كورونا يقطع الطريق على زبائن مربي ببغاوات

اصطدم عشق شاب فلسطيني للببغاوات وشغفه بتربيتها والاستثمار فيها على امتداد أكثر من عقد، بما خلقته جائحة كورونا من صعوبات قطعت الطريق على زبائنه، حيث صار الكثيرون يمتنعون عن زيارته في مزرعته خوفا من العدوى.
الخليل (فلسطين) – تصيب الدهشة زوار مزرعة الفلسطيني نشأت الطميزي، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لدى معاينة مجموعة كبيرة وفريدة من أنواع طائر الببغاء ذات الألوان الزاهية.
ونشأت علاقة فريدة بين الطميزي (32 عاما) وطائر الببغاء جعلته يكرس سنوات طويلة من حياته لاقتناء أصناف مختلفة منه والاعتناء بها بل وكسب المال في عمليات بيع وشراء.
ويقوم الشاب الثلاثيني بإعداد الطعام لطيوره ذات الأصناف المتعددة صباح كل يوم مع اتخاذه إجراءات الصحة العامة في ظل انتشار فايروس كورونا في الأراضي الفلسطينية.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال الطميزي إن تربية الببغاء بدأت لديه منذ 15 عاما لحبه الشديد لهذا الطائر، مضيفا “حكايتي مع الببغاوات بدأت كهواية ولا تزال كذلك، ومع ذلك فأنا أحرص على بيع أغلب الفراخ في موسم البيع”، لكن نشاطه تعرض لضربة قوية بعد تفشي كورونا في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن ظهور كورونا في الأراضي الفلسطينية منذ مارس الماضي أثر عليه نوعا ما، كونه أصبح لا يستقبل الزبائن داخل بيته، بالإضافة إلى تأثر الوضع الاقتصادي لدى المجتمع الفلسطيني.
وتابع أنه كان يبيع حوالي 15 ببغاء في الشهر قبل تفشي الوباء، لكنه أصبح يبيع الآن طائرين فقط في الشهر، قائلا إن الضغوط المالية التي ترافقت مع انتشار الجائحة، لم تترك للناس أي قدر يذكر من فائض الدخل لإنفاقه على الحيوانات الأليفة.
وأكد أن تربية الببغاوات تحتاج إلى رأس مال كبير “لكني بدأت بشراء عدد محدود، ومن ثم قمت بعملية الإنتاج وبيعه لشراء أصناف ثانية حتى وصلت إلى مراحل مرضية”، مشيرا إلى أن أصناف الببغاء التي يقتنيها قرابة 40 صنفا أبرزها الرمادي، كوكاتو والدرة، وأن عددها يتراوح ما بين 80 إلى 100 زوج.
ويأكل طائر الببغاء الخضروات والفواكه والدجاج والبيض المسلوق والمكسرات وأنواع الحبوب الأخرى، وتحتاج أنواعه المختلفة إلى أراجيح تعلق في الأقفاص ما يزيد من أعباء الشخص المربي.
وأوضح الطميزي أنه يوازي ما بين تربية الطيور واحتياجاتها اليومية وعائلته الصغيرة، متابعا أن الطيور بحاجة إلى مصاريف كبيرة شهريا لشراء مكسرات وفواكه بمئات الدولارات. ورغم ذلك يبدي سعادة بما يقوم به كونه هاويا محبا للببغاوات، مبديا استعداده لصرف ما يملك في سبيل ذلك.
ويملك الطميزي أنواعا من طائر الببغاء منذ 12 عاما، إلا أنه لا يفرط فيها مهما كانت المغريات المادية، وإنما يبيع الإنتاج الذي يخرج منها من أجل توسيع مزرعته وشراء أصناف جديدة وليس للربح الشخصي.
وتتراوح أسعار الطيور، بحسب الطميزي، ما بين ألف دولار وحتى 15 ألف دولار، لافتا إلى وجود إقبال كبير عليه من قبل الزبائن للشراء بشكل يومي عبر الاتصال الهاتفي أو صفحاته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الشاب الثلاثيني أنه يراعي خلال عمليات البيع موسم تفقيس بيض الطيور. لكنه اشتكى من صعوبات من بينها الخدمة البيطرية، مبينا أن “البياطرة المتواجدين مجال اختصاصهم المواشي، بينما الطيور لا، للأسف لا يمكن العثور على بيطري بإمكانه تقديم يد المساعدة بهذا المجال، وهذه بالنسبة لي من أكبر المشكلات التي أواجهها كمربي طيور”.
ويتميز طائر الببغاء برأسه الكبير نسبيا وعنقه القصير، وقائمتيه بالمخالب المعقوفة التي تساعده على التعلق بأغصان الأشجار، وبمنقاره الصلب المتين، بالإضافة إلى قدرة بعض أنواعه على تقليد الأصوات، وطول أعمار بعض أنواعه.
ويلقى الشاب الهاوي دعما وترحيبا من أفراد عائلته، معربا عن تطلعه إلى شراء أرض لإقامة مزرعة كبيرة تضم مئات الأصناف من طائر الببغاء لتصبح مزارا لسكان الضفة الغربية.