتخذها السلطات في منطقة كردستان العراق بسبب جائحة كورونا أدت إلى انخفاض العدد هذا العام.
وتابع أن “الخوف من الإصابة بالفايروس قلص عدد المحتفلين، ودفع بالقلة التي اختارت الاحتفال بهذه المناسبة إلى الحرص على ارتداء الكمامات وتطبيق الإرشادات الصحية قدر الإمكان”.

يجري الاحتفال بعيد نوروز من قبل الملايين من الأكراد في مختلف أرجاء العالم
وعيد نوروز كما يطلق عليه هو تقليد يعود إلى أكثر من 3 آلاف عام وهو أيضا احتفال ببداية فصل الربيع. وقال رمضان إن هذا اليوم يمثل يوم عيد مهم في الثقافة الكردية، إذ يرمز للحرية وإنهاء الاستعباد.
ويعد نوروز بالنسبة إلى الأكراد أهم احتفال في العام، كما أنه رمز للمقاومة السياسية. وفي العصر الحالي غالبا ما يربط الأكراد الاحتفال بالعام الجديد بالاحتجاجات على سبيل المثال للحصول على مزيد من الحكم الذاتي في مناطقهم.
وتتعدد الروايات حول أصل عيد نوروز أو عيد الربيع، حيث يربطه الأكراد بأحداث تاريخية امتزجت بالعديد من الأساطير، إلا أن الرواية الأكثر شيوعا بينهم تقول إن الاحتفال بهذا العيد يرجع إلى تاريخ سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الميديين (قدماء الأكراد) والكلدانيين في القرن الـ7 قبل الميلاد والسيطرة على عاصمتها نينوى.
وتتحدث الأسطورة أيضا عن قيام شخص يدعى “كاوا” والمعروف بمناصرته للخير بمقاومة الملك الظالم “زوهاك” (أي التنين أو الأفعى الكبيرة بالكردية) والانتصار عليه وإشعال النيران في قصره. واحتفالا بذلك يقوم مناصرون لـ”كاوا” بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر.
وأكد رمضان “النوروز هو عيد قومي وتاريخي بالنسبة إلينا، فهو رمز للحرية التي انطلقت شرارتها الأولى مع قصة القائد الكردي كاوا الحداد الذي قام بمحاربة الملك الظالم وإحلال الحرية على شعبه”.
وأضاف “نحرص سنويا على إحياء هذا التقليد بالتوجه إلى قمة جبل عقرة ونشعل النار كإشارة إلى الحرية والخلاص من الظلم والاستعباد”.
ويجري الاحتفال بعيد نوروز من قبل الملايين من الأكراد في مختلف أرجاء العالم من البلقان وإقليم البحر الأسود والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط إما في 20 أو 21 مارس. وتعتبره اليونسكو منذ عام 2010 تراثا ثقافيا غير مادي.