كورونا يعقّد مهمة حفظ السلام في مناطق النزاعات

الأمم المتحدة تواجه تحديا مزدوجا تجاه جنودها المشاركين في عملية لحفظ السلام في العالم ويتمثل بحمايتهم من وباء كوفيد-19.
الأربعاء 2020/04/08
تخوفات من أن تصبح القوات الأممية ناقلا للعدوى

واشنطن- دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منذ 23 مارس إلى "وقف عالمي وفوري لإطلاق النار" في الدول التي تشهد نزاعات في ظل تفاقم انتشار فايروس كورنا في العالم.

وفي إجراء يستبق وصول الفايروس إلى الدول التي تجري فيها عمليات لحفظ السلام ويهدف إلى منع انتشار الوباء، جمدت الأمم المتحدة منذ السادس من مارس عمليات تبديل جنودها في بعض الدول، في قرار مددته الإثنين حتى 30 يونيو وبات يشمل كل العمليات.

وعلق غوتيريش تناوب ونشر الأفراد النظاميين، بما في ذلك الضباط الأفراد ووحدات حفظ السلام التابعة للشرطة والجيش المشكلة بالفعل.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك "أولوياتنا هي ضمان وضع خال من كوفيد-19 للأفراد النظاميين القادمين والتخفيف من خطر أن تصبح قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ناقلا للعدوى والحفاظ في الوقت نفسه على قدراتنا التشغيلية".

وأضاف "ربما يتم النظر في استثناءات قليلة ومحدودة لمواصلة تنفيذ التفويض، ولكن فقط في ظروف مخففة على أساس شروط صارمة لمنع انتشار الفايروس".

اجراءات وقائية

أنطونيو غوتيريش دعا إلى وقف عالمي وفوري لإطلاق النار في الدول التي تشهد نزاعات
أنطونيو غوتيريش دعا إلى وقف عالمي وفوري لإطلاق النار في الدول التي تشهد نزاعات

وتواجه الأمم المتحدة تحديا مزدوجا تجاه الجنود الـ110 آلاف المشاركين في نحو 15 عملية لحفظ السلام في العالم، يتمثل بحمايتهم من وباء كوفيد-19 ولكن خصوصا تجنب قيام دول بسحب وحداتها.

وذكر دبلوماسي أن أحد المخاوف هو حدوث "تفرّق غير منضبط" لأن بعض الدول "يمكن أن تعبر عن قلق مشروع بقولها 'لا أبقى في هذا المكان' أو 'لا أترك رجالي في المكان لأنهم إذا اصيبوا، لا أحد قادر على التكفل بهم'".

وفي جميع أنحاء العالم، بدأت منذ أسابيع إجراءات لتأمين الحجر لكل الأشخاص الذين تثبت إصابتهم بفايروس كورونا المستجد، في معسكرات تضم جنودا لحفظ السلام.

واتخذت إجراءات وقائية أيضا للدوريات "بهدف تجنب انتقال العدوى بين العسكريين أو نقلهم العدوى إلى السكان"، كما ذكر مصدر في مقر الأمم المتحدة حيث ما زالت ماثلة في الأذهان، ذكرى انتقال عدوى الكوليرا إلى الهايتيين من قبل عسكريين نيباليين. وتوفي حوالى عشرة آلاف شخص بدءا من 2010 بهذا الوباء.

وبمعزل عن مكافحة كوفيد-19 وبينما تنتظر إفريقيا حيث يتركز عدد كبير من بعثات حفظ السلام - مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان ودارفور (السودان) وجمهورية الكونغو الديمقراطية - أن يضربها الوباء في الأسابيع المقبلة، يتمثل الرهان الأساسي للأمم المتحدة بحماية السلم.

وأكد الدبلوماسي في الأمم المتحدة إن إجراءات مكافحة المرض "تؤثر على العمليات". وأوضح آخر أنه لا بد من مواصلة هذه المهمات وإلا "ستحدث كارثة إذا انهارت العمليات برحيل جنود حفظ السلام".

وتعني دعوة غوتريش تشجيعا ضمنيا للدول التي تساهم بقوات على الامتناع عن الانسحاب منها، لكن تطبيق ذلك على الأرض يتأخر.

مهمات حفظ السلام

إجراءات وقائية لتجنب انتقال العدوى بين العسكريين
إجراءات وقائية لتجنب انتقال العدوى بين العسكريين

وعبّر الاتحاد الأوروبي الذي يساهم بعدد كبير من رجال الشرطة والعسكريين، الثلاثاء عن دعمه لإبقاء القوات المشاركة في بعثات حفظ السلام، ووعد بعدم سحب والحدات التابعة له.

وكتب في رسالة وجهها إلى غوتيريش "نريد التأكيد على أنه بالرغم من الضغط الذي يمثله الوباء على أنظمتنا، نبقى ملتزمين اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعمل جنود حفظ السلام في العالم".

وأضاف الاتحاد الأوروبي أن "مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يجب أن تكون قادرة على مواصلة نشاطاتها في الدول المضيفة في هذه الفترة الصعبة".

ويتوقع بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة ردا إفريقيا على الوباء يمكن أن "يفاجئ" الغرب ويسهل بقاء قوات حفظ السلام.

وأشار مصدر دبلوماسي أوروبي إلى أن "الدول الإفريقية أكثر استعدادا نفسيا وعلى صعيد الأنظمة الصحية لمواجهة الأوبئة"، مشيرا إلى وباء الحصبة الذي ينتشر حاليا في الكونغو الديمقراطية.

ورأى دبلوماسي إفريقي أنه في الغرب "أصبح الإنسان معجبا بنفسه ومدعيا" وهذا ما يفسر "حالة الفوضى التي تصبح أوسع عندما يواجه أزمة مثل تلك التي يتصدى لها اليوم".

وأضاف أن "الأفارقة أقوى معنويا ويؤمنون بحتمية القدر ولديهم الإيمان بالله، الله المسلم والله المسيحي، وهذا مما سيكون مصدر قوتهم"، مشيدا أيضا "بتضامن أكثر تطورا بكثير" في القارة الإفريقية مما هو في العالم الغربي.